ماذا بعد انعطافة كيم والقمة التاريخية؟
عربي ودولي

ماذا بعد انعطافة كيم والقمة التاريخية؟

رام الله - صدى نيوز- ذكر تحليل حديث أصدرته مؤسسة الأبحاث "آي إتش إس ماركت"، أن القمة التي عقدها زعيما كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، يوم الجمعة، مؤشر إيجابي يبدد مخاطر نشوب الحرب، لكن اللقاء يظل رمزيا إلى حد كبير ولا يكشف نوايا البلدين الحقيقة.

والتقى الرئيس الكوري الجنوبي، مون جيه إن، زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، في النصف الجنوبي من المنطقة العسكرية العازلة التي تفصل البلدين منذ وقف إطلاق النار بينهما سنة 1953.

وكانت لقاءات سابقة قد أجريت بين البلدين في المنطقة في عامي 2000 و2007، وركزت وقتئذ على الرغبة المشتركة لإحلال السلام والتخلص من النووي في شبه الجزيرة الكورية.

وبحسب التحليل الذي أعده الباحث أليسون إيفانس، فإن حديث البيان المشترك لزعيمي البلدين عن تطلعهما إلى السلام في شبه الجزيرة الكورية، يعبد الطريق أمام القمة المرتقبة بين زعيم كوريا الشمالية والرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ويرى إيفانس أن أي قمة على مستوى عال بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة ستشكل إنجازا لكيم، على اعتبار أن الزعيم النافذ حقق نسبة من الشعبية، بفضل ما أحرزته بلاده الشيوعية من نمو اقتصادي، منذ توليه السلطة.

وعلى الرغم من دعوة البيان المشترك إلى نزع النووي من شبه الجزيرة الكورية، يظل من الوارد أن تشترط بيونغيانغ في وقت لاحق خضوع كامل المنطقة للأمر، دون أن يقتصر عليها، وبالتالي، فإن الكلام الذي جرى إيراده في الوثيقة قابل للتأويل على أكثر من وجه.

وسبق لكوريا الشمالية أن تحدثت في بيانات سابقة عن نزع بعض الأسلحة على المستوى العالمي، كما دعت إلى إيقاف ما تعتبرها سياسة عدائية من الجانب الأميركي.

في السابع والعشرين من فبراير الماضي، مثلا، كتبت صحيفة "روندونغ شونمون" الرسمية في كوريا الشمالية، إن على الولايات المتحدة أن تتخلى عن طموحاتها النووية قبل الآخرين.."إذا وافقت واشنطن على نزع السلاح النووي، سيصير الأمر سهلا بالنسبة لباقي العالم".

وفيما أعلنت كوريا الشمالية وقف تجاربها النووية والصاروخية، حتى تضمن صفاء الجو لتحضير قمتي مون وترامب، لا يستبعد التحليل أن تكون كوريا الشمالية مستمرة في تطوير سلاحها النووي، لكنها توقفت فقط عن الاختبار.

وحتى في حال سمحت كوريا الشمالية لمفتشين من وكالة الطاقة الذرية بزيارة بعض المواقع النووية، فإنها لن تأذن لهم على الأرجح بدخول كافة المواقع.

وذكر مسؤولون كوريون جنوبيون أن نظراء لهم في الشمال قالوا إنه لا داعي لتطوير أسلحة نووية في حال لم تكن ثمة تهديدات عسكرية لكوريا الشمالية.

لكن الضمانات التي ستطلبها كوريا الشمالية، حتى تطمئن إلى عدم وجود تهديد عسكري، تبقى غامضة حتى الآن، إذ ما يزال التساؤل مطروحا إلى الآن حول ما تريده بيونغيانغ مقابل انعطافها المفاجئ بعدما كانت متشددة في موقفها من الغرب وجارتها الجنوبية اللدودة.