ما قصة لغز أخشاب الصنوبر الروسية؟
منوعات

ما قصة لغز أخشاب الصنوبر الروسية؟

صدى نيوز -تقول الأسطورة إن مدينة البندقية بشمال إيطاليا تأسست في الساعة الثانية عشر ظهر يوم 25 مارس عام 421. غارت مياه البحيرة وظهر للعالم "سيل من الجمال الذي لا يوصف".

 

الرواية الأخرى الأقرب إلى الحقيقة عن تأسيس مدينة البندقية فوق الماء، أن سكان الشاطئ انتقلوا إلى جزر البحيرة طلبا للنجاة من غزو أجنبي.

مدينة البندقية العائمة، تعد إحدى المدن الأكثر غرابة في العالم. بنيت على 118 جزيرة وسط بحيرة البندقية في البحر الأدرياتيكي على الضفة الشمالية الغربية لسواحل إيطاليا.

توصف مدينة البندقية في العادة على أنها مدينة كبيرة تقف بيوتها على أكوام هائلة من الأخشاب التي غرست في قاع البحيرة، وهي لا تفسد ولا تتحلل.

زائرو البندقية يجدونها لغزا جميلا محيرا حيث تطفو مدينة كبيرة فوق بحيرة من المياه والقصب والمستنقعات. بيوت ترتفع فوق أساسات ضخمة متراكمة من الأخشاب.

السكان القدماء على ضفاف بحيرة البندقية هجروا البر الرئيس حين اجتاح غزاة من قبائل الهون إيطاليا في القرن الخامس الميلادي. بحثوا عن ملجأ بين الصيادين الفقراء الذين عاشوا في البحيرة. مع تواصل حملات الغزو في جميع أرجاء إيطاليا، تضاعف عدد السكان بانضمام المزيد من اللاجئين من مناطق أخرى، وظهرت حاجة ملحة لبناء مدينة جديدة.

احتاج السكان الجدد إلى مساحة أكبر وأكثر صلابة على البحيرة. جُففت مساحات من البحيرة بحفر مئات القنوات وعززت الضفاف بأكوام ضخمة من أخشاب الأشجار، كما تم استخدام أكوام أخرى كأساس للمباني.  

غرس المستوطنون آلاف الجذوع من الأشجار في الطين إلى أن تجمعت وتلامست، ثم قاموا بقطع قممها وبناء منصات صلبة لأساسات بيوتهم.

اللافت أن أخشاب الأشجار الغارقة تحت الماء لم تتعفن، وتوجد في الوقت الحالي في البندقية العديد من المباني التي لا تزال قائمة على مثل هذه الأخشاب منذ 1000 عام.

المثير للدهشة أن أسطورة متواترة تقول إن الأشجار التي استخدمت في بناء اساسات مدينة البندقية استجلبت من مناطق بروسيا الحالية وخاصة من مدينة "بيرم" الواقعة خلف جبال الأورال.

أنصار هذه الرواية العجيبة يستندون في دعواهم، إلى عبارات تنسب لمؤرخ إيطالي من القرن السابع عشر يدعى " تينتوري"، قال فيها: "يتم ضمان رفاه سكان البندقية من خلال التجارة العالمية وقوة هياكل كومة المدينة على الجزر من كاراغاي البيرمي"، و كاراغاي تعني الصنوبر في اللغات التركية.

بحسب نص "تينتوري" مدينة البندقية تقف على ما يقرب من مليونين من أكوام أشجار الأورال، فيما ينسب لمصدر آخر في القرن العشرين قوله إن "أربعمائة ألف من أكوام أشجار الأورال من أوائل العصور الوسطى لا تزال تحمل بشكل موثوق وزن القصور والمنازل التي تغرق ببطء في بحيرة المدينة".

يناقض هذه الرواية رأى آخر، يؤكد أن مدينة البندقية لم تشيد على أكوام ضخمة من أخشاب شجر الصنوبر فقط بل ومن أشجار آخرى مثل البلوط. هذه الرواية تشير إلى ان أشجار الصنوبر تنمو في منطقة الألب بكثرة، وسكان المنطقة لم يكونوا في حاجة لاستيرادها من مناطق بعيدة جدا.

أصحاب هذا الرأي يذكرون أيضا أن التجارة مع هذه المنطقة الروسية لم تكن ممكنة خلال حقبة بناء البندقية ما بين القرنين الخامس والحادي عشر، مؤكدين أن مدينة البندقية لا تقف على أشجار الصنوبر من منطقة بيرم، بل على أشجار من نفس النوعية.

من جهة أخرى، توجد مدن عائمة قريبة الشبه بالبندقية في العديد من الدول مثل هولندا وبلجيكا وروسيا والصين وتايلاند وفيتنام.

علاوة على ذلك، توجد مشاريع حديثة لبناء مدن عائمة مشابهة للبندقية في المالديف وفي الإمارات العربية المتحدة. في دبي تحديدا يجري العمل على مشروع لـ "مدينة عائمة" ويخطط لبناء جزر اصطناعية تتخللها القنوات المائية وترتفع فوقها فنادق فاخرة.