البدو تحت النار: 212 تجمعًا في الضفة الغربية يواجهون جرائم حرب بلا مساءلة دولية
أهم الأخبار

البدو تحت النار: 212 تجمعًا في الضفة الغربية يواجهون جرائم حرب بلا مساءلة دولية

صدى نيوز - في أعقاب الهجمات المتواصلة التي طالت التجمعات البدوية في الضفة الغربية، والتي شملت 212 تجمعًا بدويًا، تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون تطبيق سياسة ممنهجة تهدف إلى دفع الفلسطينيين من هذه المناطق الاستراتيجية هذه الهجمات، التي لا تقتصر على مجرد عمليات عدوانية، بل تتجاوزها لتصبح جرائم حرب مكتملة الأركان، تندرج ضمن إطار سياسة تهجير قسري وتحقيق أهداف استعمارية تتماشى مع الطموحات الإسرائيلية لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية.

قالت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو في بيانها الأخير إلى أن هذه الهجمات ليست مجرد تصرفات فردية من المستوطنين، بل هي جزء من خطة استراتيجية تهدف إلى القضاء على الوجود الفلسطيني في هذه المناطق وأشارت المنظمة إلى أن الاعتداءات تستهدف بشكل أساسي التجمعات البدوية التي تعتبر عائقًا أمام المشروع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية وقالت المنظمة إن هذه الهجمات هي جزء من حملة ممنهجة تهدف إلى تهجير البدو قسرًا من أراضيهم، وهو ما يعكس سياسة إسرائيلية غير قانونية تسعى لتغيير الواقع الديموغرافي في المناطق المحتلة.

تعددت أساليب الاعتداءات على التجمعات البدوية، حيث شهدت الفترة الأخيرة هجمات متتالية شملت إطلاق النار على المدنيين، تدمير المساكن، ومهاجمة الماشية التي تُعد مصدر الرزق الأساسي للبدو في هذا السياق، قالت منظمة البيدر إنه لا يمكن اعتبار هذه الحوادث مجرد تصرفات فردية عشوائية من قبل المستوطنين، بل هي أعمال مدروسة تهدف إلى إرهاب السكان ودفعهم للرحيل.

ونوهت المنظمة إن إحدى أبرز الهجمات التي وقعت في الآونة الأخيرة كانت الهجوم على تجمع عرب الكعابنة في المعرجات شمال غرب أريحا، حيث قام المستوطنون المدعومون من جيش الاحتلال بإطلاق النار الكثيف على المواطنين، مما أسفر عن إصابة العديد منهم. كما تعرضت الماشية للقتل والتسميم، وهو ما يعكس حجم الاعتداءات التي طالت كل جوانب حياة السكان المحليين.

أشارت المنظمة إلى أن هذه الهجمات لم تكن معزولة، بل جاءت في سياق سلسلة من الهجمات التي شملت العديد من التجمعات البدوية في الضفة الغربية، بما في ذلك تجمعات الأغوار الشمالية هذه الهجمات تهدف بشكل أساسي إلى إخلاء المنطقة من سكانها الأصليين، مما يسمح بتوسيع المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية التي تتزايد بشكل ملحوظ في هذه المناطق.

وأضافت المنظمة أن المستوطنين لا يقتصرون على الهجمات المسلحة بل يتبعون أيضًا أساليب أخرى من الإرهاب مثل قطع الأشجار، حرق الأراضي الزراعية، وتدمير المحاصيل هذه الأعمال تشكل تهديدًا مباشرًا لسبل عيش السكان المحليين وتؤدي إلى تدمير ما تبقى لهم من مصادر دخل وتحدثت المنظمة إن هذا النمط من الهجمات يهدف إلى إضعاف قدرة الفلسطينيين على البقاء في أراضيهم، وبالتالي دفعهم إلى مغادرتها قسرًا.

وكما أكدت منظمة البيدر إن المجتمع الدولي لم يتخذ أي خطوة فعالة لمحاسبة دولة الاحتلال والمستوطنين على جرائمهم ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية نوهت المنظمة إلى أن التصريحات الشاجبة من قبل المنظمات الدولية لا تترجم إلى أفعال على أرض الواقع، مما يسمح باستمرار الجرائم بحق الفلسطينيين دون رادع وأضافت المنظمة أن المجتمع الدولي لم يفعل ما يكفي لمنع هذه الاعتداءات، وأنه في حال استمرار هذا الصمت، فإن هذا سيؤدي إلى مزيد من التصعيد والهجمات التي ستطال المزيد من التجمعات البدوية.

واوضحت منظمة البيدر إلى أنه رغم الضغوط الدولية، فإن إسرائيل تواصل تنفيذ هذه الهجمات دون أي عقوبات أو محاسبة وأضافت المنظمة أنه من خلال هذه الانتهاكات المتواصلة، فإن إسرائيل تبرهن على أنها غير مكترثة بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان أو القوانين الدولية وقالت المنظمة إن هذه الممارسات تشكل جزءًا من سياسة أوسع تهدف إلى إنشاء واقع ديمغرافي جديد في الضفة الغربية لصالح المستوطنين الإسرائيليين، وهو ما يتناقض مع مبدأ حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

و أنه يجب على المحكمة الجنائية الدولية أن تتحمل مسؤولياتها تجاه هذه الجرائم قالت المنظمة إن ميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية يعتبر أن الجرائم التي ترتكب ضد الفلسطينيين تدخل ضمن اختصاص المحكمة، لكن حتى الآن لم يتم تقديم أي شكوى حقيقية ضد المسؤولين عن هذه الجرائم نوهت منظمة البيدر إلى أنه رغم أن الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين تتطابق مع الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي تنص عليها القوانين الدولية، فإن السلطات الإسرائيلية والمستوطنين يواصلون ارتكابها دون أي عواقب.

 وقالت إن عدم تحرك المجتمع الدولي لمحاكمة دولة الاحتلال والمستوطنين على جرائمهم يعزز من سياسة الإفلات من العقاب وأضافت المنظمة أن هذا السكوت الدولي يشجع إسرائيل على الاستمرار في ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية.

واشارت البيدر إلى أن غياب التحرك الدولي يشكل خطرًا كبيرًا على مستقبل التجمعات البدوية في الضفة الغربية وقالت إن الشعب الفلسطيني في هذه المناطق يواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على وجوده، وأن هذا الوضع قد يؤدي إلى تهجير جماعي للأسر الفلسطينية من أراضيها المنظمة أن هذا التحرك المستمر ضد البدو هو جزء من استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى تدمير النسيج الاجتماعي الفلسطيني في الضفة الغربية وفرض واقع جديد يخدم الاستيطان.

وأكدت منظمة البيدر إلى أهمية توثيق هذه الجرائم بشكل دقيق من قبل المنظمات الحقوقية المحلية والدولية، وذلك من أجل تقديم الأدلة والشهادات أمام المحاكم الدولية لمحاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم وأضافت المنظمة أن التقارير الميدانية حول هذه الهجمات يجب أن تصل إلى الرأي العام العالمي من أجل الضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات فعالة لوقف الانتهاكات بحق الفلسطينيين.

في النهاية، منظمة البيدر إن هذه الهجمات ليست مجرد اعتداءات على الأشخاص والممتلكات، بل هي هجوم على هوية الشعب الفلسطيني وحقه في البقاء على أرضه،نوهت المنظمة إلى أن الشعب الفلسطيني في التجمعات البدوية يعاني من تدمير سبل العيش، وملاحقة الاحتلال والمستوطنين في جميع أنحاء الضفة الغربية، وهو ما يتطلب تحركًا فوريًا من المجتمع الدولي لحماية حقوقهم وإنهاء سياسة الاحتلال الاستيطاني.