
حرب الفيديوهات: حرب أخرى بين الفلسطينيين والإسرائيليين في غزة
رام الله - صدى نيوز - شهدت منطقة الشريط الحدودي في قطاع غزة اشتباكات عنيفة ودموية، قام خلالها جنود الاحتلال بقتل (15) فلسطينياً دفعة واحدة. وفي اعقاب ذلك، اندلعت حرب فيديو وتصريحات قوية، تساءلت في مجملها عن حوادث القتل، ولماذا حدثت؟، والى اين ستؤدي؟.
لقد تضاءل مستوى العنف في غزة، بشكل عام، منذ العدوان الإسرائيلي على القطاع في العام 2014. ومع اندلاع الموجة الجديدة، قبل أسابيع، حشد كل من الطرفين اقصى قدراته، وقاما بالضغط كل منهما على الاخر، مقدما روايته التي تدافع عن أقواله وافعاله.
ويعتبر الفلسطينيون، مدعومين من جماعات حقوق الإنسان، ان مظاهراتهم عبارة عن احتجاج شرعي سلمي تمت مقابلته بالقوة المفرطة، من قبل جنود الاحتلال، الذين بدت عليهم السعادة الغامرة وهم يقومون بقتل الفلسطينيين امام الكاميرات.
وتدعي إسرائيل أنها تصرفت بحكمة لمنع انتهاك خطير لحدودها، وسيادتها، بقيادة حماس، وفق مصطلح الكاتب. وتقول إسرائيل إنه كان من الممكن أن تكون الخسائر أكبر بكثير لو تمكن المتظاهرون من اختراق السياج الحدودي.
غير ان أيا من الفلسطينيين لم يتجاوز الشريط العازل. ورغم ذلك، قتل الكثير من الفلسطينيين، مما اثار قلقا دوليا وادانات، من بينها دعوة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف في الاحداث.
وفي هذا السياق، استبعد وزير حرب الاحتلال، أفيغدور ليبرمان، قبول إسرائيل للمشاركة في اية لجنة تحقيق. وقال لراديو جيش الاحتلال ان جيشه "فعل ما يتوجب عليه فعله". وأضاف: "أعتقد أن جميع جنودنا يستحقون ميدالية تقديرية".
ووصف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الرد الإسرائيلي القاسي على المتظاهرين الفلسطينيين العزل، بأنه "هجوم غير إنساني". وبعد ذلك، كتب رئيس وزراء إسرائيل، نتنياهو، على تويتر أن "الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية في العالم، وانه لا يقبل التنظير عليه من قبل شخص قام على مدى سنوات بقصف عشوائي للسكان المدنيين، في اشارة الى القصف الذي تقوم به أنقرة ضد الأكراد". وفي رده على ذلك، نعت أردوغان نتنياهو بانه "إرهابي".
وشكلت مظاهرات الجمع الأولى بداية لحملة استمرت عدة أسابيع، وما تزال مستمرة الى الان. وأطلق على المسيرات اسم "مسيرات العودة العظيمة". وقال منظمو المظاهرات ان الهدف من نشاطهم هو زيادة الوعي الدولي بالحصار الطويل المفروض على القطاع، من قبل إسرائيل ومصر، منذ فترة طويلة.
وتعمد المنظمون إضفاء الغموض حول خططهم لاختراق الحدود، كي يبقوا إسرائيل في حالة تخمين وحيرة. ورغم الدعم الذي تلقاه جيش الاحتلال، واجهت عمليات الجيش وردوده انتقادات واسعة أيضا.
اما شلومو بروم، وهو عميد متقاعد في معهد دراسات الأمن القومي في إسرائيل، فقال: "بالنسبة لي، أصنف ما حدث على السياج الحدودي بانه فشل واضح للجيش".
وأضاف، "إذا كان هدف الفلسطينيين هو رفع الوعي الدولي بوضع غزة وحصارها، وإعادة القضية الفلسطينية إلى الأجندة الدولية والإسرائيلية، فانني أقول ان الفلسطينيين نجحوا في تحقيق هدفهم".
وأضاف، " انا أدرك ان الجيش قرر على الأرجح استخدام القوة المميتة كرادع من البداية. وفي رأيي، كان ينبغي عليهم التخطيط من البداية لاستخدام الحد الأدنى من القوة، ومنع وقوع هذا الكم الكبير من الاصابات".
وفي تعقيبه على الاحداث، قال مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة، إنه سمع من المتظاهرين مباشرة "انه لا توجد لديهم خطة لعبور الحدود". وأضاف "ان تظاهرات الفلسطينيين ضد إسرائيل كانت سلمية، وغير عنيفة باي مقياس، ولم تقترب من المناطق الحدودية".
وقال أحمد أبو أرتيمة، وهو ناشط في الإعلام الاجتماعي في غزة، ان "الهدف الاستراتيجي للمسيرات هو العودة إلى الأراضي التي احتلت في العام 1948، وانه ليس من الضرورة ان يتم تحقيق الهدف خلال شهر، أو خلال سنة، وان المتظاهرين المحتشدين على طول الحدود هم من سيحددون يوم العبور، وتوقيت العودة".
لعبت حماس الدور الأكبر في تنظيم مسيرات العودة، وقال زعيمها، اسماعيل هنية: "لقد توقفنا في المسيرة الاخيرة عند الحدود. ولكن، لا نعرف اين سنتوقف في المرة القادمة".
وأنتج جيش الاحتلال شريط فيديو يظهر ما قال إنه أحد مقاتلي حماس، زاعما انه متورط في إطلاق النار على جنود الاحتلال عبر السياج الحدودي شمال غزة، قبل أن يتم قتله بنيران دبابة إسرائيلية.
كما أظهر مونتاج فيديو آخر لجيش الاحتلال بين فيه متظاهرين فلسطينيين يقومون بقذف الحجارة، والقنابل الحارقة، بالإضافة الى حرق الإطارات، على مقربة من السياج الحدودي، في محاولة لإشعال النار فيه، على ما يبدو.
وعلى الجانب الاخر من حرب الفيديوهات، تظهر مقاطع الفيديو التي نشرها الفلسطينيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى نطاق واسع، متظاهرين عزل من الأسلحة، يتعرضون لإطلاق النار والقتل من قبل جنود الاحتلال، رغم ان الجنود يحتمون بمتاريس ترابية، ولا يمكن الوصول إليهم الا بعد اجتياز السياج الحدودي، وهو الامر غير الممكن أصلا.
وقد شهدت احدى الحالات، إطلاقا للنار، ومن الخلف، على شاب يدعى عبد الفتاح عبد النبي، (19) عاما، بينما كان في طريقه يبتعد عائدا عن السياج الحدودي، حاملا اطارا مطاطيا.
كما نشر النشطاء الفلسطينيونفيديو اخر يوثق قيام جيش الاحتلال بإطلاق النار على امرأة، بينما كانت تقترب من السياج وهي تلوح بعلم فلسطيني بكلتا يديها.
وفي فيديو ثالث، نشر الفلسطينيون قيام جيش الاحتلال بإطلاق النار على رجل واصابته في ساقة، بعد ان قام وقوفا، خلال أداء الصلاة بعيدا عن السياج الحدودي.
وفي دعايتها الكلامية، ادعت إسرائيل ان الشهيد عبد الفتاح عبد النبي، هو أحد المقاتلين في صفوف حماس، لكن الجناح العسكري لحماس نفى ان يكون الشهيد عبد النبي أحد أعضائه.
وبخصوص عدد الإصابات، افاد مسؤولون في وزراة الصحة الفلسطينية ان عدد المصابين في غزة بلغ (800) مصاب بالنيران الحية.
ووصف رونين مانيليس، المتحدث باسم جيش الاحتلال، تقرير وزراة الصحة حول عدد الإصابات بأنه "هراء"، قائلا إن عدد الإصابات الناجمة عن الرصاص الحي لا يتجاوز العشرات، وان الغالبية العظمى من المصابين أصيبوا اما بالرصاص المطاطي، أو بالغاز المسيل للدموع.
وادعى مانيليس أن قواته أطلقت النار بدقة، وأنه تلقى معلومات بأن حماس تخطط لشن هجمات، وإطلاق نار، عبر الحدود، تحت غطاء الاحتجاجات.
ولم يذكر مانيليس أي شيء بخصوص قواعد الاشتباك، لكنه قال إن المبدأ الذي يعمل وفقه جنود الاحتلال هو "عدم السماح بتخريب البنية التحتية العسكرية باي ثمن، وعدم السماح بأي عبور جماعي للسياج الحدودي باي ثمن".
وتعقيبا على استشهاد الفتي عبد النبي، قال مانيليس إن قواته المتواجدة في الميدان وصفت عبد النبي بأنه كان أحد أكثر المشاركين نشاطا في إحراق الإطارات قرب السياج الحدودي، وان جيشه سيقوم بفحص كل فيديو.
وأضاف، أنه لو احترق السياج الحدودي، او انهار، فإن "السيناريو الكابوس" سيتحقق، وهو التدفق الجماعي لآلاف الفلسطينيين عبر السياج.
وتساءل، "كم من الناس سيلقون حتفهم حينها حتى يتوقف العبور؟، لقد منعنا حمام الدم كبير"، وفق مصطلح الضابط في جيش الاحتلال.
وينهي الكاتب مقالته بقصة "جهاد أبو جاموس، الذي لم يعود". وهو شاب يبلغ من العمر (30) عاما، من قرية بني سهيلا، بالقرب من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة:
انطلق جهاد مع زوجته غدير، وأطفالهما الأربعة، في سيارة أجرة ليلتحق بالمسيرة قرب السياج الحدودي، غير انه لم يعد الى بيته.
وقالت أرملته إنه مشى نحو مترين او ثلاثة نحو السياج، فأطلق جنود الاحتلال الرصاص على راسه. وأضافت انه لم يكن هناك أية حوادث رشق حجارة في ذلك الوقت. وحملت خيمة الحداد خارج منزل جهاد الاعلام الصفراء الخاصة بحركة "فتح". وقالت أبو جاموس إن زوجها كان قد سجن في الماضي في سجون حركة حماس، وانه كان ذو وضع مالي بائس، وانه سئم الحياة".
وقال أقارب جهاد انه كان يعمل من ساعات الفجر حتى الغسق، في جمع علب البلاستيك والحديد الفارغة، من حاويات القمامة، وكان شخصا رقيق المشاعر.
واختتمت عمته، منى النجار، (51) عاما، قصته بالقول: "لقد ذهب جهاد الى المسيرات ليكون شهيدا، وهذا أفضل له من السرقة، أو التسول".
ترجمة خاصة بوطن للانباء

شهيد ومصابون في قصف إسرائيلي شرق حي الشجاعية

"تقشفية".. مجلس الوزراء يناقش مشروع موازنة عام 2025

الأمم المتحدة ترصد 110 ملايين دولار لدعم الأزمات الإنسانية بالعالم

مصدران مصريان يكشفان تفاصيل عن لقاء واشنطن وحماس

إصابة شاب برصاص الاحتلال في رنتيس شمال غرب رام الله

العدوان على مخيم جنين: الاحتلال يحرق منزلاً ويجبر 6 عائلات على إخلاء منازلها

مستوطنون بقيادة المتطرف "غليك" يقتحمون الأقصى
