ندوة سياسية في مدينة بريمن الألمانية حول الفصل العنصري في إسرائيل.... المحرمات في ألمانيا
صدى نيوز -نظمت الجالية الفلسطينية في مدينة بريمن الألمانية والتجمع الفلسطيني للوطن والشتات بالتعاون مع رئيس الجمعية الألمانية الفلسطينية ديتلف غريشي، امس الثلاثاء، ندوة سياسية حاشدة حول نظام الفصل العنصري في إسرائيل.... المحرمات في ألمانيا.
وافتتح الندوة رئيس الجالية الفلسطينية في مدينة بريمن الألمانية، نائب رئيس الجمعية الالمانية الفلسطينية، سامر بلال أصلان، مرحباً بمشاركة السياسيين والمثقفين وممثلي الأحزاب الالمانية، مؤكداً أهمية هذه الندوة التي تتناول قضية نظام الفصل العنصري في اسرائيل والتي تقوم بها ضد السكان الفلسطينيين الأصليين من هدم للمنازل والاخلاء القسري في القدس وفي العراقيب وفي قرية مصمص وفي مدن الضفة الغربية.
وشدد اصلان على دور الجالية والجمعية الفلسطينية الالمانية في بريمن من خلال تنظيم الندوات الشهرية واستضافة النخب السياسية الالمانية والفلسطينية والعربية والحوار دائما حول مختلف القضايا.
وادار الندوة الدكتور المؤرخ آرني اندرسن قائلاً هل اسرائيل من المحرمات في ألمانيا متناولاً نظام الفصل العنصري ومستقبل فلسطين على أساس العديد من الصور والخرائط معرجاً على مؤسس الصهيونية السياسية الحديثة تيودور هرتزل صاحب كتاب "الدولة اليهودية" والتي عبر عنها عام 1896
ويرى أندرسن أن التوسع الصهيوني في فلسطين وفيها كان تعبيراً عن العصر الإمبراطوري. كان مؤسس الحركة الصهيونية، ثيودور هرتزل، يرى نفسه حليفاً للقوى الإمبريالية: "بالنسبة لأوروبا، سنكون جزءاً من الجدار ضد آسيا، وسنقدم خدمة البؤرة الاستيطانية الثقافية ضد البربرية".
ويشير الى ان إنشاء دولة يهودية، في ذلك الوقت مكن القوى الأوروبية من تحويل مشكلة معاداة السامية إلى قضية خارجية. وكما يوضح في كتابه الفصل العنصري في اسرائيل الطابو في المانيا، إن مفهوم الصهيونية لم يجد في البداية صدى يذكر بين اليهود؛ فقد اندمج معظمهم في المجتمع، وعلى الرغم من معاداة السامية، كانوا ينظرون إلى أنفسهم على أنهم ألمان أو فرنسيون أو إنجليز. حتى عندما شرع النازيون في إبادة اليهود، أصرت كل البلدان تقريبا على حصص محدودة للغاية من الهجرة. وكما كتب أندرسن، فقد اتبعوا مبدأ القديس فلوريان ودعموا فلسطين كحل لمشكلة اللاجئين اليهود. (ص 108) ولم يظهر الفلسطينيون الذين يعيشون هناك ضمن هذه الاعتبارات.
وتحدث اندرسن عن الجزء الثاني من كتابه حول استراتيجية إسرائيل في محاولة إسكات الانتقادات الموجهة إلى سياساتها الاستعمارية الاستيطانية وسياسات الفصل العنصري بكل الوسائل الممكنة. وفي عشرينيات القرن العشرين، أنشأت الحكومة الإسرائيلية وزارة خاصة، هي وزارة الشؤون الاستراتيجية، للتنديد بأي انتقاد لهذه السياسة باعتباره معاداة للسامية في جميع أنحاء العالم. كان محور اهتمامهم هو حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، والتي كمنظمة مجتمع مدني جعلت إسرائيل تبدو سيئة في الخطاب الدولي بمطالبها المحدودة.
وفي الختام يدعو المؤرخ اندرسن إلى حل الدولة الواحدة، ولكن، كما يقول، لن يكون لهذا النموذج أي فرصة إلا إذا تخلت إسرائيل عن الصهيونية السياسية في أرض إسرائيل.