يديعوت أحرونوت تكشف استراتيجية إسرائيل الجديدة لحماية الحدود
تقارير مميزة

يديعوت أحرونوت تكشف استراتيجية إسرائيل الجديدة لحماية الحدود

ترجمة صدى نيوز - كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، مساء اليوم الإثنين، تفاصيل استراتيجية إسرائيل الجديدة لمحاولة حماية حدودها مع قطاع غزة ولبنان وسوريا.

وبحسب الصحيفة، كما ترجمت صدى نيوز، فإن هذه الاستراتيجية قائمة على 3 مستويات بشكل أساسي، مشيرةً إلى أنها تشكلت كجزء من الدروس المستفادة من نتائج هجوم السابع من أكتوبر 2023، بهدف توفير الحماية والأمن لسكان مستوطنات محاذية لتلك الحدود.

وبينت أنه سيكون هناك منظومة دفاع برية ثلاثية الطبقات، وسيكون النظام الدفاعي الأول داخل الأراضي الإسرائيلية، وسيشمل مواقع عسكرية دائمة، وعائقًا بريًا بما في ذلك سياج أو جدار، وأجهزة استشعار مختلفة لمراقبة الحدود، فضلاً عن نظام من طرق المرور السريعة، وقوات الاحتياط، ومكونات الدفاع الجوي والمدفعية، ومن المفترض أن تعمل هذه المجموعة من المواقع العسكرية والحاجز على الفصل الفعلي بين المستوطنات الحدودية والمناطق المطلة عليها من حدود غزة أو لبنان أو سوريا.

فيما سيكون النظام الدفاعي الثاني "داخل أراضي العدو"، وسوف يشكل طبقة من "الدفاع الأمامي"، وهي بالأساس مناطق عازلة كانت قائمة بعضها سابقًا على حدود لبنان قبيل الانسحاب عام 2000، وحاليًا أعيدت من خلال 5 نقاط حدودية، وفي غزة سابقًا كانت لمسافة محددة بـ 300 متر، وحاليًا ستحدد وفق تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار، وفي سوريا كانت من قبل من خلال القوة الأممية وبعد سيطرة المعارضة على البلاد أعادت إسرائيل انتشارها فيها.

أما الطبقة الثالثة، فتتمثل في ابتكار نزع السلاح من المناطق التي تتعرض إسرائيل للتهديد منها، ويقصد بشكل أساسي الأسلحة التي تشكل خطرًا مثل الصواريخ والقذائف والأسلحة المتوسطة والثقيلة بمختلف أنواعها.

وتقول الصحيفة: "يهدف مفهوم الدفاع الثلاثي الطبقات إلى حماية إسرائيل من الإسلام المتطرف في قطاع غزة وجنوب لبنان وسوريا، وفي كل هذه الدول، فإن العوامل التي تعرض إسرائيل للخطر هم الجهاديون الشيعة والسنة الذين تعتقد إسرائيل أنهم سيستمرون في تشكيل خطر حتى بعد وجود ترتيبات "اليوم التالي" في سوريا ولبنان وقطاع غزة، وستواصل إيران الشيعية دعم الميليشيات التي قد تأتي إلينا مسرعة من الأراضي العراقية، وقد تدعم تركيا الميليشيات الجهادية لهيئة تحرير الشام، وحينها فليأتوا إلينا من وسط وشمال سوريا، ولا داعي للحديث عن حماس في غزة".

وأضافت: "من المفترض أن توفر هذه الطبقات الثلاث من الدفاع لسكان شمال وجنوب وشرق إسرائيل الحماية من شكلين من الهجوم: الهجوم البري والتسلل إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، والقصف المباشر، كما كان الحال في الشمال وإلى حد ما في تطويق غزة، وفي واقع الأمر، يعتمد مفهوم حماية الحدود على طبقة رابعة، وهي القدرات الاستخباراتية والجوية لدولة إسرائيل، ومن دروس السابع من أكتوبر أن القوات الجوية يجب أن تكون حاضرة في الميدان، وأن تكون جزءا لا يتجزأ من الدفاع الحدودي الجديد".

ورأت الصحيفة أن وجود إدارة أميركية مثل الحالية متمثلةً في دونالد ترمب، سيمنح إسرائيل القدرة على تطبيق خطتها فعليًا.

وقالت: "منظومة الدفاع الحدودية هذه، إذا نجحت إسرائيل في إنشائها بدعم من الحكومة الأميركية في القطاعات الثلاثة، سوف توفر حماية جيدة للتجمعات السكنية المتاخمة للحدود، ولكنها ستكون باهظة الثمن، وسوف يتطلب هذا التشكيل ما لا يقل عن 7 إلى 9 ألوية مشاة ومدرعات متمركزة بشكل دائم على الحدود، وكمية هائلة من الوسائل التكنولوجية وأجهزة الاستشعار وبطاريات الاعتراض والطائرات بدون طيار، فضلاً عن قوة جوية مجهزة خصيصًا لمهام الدفاع عن الحدود، ومنع التسلل، والتعامل بسرعة مع الهجمات غير المتوقعة على الأراضي الإسرائيلية أو الاقتراب منها".

وأضافت: "سوف يتطلب هذا ليس فقط أكثر من عشرة آلاف جندي، بل وأيضًا موارد مالية كبيرة للغاية، ويجب أن نأخذ في الاعتبار أيضًا أن نظام حماية الحدود هذا لن يحصل تلقائيًا على الشرعية من العالم أجمع، وحتى لو دعم ترمب إنشائه والطبيعة الثلاثية للدفاع في قطاعات النشاط، فليس من المؤكد أن الدول الأوروبية والصين وروسيا وتركيا ستمنح الشرعية لإسرائيل لنشر هذا النظام".

وقال التقرير في ختامه: "إن منظومة الدفاع الأمامية سوف تصبح مكشوفة وهدفًا بعد فترة زمنية معينة لهجمات من قبل حزب الله أو المسلحين من قطاع غزة، سواء كانت حماس أو مجموعات مسلحة أخرى، والشيء نفسه ينطبق على مرتفعات الجولان .. إن نقاط المراقبة والسيطرة في لبنان، والشريط الأمني ​​في قطاع غزة، وربما هضبة الجولان السورية، قد تخلق لنا منظومات حرب عصابات وإرهابية، على غرار ما حدث في الشريط الأمني ​​في جنوب لبنان، ولذلك، سوف يتعين على إسرائيل أن تستكمل أنظمة دفاعها الأرضية بنظام إنفاذ، من الجو في المقام الأول، للاتفاقيات والترتيبات بعد الانتهاء من تصميمها بشكل نهائي". كما قالت الصحيفة.