الأخبار

فيديو| الطفلة الفلسطينية شمس.. نابغة بعمر 4 أعوام

من رحم المعاناة بغزة يتولد النجاح

رام الله - صدى نيوز - خطفت الطفلة شمس شكشك (4 سنوات) أنظار سكان قطاع غزة بنبوغها الذي فاق أقرانها بمرحل كبيرة، إذ إنها تجيد القراءة والكتابة وتحفظ جدول الضرب وتقرأ القرآن الكريم رغم صغر سنها وعدم دخولها رياض الأطفال.

لم تلتفت أسرة الطفلة كثيرًا لموهبتها في بادئ الأمر، لكن قراءتها كلمات كتبت على جدران المنازل ولافتات محالات تجارية أثناء خروجها في إحدى المرات مع والدها أصابه بالذهول لأن عمرها لم يكن يتعدى ثلاث سنوات ونصف.

كانت بوادر النبوغ بادية من بعض تصرفات "شمس"، وهي التي كانت ترفض اللعب مع أشقائها وأقرانها عندما يطلب منها ذلك، وتذهب سريعًا للإمساك بورقة وقلم، وتقول إن سعادتها في ذلك.

الثقة العالية بالنفس كانت من أبرز سمات الطفلة الموهوبة منذ صغرها، إلى جانب مشاركتها في بعض الأعمال المنزلية مع والدتها، وتحدثها في مواضيع مختلفة بطلاقة عالية، ومبادرتها إلى فعل الأشياء دون الطلب منها.

أيقنت الأسرة التي تسكن مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة أن لديها طفلة بقدرات فريدة؛ فأخذت تتعهدها بتنمية قدراتها التي تكشفت يومًا بعد آخر بفضل جهود الوالدين والأخت الكبرى.

قُدرات فريدة

 تفاجأت الأسرة بسرعة استيعاب "شمس" لكل ما يُقال أمامها، فهي لا تحتاج للتكرار كثيرًا كي تتمكن من الفهم والحفظ، فباشرت بتعلُيمها اللغة العربية ثم القرآن الكريم وقصص الأطفال، فاللغة الإنجليزية، ثم انتقلت إلى الجداول الحسابية، حتى تمكنت من كتابة ما يقال لها، وحفظ معلومات وفيرة، وإجراء عمليات حسابية.

يقول إبراهيم شكشك (66 عامًا) والد الطفلة الموهوبة إن "شمس" كانت كثيرًا ما تعبث في كتب أشقائها وتمسك أقلامهم وتخط بها على الورق، وبعد أن لمست شقيقتها الكبرى نهمها للتعلم، بدأت بتدريسها اللغة العربية، فسرعان ما استوعبت الأمر وبدأت بتكوين جُمل صحيحة.

بعد إجادة الطفلة القراءة والكتابة، انتقلت الأسرة إلى تعليمها قراءة القرآن الكريم، ويقول والدها إنها أبدت سرعة "غريبة" في قراءة القرآن بالأحكام والتشكيل.

حفظت الطفلة الموهوبة معظم سورة البقرة، وتستطيع بالفعل قراءة أي كلمة في القرآن الكريم، وهو ما جعل قراءة قصص الأطفال أمرًا سهلًا بالنسبة لها فيما بعد.

ويضيف شكشك، "هذا الأمر شجعنا على تعليمها اللغة الإنجليزية، فوجدناها تقرأ بلهجة سليمة لا يتقنها كثير الكبار، فحفظت عديد الكلمات وتعلمت الضمائر والأفعال".

ولا يقتصر نبوغ "شمس" على إجادة اللغتين العربية والإنجليزية حاضرًا وغيبًا، إذ يتعدى ذلك إلى حفظ جدول الضرب، وفصول السنة، وعدد الأشهر وأسماءها، وأيام الأسبوع باللغتين العربية والإنجليزية، والعد لأي رقم يُطلب منها.

ويقول والد الطفلة إنه مازحها في إحدى المرات بقوله إنه سيرسلها إلى الروضة للتعلم، فما كان منها إلا أن ردت سريعًا بقولها: "أنا أكبر من الروضة".

ويضيف "أنا شخصيًا أراها في الابتدائية وربما أكثر من ذلك، فقليل من هذه النماذج موجودة في بلدنا، لذلك أتمنى أن يُعتنى بها من الجهات المعنية لأجل الوطن ليس لأجلنا نحن".

عالمة

أما الطفلة الموهوبة "شمس" فبدت واثقة من نفسها وهي تتحدث  من خلف طاولة عليها مصحف شريف وعديد الكتب المنوعة للأطفال.

وتقول الطفلة التي جلس إلى جانبها والدها الذي كسى الشيب شعره إنها تستطيع قراءة أي كلمة تراها، وتدرس يوميًا لتنمية قدراتها الآخذة بالتطور.

وتتمنى الطفلة أن تذهب مباشرة إلى المدرسة دون الالتحاق برياض الأطفال، فهي ترى أن مستواها العقلي أكبر من سنها، ولا تواجه أي صعوبة في القراءة والكتابة.

وتبدو الطفلة جازمة أمرها منذ الصغر في أن تصبح "عالمة" في المستقبل، من أجل خدمة وطنها.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية صفا