الاحتلال يواصل شق طريق استيطاني في شلال العوجا بالأغوار (فيديو)
أهم الأخبار

الاحتلال يواصل شق طريق استيطاني في شلال العوجا بالأغوار (فيديو)

صدى نيوز - قالت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل أعمال شق طريق استيطاني جديد يهدف إلى ربط المستوطنات الرعوية في تجمع شلال العوجا، الواقع في منطقة الأغوار الفلسطينية، وأوضحت المنظمة أن هذا المشروع يأتي في إطار مخطط استيطاني متكامل يسعى إلى تكريس "الاستيطان الرعوي" كأداة رئيسية للسيطرة على الأراضي الفلسطينية، من خلال تعزيز وجود المستوطنين في مناطق واسعة وطرد الفلسطينيين منها تدريجيًا.

وأوضحت منظمة البيدر أن الاحتلال يعمل على تنفيذ هذا المشروع ضمن سياسة طويلة الأمد تهدف إلى فرض سيطرته على أراضي الأغوار الفلسطينية، حيث يتم شق طرق استيطانية جديدة تربط بين البؤر الاستيطانية الرعوية، ما يسهم في فرض واقع جغرافي جديد يحد من حرية حركة الفلسطينيين، ويؤدي إلى السيطرة الكاملة على الأراضي الزراعية والمراعي التي يعتمد عليها السكان البدو في حياتهم اليومية.

وأكدت المنظمة أن الاحتلال يستغل الاستيطان الرعوي كوسيلة للاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الفلسطينية، وذلك عبر دعم المستوطنين في إنشاء مزارع رعوية مغلقة، تمنع الرعاة الفلسطينيين من الوصول إلى المراعي التي كانوا يستخدمونها منذ عقود ، وأضافت أن هذه السياسة تمثل امتدادًا لمشاريع التوسع الاستيطاني التي تهدف إلى تهجير السكان الأصليين وإحلال المستوطنين مكانهم، وهو ما يعد انتهاكًا صارخًا للقوانين والاتفاقيات الدولية.

ونوهت منظمة البيدر إلى أن استمرار العمل على هذا الطريق سيؤدي إلى تفاقم معاناة الفلسطينيين في منطقة العوجا، حيث ستزيد القيود المفروضة على حركتهم، مما يؤثر بشكل مباشر على وصولهم إلى أراضيهم ومصادر رزقهم ، وأشارت إلى أن العديد من العائلات الفلسطينية في المنطقة تعتمد على تربية المواشي والزراعة كمصدر رئيسي للدخل، إلا أن هذه الأنشطة أصبحت مهددة بسبب سياسة إغلاق المناطق الرعوية وتحويلها إلى مستوطنات إسرائيلية.

ووفقًا لشهادات السكان المحليين، فإن المستوطنين المدعومين من الجيش الإسرائيلي يفرضون واقعًا جديدًا في المنطقة، حيث يتعرض الفلسطينيون لمضايقات مستمرة تهدف إلى دفعهم لمغادرة أراضيهم ، وقال محمود العوجا، أحد سكان التجمع، إن “الاحتلال لا يكتفي بمصادرة الأراضي، بل يسعى إلى خنقنا من خلال منعنا من الوصول إلى مواردنا الطبيعية، وتسهيل حركة المستوطنين على حساب حقوقنا”.

وأضاف العوجا أن الطريق الاستيطاني الجديد سيمكن المستوطنين من الوصول بسهولة إلى المناطق الرعوية، ما سيزيد من الضغوط على الفلسطينيين الذين يجدون أنفسهم في عزلة متزايدة بسبب القيود المفروضة عليهم.

وأكدت منظمة البيدر أن هذه الخطوات الاستيطانية تشكل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي، لا سيما أن الاستيطان الرعوي أصبح وسيلة جديدة لطرد الفلسطينيين من أراضيهم بأساليب غير مباشرة، من خلال التضييق عليهم وإجبارهم على الرحيل تحت ضغط القيود المفروضة.

ودعت المنظمة الجهات الحقوقية الدولية والمؤسسات القانونية إلى التحرك العاجل لوقف هذه المشاريع الاستيطانية، وممارسة ضغوط على سلطات الاحتلال لوقف انتهاكاتها المستمرة بحق السكان الفلسطينيين ، كما طالبت بضرورة توفير الحماية الدولية للتجمعات البدوية التي تواجه خطر التهجير القسري بفعل هذه السياسات.

في ظل الصمت الدولي والموقف الإسرائيلي المتعنت، تتواصل أعمال شق الطرق الاستيطانية التي تعزز الاستيطان الرعوي في الأغوار الفلسطينية، ما يشكل تهديدًا خطيرًا لوجود الفلسطينيين في المنطقة ، ومع استمرار هذه الممارسات، يجد الفلسطينيون أنفسهم أمام واقع يتجه نحو المزيد من التضييق والتهميش، في وقت تتسارع فيه وتيرة التوسع الاستيطاني تحت غطاء المشاريع “التطويرية” التي تخدم أجندة الاحتلال.