جامعة نابلس تطلق استراتيجية كلية ابن سينا للمهن الصحية بالتعاون من الصليب الأحمر الفرنسي " FRC "

صدى نيوز - برعاية ومشاركة  وزير التربية والتعليم العالي، أ.د. أمجد برهم، أطلقت جامعة نابلس للتعليم المهني والتقني استراتيجية كلية ابن سينا للمهن الصحية، وذلك بالتعاون مع الصليب الأحمر الفرنسي "FRC" وبتمويل من الوكالة الفرنسية للتنمية "AFD" ،خلال حفل عقد في مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في رام الله، بحضور ممثلين عن المؤسسات الرسمية والجهات الشريكة.

وضم الحفل حضور رئيس الجامعة، أ.د. ضرار عليان، ووكيل التعليم العالي، د. بصري صالح، وعميد كلية ابن سينا للمهن الصحية، د. نهاد بشارات، ومدير مشروع إنشاء كلية ابن سينا في الجامعة، م. غادة قادوس، إلى جانب الكادر الإداري والأكاديمي للجامعة وطلبة كلية ابن سينا. كما شاركت في الحفل مديرة الوكالة الفرنسية للتنمية في فلسطين السيدة Veronique Sauvat، وفريق من الصليب الأحمر الفرنسي " FRC  " ممثلا بمنسقة مشروع كلية ابن سينا  السيدة Rose Nicholas، بالإضافة إلى ممثلين عن الهيئة الوطنية للتعليم والتدريب المهني والتقني، وزارة الصحة، ووزارة المرأة، ووزارة الأشغال العامة، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

وفي كلمته، أشاد أ. د. برهم بمتانة علاقات التعاون بين فلسطين والشركاء الفرنسيين، مثمّنًا الدعم الفرنسي الذي أسهم في دعم العملية التعليمية في المدارس والجامعات، بما يُعزّز من قدرة هذه المؤسسات على الصمود في مواجهة التحديات والمعيقات.

وأشار أ.د. برهم إلى حرص وزارة التربية والتعليم العالي على دعم كلية ابن سينا في جامعة نابلس وكوادرها، من خلال تعزيز المشروعات والبرامج التعليمية النوعية، مؤكداً أهمية التعاون المشترك لاستكمال إنشاء الجامعة وتحقيق الأهداف الاستراتيجية لمؤسسات التعليم العالي، مشيرًا إلى الدور الحيوي الذي ستؤديه كلية ابن سينا بجامعة نابلس في خدمة المجتمع وتطويره.

من جهته، رحب أ.د. ضرار عليان بالحضور، معربًا عن فخره بهذا الحدث البارز، الذي يمثل الإطلاق الرسمي لاستراتيجية كلية ابن سينا 2024-2034. وأكد أن حضور ممثلي المؤسسات الشريكة يعكس الالتزام المشترك بتطوير التعليم الصحي في فلسطين، والإيمان بأن التعليم ليس مجرد حق، بل ضرورة أساسية، رغم التحديات التي تواجهها العملية التعليمية نتيجة الإغلاقات والقيود وعدم الاستقرار.

كما أعرب أ.د. عليان عن شكره لوزارة التربية والتعليم العالي، ممثلة بالوزير برهم، والشركاء الفرنسيين، بما في ذلك القنصل العام والوكالة الفرنسية للتنمية (AFD) والصليب الأحمر الفرنسي، على دعمهم المستمر لهذه المبادرة. كما شكر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني على استضافتها الكريمة لهذا الحدث، إلى جانب كافة الجهات الرسمية والوطنية التي تساهم في تطوير التعليم المهني والتقني في فلسطين.

واستعرض أ.د. عليان تاريخ كلية ابن سينا، التي تأسست قبل أكثر من خمسين عامًا، كحجر أساس في تعليم التمريض والقبالة في فلسطين. وأشار إلى تطورها وصولًا إلى كونها اللبنة الأولى لجامعة نابلس، مما عزز مكانتها كأول وأهم مؤسسة حكومية مخصصة للتعليم الصحي في فلسطين، وتمكينها من تقديم تعليم عالي الجودة برسوم دراسية منخفضة. وأكد أن الكلية تدخل الآن عقدًا جديدًا من النمو والتأثير.

أما فيما يتعلق بالاستراتيجية، فأوضح أ.د. عليان أنها ليست مجرد خارطة طريق، بل رؤية للتميز والابتكار والشمولية، تعزز التزام الجامعة بتطوير التعليم المهني والتقني، ومواءمة مناهج كلية ابن سينا مع المعايير الدولية، وتعزيز البحث العلمي والشراكات من أجل ترسيخ مكانة الكلية كمؤسسة رائدة في التعليم الصحي.

وأضاف أن الاستراتيجية ترتكز على عدة محاور، أبرزها الابتكار التعليمي وتوسيع الفرص الأكاديمية، من خلال تصميم مناهج حديثة تركز على التعلم العملي والتدريب المهني، باعتباره فلسفة أساسية تتبناها الكلية تحت شعار "التعلم من خلال الممارسة". كما أكد أن الطلبة سيتمكنون من الحصول على تدريب مهني شامل، إلى جانب الالتحاق ببرامج تخصصية في التمريض، بالتعاون مع المؤسسات والجامعات الشريكة.

وأشار إلى أن الاستراتيجية تتضمن محورًا رئيسيًا لتعزيز البحث العلمي والابتكار، مما سيمكن الكلية من المساهمة في تشكيل السياسات الصحية وتحسين نتائج الرعاية الصحية في فلسطين.

كما نوه إلى أن الاستراتيجية تولي اهتمامًا خاصًا بمسألة المساواة بين الجنسين في تعليم التمريض والقبالة، من خلال خطة عمل متكاملة تم تطويرها بالشراكة مع الصليب الأحمر الفرنسي وجامعة مونتريال، وتهدف إلى دمج سياسات النوع الاجتماعي في الحوكمة، والمناهج الدراسية، والتدريب المهني.

وفي ختام كلمته، شدد أ.د. عليان على أهمية الالتزام والتعاون والمرونة في المرحلة القادمة، مؤكدًا أن كلية ابن سينا، بجهود شركائها وأعضاء هيئتها التدريسية وطلبتها، ستصبح مؤسسة رائدة في التعليم الصحي والبحث العلمي. كما جدد شكره لفرنسا على مساهماتها القيمة في تطوير التعليم في فلسطين، وأعرب عن تطلعه إلى استمرار الشراكة في بناء نظام رعاية صحية أكثر تطورًا ومرونة.

من جهتها، أكدت السيدة Veronique Sauvat على التزام الحكومة الفرنسية بدعم مؤسسات التعليم الفلسطينية، من خلال تمويل ودعم العديد من المشاريع في فلسطين. كما أعربت عن سعادتها بالمشاركة في هذا الحدث الاستراتيجي، الذي يشكل استكمالًا لفعالية إطلاق العام الدراسي الحالي في مبنى الجامعة في نابلس ولقاء الطلبة.

وأشارت Sauvat إلى أهمية مشروع إنشاء كلية ابن سينا، نظرًا  في تطوير البنية التحتية والتقنية، والمناهج الأكاديمية، وبناء قدرات الهيئة التدريسية وفقًا لأفضل المعايير الدولية. وأضافت أن استراتيجية كلية ابن سينا تمثل تطبيقًا عمليًا لرؤية المشروع، من خلال تركيزها على التعليم المهني المبني على الممارسة، الذي يسهم في سد الفجوة بين مخرجات العملية التعليمية ومتطلبات سوق العمل، بالإضافة إلى دعم البحث العلمي بالتعاون مع جامعة مونتريال والصليب الأحمر الفرنسي، مضيفة إلى ان الاستراتيجية تراعي تحقيق مبدأ المساواة بين الجنسين، شاكرة جهود القائمين على اعداد هذه الاستراتيجية.

وفي ختام الحفل، قدمت م. غادة قادوس عرضًا توضيحيًا حول أبرز محاور الاستراتيجية، التي تم تطويرها بالشراكة والتشاور مع الجهات المختصة، واعتمدت على دراسات تحليلية لواقع القطاع الصحي والتعليمي في فلسطين. وأكدت أن الاستراتيجية تمثل خارطة طريق شاملة تهدف إلى تعزيز برامج البكالوريوس والماجستير، وإنشاء مركز بحثي وتعليمي مستدام، وبناء شراكات استراتيجية، مع التركيز على التعليم القائم على الممارسة والتطبيق.

تجدر الإشارة إلى أن استراتيجية كلية ابن سينا تم إعدادها ضمن إطار مشروع إنشاء كلية ابن سينا للمهن الصحية، الذي ينفذه فريق جامعة نابلس، بالتعاون مع الصليب الأحمر الفرنسي " FRC "، وبتمويل من الوكالة الفرنسية للتنمية " AFD ".