منذ قرابة الشهر.. عدوان متواصل على جنين وطولكرم ومخيماتهما

متابعة صدى نيوز - يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينتي جنين وطولكرم، ومخيماتها، وسط تهجير للسكان، وهدم وتجريف للبنية التحتية.

ففي مدينة جنين دخل عدوان الاحتلال يومه الـ28 على التوالي، مخلفاً ارتقاء 25 شهيداً، وعشرات الإصابات والاعتقالات.

حيث  قالت مصادر محلية، إن الاحتلال اعتقل أكثر من 150 مواطناً في مخيم جنين، وأخضع العشرات للتحقيق الميداني، فيما داهمت قوة راجلة بأعداد كبيرة منزل يعود لعائلة العامر في محيط مسجد الأسير.

وجرف الاحتلال البنية التحتية ودمر خطوط المياه والكهرباء وشبكات الصرف الصحي، وهدم وفجر وحرق أكثر من 150 منزلاً، إلى جانب تخريب عدد من المباني بشكل جزئي.

وقال منسق القوى الوطنية والإسلامية في جنين راغب أبو دياك، إن الاحتلال هجر قسراً ما يزيد على 90% من أهالي مخيم جنين، فقد نزح أكثر من 20 ألف مواطن توزعوا على أرجاء المحافظة وقراها وبلداتها، وسط حالة من التكافل الوطني والاجتماعي.

وأشار إلى أن الهيئات المحلية تقوم بواجبها على أكمل وجه، إذ تم تشكيل لجان مساندة ضمن اللجان الأهلية والرسمية، والشخصيات الاعتبارية، والسعي إلى جمع التبرعات من خلال اللجان والتجار والهيئات المحلية لمواجهة سياسة الاحتلال بحق شعبنا.

وأضاف، أن الاحتلال دمر وعاث خرابا في 470 منزلا بشكل كامل وجزئي.

كما تواصل جرافات الاحتلال شق شوارع جديدة بالمخيم، امتداداً من شارع مهيوب حتى حارة جورة الذهب، ومن غرب المخيم الجديد حتى حارة عبد الله عزام، ومن حارة الوهدان باتجاه جورة الذهب، بالإضافة لشق طريق من منطقة الجبل حتى منتصف المخيم، كما وسعت شوارع أخرى داخل المخيم، وأغلق جزءاً من شارع مهيوب بالسواتر الترابية، كما أغلق الاحتلال مدخل المخيم الجديد.

وأفادت مصادر محلية بأن الاحتلال اقتحم منزل الشهيديّن همام وحارث حشاش في حرش السعادة بمدينة جنين وفتشته، الذي أخطرته سابقاً بالهدم يوم الجمعة الماضية، بينما تواصل قوات الاحتلال انتشارها في حي خروبة ومحيط دوار البطيخة والداخلية، وفي محيط دوار يحيى عياش، إذ احتجز جنود الاحتلال مواطنين ودقق في هوياتهم وفتش مركباتهم ودراجاتهم الهوائية.

وبحسب غرفة تجارة وصناعة جنين، فإن 1400 هو عدد المحال التجارية التي تأثرت بفعل الإغلاقات، واعتداءات الاحتلال وتخريبه.

وأكثر من 15 مليون شيكل، هي الخسائر اليومية للمدينة، إذ قال رئيس غرفة تجارة وصناعة جنين، عمار أبو بكر، لصدى نيوز ، إن مدينة جنين ومخيمها تحتاج لملايين الدولارات لكي يُعاد إصلاح ما تدمر منها (بنية تحتية، شبكات الصرف الصحي، خطوط المياه والكهرباء، المنازل، المحال التجارية.

وبيّن أنه لا يمكن تقدير الخسائر بسبب استمرار الاحتلال في عدوانه، مُشيراً إلى تدمير أكثر من 150 منزل في المخيم، عدا عن المحال التجارية.

وأضاف: "تراكمات عديدة أدت إلى انهيار اقتصاد جنين، فالاحتلال يُغلق حاجز الجلمة منذ سنة ونصف، وبالتالي منع وصول متسوقي الداخل الفلسطيني المحتل إلى المدينة، بعدما كان يصل من 3-4 آلاف مركبة، كانت تدخل مبالغ بقيمة 15 مليون شيكل، ومثلها خسرناها جراء تعطل عمال الداخل والذي يتراوح عددهم بين 25-30 ألف عامل.

وأردف خلال حديثه مع صدى نيوز: "هذا إلى جانب أزمة الرواتب، وتقلص عدد طلبة الجامعة العربية الأمريكية، فكان حوالي  6 آلاف طالب مسجل في الجامعة من الداخل المحتل، وبسبب الإغلاقات والاقتحامات لم يتبقَ منهم سوى 2000، ويداومون إلكترونياً" .

وعند سؤاله عن رأيه بالتعاون الحكومي فيما يتعلق بإيواء النازحين مع محافظة جنين، قال لصدى نيوز، إن الحكومة قائمة على رأس عملها، فكان هناك اجتماع يوم أمس، مع المحافظ والمؤسسات، واللجنة الشعبية للمخيم، واقترحنا خلاله أن يتم تجميع النازحين في شقق سكنية بمكان واحد، ليعيشوا حياة كريمة كباقي المواطنين" .

وطالب المحافظات الفلسطينية بمد يد العون للمدن المنكوبة شمال الضفة الغربية، وداعياً الحكومة إلى بذل جهد إضافي وخاص لجنين لمتابعة إيواء النازحين.

أما العدوان على طولكرم فقد دخل يومه الـ22 على التوالي، وأحدث فيه الاحتلال خراباً ودماراً لا يقل عن حجمه في جنين.

وما زال الاحتلال يبعث بتعزيزات عسكرية كبيرة من الآليات العسكرية، والقوات الراجلة، وسط انتشار كثيف لها في شارع نابلس الذي يصل بين مخيمي طولكرم ونور شمس تزامنا مع استيلائها على منزلين في الشارع المذكور، وتحويلهما لثكنة عسكرية.

وأفاد شهود عيان، بأن الاحتلال نفذ الليلة الماضية حملة مداهمة واسعة للمنازل في مخيم طولكرم، وقام بتفتيشها وتخريب محتوياتها، وإخضاع سكانها ممن بقوا في منازلهم للتحقيق الميداني.

وهدمت قوات الاحتلال أمس الأحد، ثلاثة منازل على الأقل في حارة المنشية عند الشارع الرئيسي للمخيم، عُرف منها منزلي الشهيدين محمد جابر، وعماد الدين شحادة، مترافقا مع عمليات التفتيش والتخريب في المنازل بوجود سكانها، ما يزيد من معاناتهم وخطورة الأوضاع الإنسانية.

شاهد أيضاً: رئيس غرفة تجارة وصناعة طولكرم: شلل تام في الحركة التجارية