ما قصة إشارة الاستغاثة اللاسلكية "SOS"؟
منوعات

ما قصة إشارة الاستغاثة اللاسلكية "SOS"؟

صدى نيوز -على عكس الشائع بأن أول إشارة استغاثة لاسلكية، أرسلت في كارثة سفينة الركاب الشهيرة تيتانيك في 15 أبريل 1912، إلا أن المرة الأولى جرت قبل ذلك في 17 مارس 1899.

 

الحادثة جرت في منطقة توصف بأنها أكبر مقبرة للسفن على وجه الأرض، وهي منطقة "غودوين الرملية"، شديدة الخطورة في بحر الشمالي الواقعة على بعد 6 أميال من الطرف الجنوبي الشرقي لبريطانيا.   

في ذلك اليوم استلم مشغل الراديو في منارة "ساوث فورلاند"، نداء استغاثة لاسلكي من سفينة تجارية جنحت في منطقة غودوين الرملية، فبادر إلى استدعاء قارب إنقاذ للتقديم العون لها.

إشارة طلب الغوث بالراديو كانت ترددت عدة مرات قبل غرق السفينة تيتانيك في عام 1912، إلا ان استعمالها في تلك الكارثة البحرية كان الأكثر شهرة وأول استخدام بارز لإشارة طلب الغوث "SOS".

إشارة "SOS":

يعتقد البعض أن إشارة طلب الإغاثة الدولية "SOS" باللغة الإنجليزية تعني "أنقذوا أرواحنا"، إلا ان اختيارها في الواقع تم فقط بسبب سهولة نقلها بواسطة شفرة مورس.

اعتمدت إشارة الاستغاثة الدولية "SOS" في 3 أكتوبر 1906 في المؤتمر الدولي الثاني للإبراق اللاسلكي في برلين. أول إشارة استغاثة بهذا الرمز مؤكدة صدرت من السفينة الأمريكية "أرافو" التي جنحت بعد تعطل محركها في 11 أغسطس 1909.

قبل اعتماد إشارة الاستغاثة الدولية "SOS"، استخدمت اختصارات مختلفة لإشارات طلب الغوث ولاسيما إشارة "CQD" التي استخدمتها شركة ماركوني للشحن وكانت شائعة الاستخدام في بريطانيا في تلك الحقبة. هذه الأحرف فسرت خطأ على أنها تعني "تعال بسرعة خطر"، في حين أن واضعوها قصدوا بها: "عاجل إلى جميع المحطات".

استخدمت على مر التاريخ العديد من الإشارات لطلب النجدة والعون في المواقف الطارئة، في البر والبحر والجو. استخدم الإنسان الدخان الكثيف للتواصل البعيد وإرسال تحذيرات وما شابه، كما جرى استخدام الطبول والأبواق لطلب النجدة في المجتمعات القديمة.

لاحقا استخدم البحارة الاعلام والإشارات الضوئية لطلب النجدة. كما استخدمت الفوانيس والمصابيح بما في ذلك الحديثة أو الألعاب الصاروخية في الظلام كإشارات ضوئية طارئة.

واستخدمت أيضا في المناطق النائية مرآة تعكس أشعة الشمس لطلب العون، وكذلك الصفارات أو الأجراس، إلا أن الوسيلة الأكثر رومانسية تبقى الرسائل التي توضع في قناني ويرمى بها في البحر، او تلك المرسلة بواسطة الحمام الزاجل.

علاوة على كل ذلك، تستخدم حركات الأيدي في المدى المنظور لطلب العون، كما تناور الطائرات في الجو بطريقة خاصة للإشارة إلى موقع كارثة ما.

يمكن طلب النجدة حاليا ببساطة بواسطة الهواتف النقالة من أي مكان في العالم تقريبا بما في ذلك المناطق النائية، إلا أن إشارة "SOS" وحدها في كثير من الأحيان تكون أبلغ من أي كلام.

المصدر: RT