حشودات الجيش المصري الضخمة رسائل مبطنة لإسرائيل وأمريكا.. ماذا ينتظر المنطقة؟
خاص صدى نيوز: منذ حوالي شهرين تواصل مصر حشد قواتها وآلياتها وأسلحتها الثقيلة المختلفة من قاذفات وصواريخ ومدرعات ودبابات بالإضافة لقوات راجلة قرب حدودها مع إسرائيل، وتتمركز آلاف الدبابات المصرية في سيناء على وجه الخصوص، الأمر الذي لفت إسرائيل وجعلها تعرب عن قلقها بشكل صريح وتطالب الولايات الأمريكية المتحدة بالتدخل.
مصادر عربية لوكالة صدى نيوز أكدت أن الحشد العسكري المصري الضخم جاء رداً على سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا الاستراتيجي، وهو منطقة عازلة بين قطاع غزة ومصر، ورفضها الانسحاب منه.
وبموجب اتفاقية "كامب ديفيد" الموقعة بين القاهرة وتل أبيب عام 1979، فإن "محور فيلادلفيا" المعروف أيضاً باسم "محور صلاح الدين" هو شريط حدودي ولا يتجاوز عرضه مئات الأمتار، يمتد بطول 14.5 كيلومتر من البحر المتوسط حتى معبر كرم أبو سالم على الأراضي الفلسطينية بين شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة، يعدّ منطقة عازلة.
وفرض اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل منذ عام 1979 انسحاب القوات العسكرية من جوانب المحور، وتسمح الاتفاقية لإسرائيل ومصر بنشر قوات محدودة العدد والعتاد ومحددة بالأرقام ونوعيات السلاح والآليات بهدف القيام بدوريات على جانب المحور المصري، لمنع التهريب والتسلل والأنشطة الأخرى.
ولكن التوتر في العلاقة بين إسرائيل ومصر بدأ يتصاعد بعد إقدام إسرائيل على نشر قواتها في محور فيلادلفيا ورفضها الانسحاب منه منذ مايو 2024، وهو ما اعتبرته القاهرة انتهاكاً لاتفاقية السلام (كامب ديفيد)، علماً أن مصر كانت أول دولة عربية توقع اتفاقية سلام مع إسرائيل.
ورفض مفاوضون مصريون خريطة قدمها لهم نظراؤهم الإسرائيليون في المحادثات السابقة لوقف إطلاق النار في غزة، التي تتضمن انتشارا للجيش الإسرائيلي على ممر فيلادلفيا، على الحدود بين مصر وقطاع غزة.
مصر تعد العدة لمواجهة خطط ترامب!
سيطرة إسرائيل على فيلادليفا لم تكن السبب الوحيد لاستمرار الحشودات المصرية الضخمة، فبعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول استقبال مصر لأهالي قطاع غزة الذي ينوي تهجيرهم، بدأ الجيش المصري بحشد المزيد من قواته وتعزيزاته العسكرية.
وتابعت المصادر لصدى نيوز أن الجيش المصري وضمن تعزيزاته العسكرية دفع بغواصات وسفن حربية بالبحر الأبيض المتوسط قرب الحدود.
ويجري الجيش المصري تدريبات ومناورات متواصلة في إشارة إلى أن مصر تبعث رسالة لإسرائيل بأنها جاهزة للرد على أي تهجير لملايين الفلسطينيين نحو أراضيها.
التحرك المصري يلفت إسرائيل ويخرجها عن صمتها
هذا التحرك المصري اللافت للجيش والمعدات العسكرية أخرج إسرائيل عن صمتها، وسط مخاوفها من دوافع الجيش المصري لاستثمار ملايين الدولارات في شراء معدات عسكرية حديثه في وقت لا تحارب فيه القاهرة أي أحد حالياً، ولا تواجه تهديدات تستدعي هذه التجهيزات.
وأثارت مشاهد مصورة لاصطفاف عدد كبير من الدبابات والمدرعات المصرية ذعر وسائل الإعلام في إسرائيل.
وفي أول مرة علناً، أبدى مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون قبل أيام خشية إسرائيلية من دوافع القاهرة لتعزيز قدرات جيشها.
وقال دانون في تصريحات لإذاعة إسرائيلية: "يستثمرون مئات الملايين من الدولارات في المعدات الحديثة كل عام، وليس لديهم أي تهديدات على حدودهم".
وتساءل: "لماذا يحتاجون إلى كل هذه الغواصات والدبابات؟ بعد 7 أكتوبر 2023، يجب أن يكون هذا مدعاة للقلق، لقد تعلمنا درسنا، علينا أن ننظر إلى ما يحدث هناك، علينا أن نستعد لكل سيناريو".
وقال:" علينا أن نسأل أمريكا لماذا تحتاج مصر إلى كل هذه المعدات؟".
ويرى مراقبون أن تصريحات السفير الإسرائيلي تعكس المرحلة الحساسة التي تمر بها علاقة مصر وإسرائيل، وأزمة ثقة مستفحلة بين الجانبين.
وتعليقاً على التحركات المصرية، قالت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية- المقربة من نتياهو- إن "هذه الحشود المصرية تعد محاولة من مصر لتوصيل رسالة غير مباشرة لإسرائيل، فعشرات الدبابات قرب معبر رفح، تحمل دلائل كبيرة".
الأردن مستعد للحرب.. ماذا ينتظر المنطقة؟
وكما الحال في مصر فإن مصادر كشفت عن أن الأردن يستعد للحرب في حال نُفذت خطط ترامب بتهجير أهالي قطاع غزة وفتح باب الأردن أمامهم.
وأثارت دعوة ترامب إلى "تطهير" غزة غضبًا في عمان، حيث ذكرت مصادر مطلعة لموقع "ميدل إيست آي" أن حليف الولايات المتحدة مستعد للحرب.
وعلم موقع "ميدل إيست آي" كما ترجمت صدى نيوز أن الأردن مستعد لإعلان الحرب على إسرائيل في حال حاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طرد الفلسطينيين بالقوة إلى أراضيه.
ويأتي هذا التحذير في أعقاب تصريحات متكررة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه يود أن يرى الأردن ومصر تستقبلان الفلسطينيين كجزء من التحرك نحو "تطهير" قطاع غزة.
وقالت مصادر مطلعة في عمان لموقع ميدل إيست آي إن آخر ما تريده الأردن هو الحرب وهي حريصة على التوصل إلى حل سلمي. لكنهم يصرون على أن الأردنيين سيغلقون الحدود إذا بدأ اللاجئون في العبور إلى البلاد.
وإذا سعى الإسرائيليون إلى إعادة فتحه، فسيكون ذلك "سبباً للحرب"، بحسب أحد المصادر.
وحسب الموقع: "ليس لدى الأردنيين أي وهم بأنهم قادرون على الفوز في حرب مع إسرائيل، ولكنهم يعتقدون أنهم لن يكون لديهم خيار سوى القتال".
وتابع الموقع كما ترجمت صدى نيوز: "كانت الأردن قد أرسلت في وقت سابق كتائب إضافية إلى حدودها الغربية في أعقاب بيان لا لبس فيه من عمان بأنها ستنظر إلى أي محاولة لإجبار الفلسطينيين على عبور الحدود باعتبارها خرقا صارخا لمعاهدة السلام التي أبرمتها البلاد مع إسرائيل عام 1994".
وردت إسرائيل بإنشاء فرقة شرقية جديدة لحماية حدودها مع الأردن. وفق ميدل إيست آي.
وقال مصدر لـ"ميدل إيست آي" إن اقتراح ترامب كان "قضية وجودية" بالنسبة للأردن والأسرة الهاشمية على حد سواء، مشيرا إلى أن البلاد هي ثالث أفقر دولة في العالم من حيث المياه