
إسرائيل قلقة من المباحثات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي
صدى نيوز - تُبدي إسرائيل قلقًا إزاء المباحثات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي، والتي انعقدت يوم أمس، السبت، في سلطنة عُمان، ومن المتوقع أن تتواصل الأسبوع المقبل. وبينما تعتبر طهران هذه المفاوضات خطوة إيجابية، ترى إسرائيل فيها تطورًا مقلقًا قد تكون له تبعات إستراتيجية بعيدة المدى على أمنها القومي.
وتعتبر الأجهزة الأمنية والسياسية في إسرائيل أن أي تطور إيجابي في المفاوضات بين واشنطن وطهران من شأنه أن يؤدي إلى رفع جزئي للعقوبات، وهو ما سيوفر مليارات الدولارات للسلطات الإيرانية. وتخشى تل أبيب أن يُوظف جزء من هذه الأموال في دعم ما تصفه بـ"الأنشطة المعادية" لإسرائيل في المنطقة
والخشية الأخرى التي تحضر بقوة في التقديرات الإسرائيلية تتعلق بمكانة إسرائيل الإستراتيجية في الشرق الأوسط. إذ تخشى الأجهزة الأمنية من أن تفضي المحادثات إلى تحسّن في العلاقات بين طهران وواشنطن الأمر الذي قد يؤثر على الشراكة الخاصة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وفي ظل هذه التطورات، يُطرح كذلك تساؤل حول إمكانية أن تمنح المفاوضات لطهران شرعية دولية رغم استمرار تصريحاتها ضد إسرائيل. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أنه لن يطرأ أي تغيير في الخطاب الإيراني، وأن طهران ستصر على مواقفها المتشددة.
وفي ما يتعلق بالملف النووي، فإنّ هناك تباينًا في التوقعات الإسرائيلية. فمن جهة، قد تُفضي المحادثات إلى اتفاق يُقيّد قدرات إيران النووية، إلا أن هذا الاتفاق نفسه قد يُضفي شرعية على بعض مكونات البرنامج النووي الإيراني، ما يثير القلق في الأوساط الإسرائيلية.
واعتبرت مصادر إسرائيلية أن توقيت المحادثات يثير التساؤلات، لا سيما وأن إيران تواصل تخصيب اليورانيوم بمعدلات مرتفعة، وهو ما يترجم في إسرائيل على أنه محاولة لكسب الوقت. كما عبّرت إسرائيل عن خشيتها من أن تُقدِم واشنطن على تنازلات في مسائل جوهرية تتعلق بالنووي الإيراني مقابل تقدم دبلوماسي رمزي.
ويُضاف إلى ذلك "انعدام الشفافية" في المحادثات التي تتم خلف أبواب مغلقة، دون تنسيق أو مشاركة فعلية من إسرائيل، ما يزيد من حالة التوتر في الأوساط الأمنية في تل أبيب. وتستحضر إسرائيل تجربة اتفاق عام 2015، والذي ترى أنه مكّن إيران من مواصلة تطوير قدراتها الصاروخية وفتح قنوات لدعم لفصائل مسلحة دون أن يُلزمها بتقييدات فعلية.
وتحذر أوساط إسرائيلية من "منح النظام الإيراني غطاء دوليًا"، وهو ما تعتبره مسًّا مباشرًا بأمنها القومي. وترى تل أبيب أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل البرنامج النووي الإيراني، وانعكاسات ذلك على أمن إسرائيل، وعلى موقعها الإقليمي، وعلى علاقاتها بالولايات المتحدة في ظل إدارة ترامب.
وأعلن ترامب عن المحادثات بشكل مفاجئ قبل أيام قليلة خلال حديث أمام صحافيين في البيت الأبيض مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بعد أن دعي الأخير للبيت الأبيض، الأسبوع الماضي، في زيارة هي الثانية له منذ تنصيب ترامب.
وقال نتنياهو بعيد ذلك إنه "في حال عدم التوصل إلى اتفاق مع إيران، سنذهب إلى الخيار العسكري"، مشيرًا إلى أنه ناقش هذا الملف "بشكل موسّع" مع ترامب، واتفاقا على أن إيران "لن تمتلك سلاحًا نوويًا".
المباحثات ستظل "غير مباشرة" بوساطة عُمانية
بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الأحد، أن المحادثات المقبلة مع الولايات المتحدة والمقرر إجراؤها نهاية الأسبوع المقبل ستبقى "غير مباشرة" بوساطة عُمانية، وستركز حصرا على الملف النووي ورفع العقوبات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، إسماعيل، بقائي في مقابلة مع التلفزيون الرسمي: "ستظل المفاوضات غير مباشرة. ستبقى عمان الوسيط لكننا نناقش مكان المفاوضات المقبلة". وأكد أن المحادثات ستركز فقط على "الملف النووي ورفع العقوبات".
وتعقد جولة أخرى من المحادثات بين واشنطن وطهران السبت 19 نيسان/ أبريل.
طهران تقول إن واشنطن ترغب في اتفاق نووي "بأقرب وقت"
وقالت إيران إنّ الولايات المتحدة تريد اتفاقا نوويا "بأقرب وقت ممكن"، بعد مباحثات نادرة، السبت، في عُمان، فيما يهدد الرئيس الأميركي بعمل عسكري في حال باءت بالفشل جهود التوصل إلى صفقة جديدة.
وقاد الجانب الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي، وهو دبلوماسي متمرس وأحد مهندسي الاتفاق النووي الإيراني في 2015، فيما قاد المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، وهو قطب عقارات، الوفد الأميركي. وقد التقى الرجلان وجها لوجه لوقت وجيز.
وقال عراقجي للتلفزيون الرسمي الإيراني إن الجانب الأميركي أشار إلى أنه يرغب بالتوصل إلى اتفاق "في أقرب وقت ممكن، لكن ذلك لن يكون سهلا وسيتطلب استعدادا من الجانبين". وتابع "في الاجتماع، أعتقد أننا قاربنا بشكل كبير أسس المفاوضات
وأضاف "لا نريد نحن ولا الطرف الآخر مفاوضات عقيمة، ومناقشات من أجل المناقشات، وإضاعة للوقت ومفاوضات تستمر إلى ما لا نهاية"، مضيفا أن اجتماعا جديدا سيعقد "السبت المقبل" بهدف التوصل إلى اتفاق "بأسرع وقت".
وعندما سُئل عن المحادثات، قال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية "أعتقد أنها تسير على ما يرام. لا شيء يهم حتى يتم إنجازه". ووصف البيت الأبيض المحادثات بأنها "خطوة للأمام". وقالت الرئاسة الأميركية في بيان "كان التواصل المباشر مع ويتكوف اليوم خطوة للأمام في تحقيق نتيجة مفيدة للطرفين".
وأفادت إيران بأنّ وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، توسط في المحادثات الرفيعة المستوى في مسقط. وكان الأميركيون دعوا إلى أن تكون الاجتماعات مباشرة وجها لوجه.
ورغم ذلك، ذكرت وزارة الخارجية الإيرانية أن المفاوضين تحدثوا أيضا بشكل مباشر "بضع دقائق". وأضافت أن المحادثات عُقدت "في أجواء بنّاءة يسودها الاحترام المتبادل".
وقال وزير الخارجية العماني إن المناقشات جرت في "جو ودي" مشيرا إلى أن الهدف منها يكمن في إبرام "اتفاق عادل وملزم". وأضاف "سنواصل العمل سويا".
هذه المحادثات هي الأعلى مستوى بهذا الشأن منذ أن انسحب ترامب خلال ولايته الأولى في 2018 من الاتفاق الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني المبرم العام 2015 بين إيران والقوى الكبرى مقابل رفع العقوبات عنها.

79 يوماً: الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم ومخيميّها

الاحتلال يعتقل شابا بعد إطلاق النار عليه في نابلس

محدث- الاحتلال يرفع الحصار عن أريحا بعد إغلاق استمر لساعات

تقرير: إسرائيل تسوي قرية فلسطينية في قطاع غزة بالأرض

الطقس: أجواء باردة والفرصة مهيأة لسقوط أمطار خفيفة

إصابة طفل في نابلس واعتقال شاب في القدس

مصطفى: ما نشهده ليس مجرد حرب بل محاولة لمحو شعب وقضية
