إسرائيل والقارة السمراء.. انتكاسات وآمال بنفوذ أكبر
الأخبار

إسرائيل والقارة السمراء.. انتكاسات وآمال بنفوذ أكبر

رام الله - صدى نيوز -  حققت إسرائبل، خلال الأشهر القليلة الماضية، تقدماً طفيفاً جداً في علاقاتها مع عدد من الدول الإفريقية، لكنها تأمل أن تكون انطلاقتها الكبرى في القارة السمراء في قمة إسرائيلية-إفريقية، هي الأولى، تعقد في توغو، أكتوبر/ تشرين أول المقبل.

و”تنظر إسرائيل إلى إفريقيا على أنها المستقبل”، كما قال الرئيس الإسرائيلي، رؤوبين ريفلين، خلال تلقيه، الثلاثاء الماضي، أوراق اعتماد سفير غينيا، امارا كامارا، بحسب بيان لمكتب ريفلين.

ورغم أن كامارا هو سفير غير مقيم، إلا أنه الأول من توغو، الذي يقدم أوراق اعتماده في إسرائيل منذ 50 عاماً.

وموجها حديثه إلى السفير الإفريقي الجديد، أضاف ريفلين أن “علاقاتنا مع إفريقيا عامة وبلادكم خصوصاً لها أهمية كبيرة، ونرى مصلحة متبادلة واضحة في بناء هذه العلاقات “.

وبعيد دقائق قدم “طالا فال” أوراق اعتماده سفيراً غير مقيم للسنغال في إسرائيل.

وقال “فال” للرئيس الإسرائيلي: “جئت سفيراً للسنغال وصديقاً حقيقياً، لقد كانت إسرائيل أول بلد يعترف باستقلال السنغال، ومنذ ذلك الحين، كانت علاقاتنا جيدة”.

“فال” أراد بكلماته هذه ترميم العلاقة بين البلدين، بعد أزمة اندلعت إثر رعاية السنغال، العام الماضي، مع دول أخرى في مجلس الأمن الدولي، للقرار 2334، الذي أدان الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، واعتبره غير شرعي، داعياً إلى وقفه فوراً.

 تأييد إفريقي للفلسطينيين 

لطالما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنه يريد انطلاقة في العلاقة الإسرائيلية مع الدول الإفريقية توقف ما أسماه “الدعم الإفريقي التلقائي للفلسطينيين في مؤسسات الأمم المتحدة”.

ولكن نجاحات نتنياهو ما تزال طفيفة للغاية، إن لم تكن شكلية، وأحياناً يتم نفيها.

فقبل أيام قال مكتبه، في بيان، إن رئيس دولة “الرأس الأخضر”، جورجي كارلوش فونسيكا، أوعز إلى سفير بلاده في الأمم المتحدة بعدم التصويت ضد إسرائيل في المنظمة الدولية.

البيان لفت إلى أن نتنياهو اجتمع مع فونسيكا، قبل شهرين، في مونروفيا، عاصمة ليبريا، على هامش لقاء للمنظمة الاقتصادية المشتركة لدول غربي إفريقيا (إيكواس).

ومرحباً، اعتبر نتنياهو أن “قرار رئيس الرأس الأخضر جاء نتيجة الإنشطة الدبلوماسية المكثفة التي تقوم بها إسرائيل في القارة الإفريقية”.

لكن فرحة نتنياهو لم تدم طويلاً، إذ سارع رئيس “الرأس الأخضر”، الأربعاء الماضي، إلى نفي ذلك، بحسب هيئة البث الإسرائيلية العامة (الإذاعة- حكومية)، التي نقلت عن مصادر سياسية إسرائيلية (لم تسمها)، أن هذا “النفي جاء عل ما يبدو بعد تعرضه (الرئيس الإفريقي) لضغوط من الدول العربية”.

هدف نتنياهو، وهو كسر “التأييد الإفريقي التلقائي للفلسطينيين في مؤسسات الأمم المتحدة”، اعتبر المندوب الفلسطيني الدائم لدى الأمم المتحدة، د. رياض منصور، أنه “هدف إسرائيلي بعيد المنال”.

منصور مضى قائلاً، إن “الدول الإفريقية حتى الآن تصوت بغالبيتها لصالح فلسطين، والدليل على ذلك الزخم الهائل الذي تحصل عليه مشاريع القرارات الفلسطينية في الأمم المتحدة”.

 قمة إسرائيلية- إفريقية 

على أمل تحقيق هدفه المعلن، زار نتنياهو إفريقيا مرتين، خلال قرابة عام، ويستعد لزيارة ثالثة في أكتوبر/تشرين المقبل، للمشاركة في قمة إسرائيلية- إفريقية في لومي، عاصمة توغو، بين يومي 23 و27 من ذلك الشهر.

نتنياهو زار ليبريا، في يونيو/حزيران 2017، حيث شارك في لقاء للمنظمة الاقتصادية المشتركة لدول غرب إفريقيا (إيكواس).

وفي يوليو/تموز 2016، زار أوغندا، حيث التقى مع رؤساء كل من أوغندا، كينيا، جنوب السودان، زامبيا، رواندا، ورئيسي وزراء إثيوبيا وتنزانيا.

ويستعد نتنياهو لزيارة إفريقيا للمرة الثالثة، ولهذا استضاف في منزله بالقدس الغربية، الإثنين الماضي، رئيس توغو، فاورا غناسينغبي، على مأدبة عشاء.

رئيس توغو، وفق بيان لمكتب نتنياهو، كتب في سجل الزار: “أحلم بعودة إسرائيل إلى إفريقيا، وعودة إفريقيا إلى إسرائيل”.

ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي بقوله إن “توغو هي صديقة حقيقية لدولة إسرائيل”.

جهود معاكسة

عن زيارته المرتقبة لتوغو قال نتنياهو، في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية، الأحد الماضي: “ستكون هذه ثالث زيارة أقوم بها إلى إفريقيا، خلال أكثر من عام، حيث زرت أولا شرق إفريقيا، ثم غرب إفريقيا، والآن ستعقد قمة اقتصادية-تكنولوجية للدول الإفريقية بهدف إعادة إسرائيل إلى إفريقيا بشكل واسع النطاق”.

ومضى قائلاً إنه “تجري الإعدادات للقمة بشكل جيد جدا، وستشارك في القمة حوالي 150 شركة إسرائيلية، والعديد من دول غرب ووسط وشرق إفريقيا”، وفق بيان.

وتابع نتنياهو أن “هذا لا يمر بدون جهود معاكسة.. تمارس ضغوط مختلفة على رئيس توغو ليلغي القمة.. وهذه الجهود هي خير دليل على نجاح سياستنا، التي تقضي بدخول إسرائيل إلى القارة الإفريقية”، وفق بيان.

وكان دبلوماسي فلسطيني، طلب عدم نشر اسمه، صرح بأن السلطة الفلسطينية تعمل على منع القمة أو على الأقل عدم خروجها بنتائج سلبية ضد الفلسطينيين، لكنه لفت إلى أن الجهود الفلسطينية “غير مضمونة النتائج في ظل الوضع العربي الراهن”.

وفي له كلمة أمام الدورة التاسعة والعشرين لقمة الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا، في الثالث من يوليو/ تموز الماضي، قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس: “لقد كانت دول إفريقيا واتحادها العتيد، وما زالت، نعم السند والشريك في المصير، ونأمل أن تستمر شراكتنا مزدهرة، ونحن في نضالنا اليوم، نتطلع إليكم لمواصلة الثبات على مواقفكم من قضيتنا، واستمرار التشاور بيننا كأصدقاء وحلفاء تاريخيين”.

ومخاطباً القادة الأفارقة، حذر عباس من أن “محاولات دولة الاحتلال الإسرائيلي للمشاركة في مؤتمراتكم الإقليمية، وترتيب مؤتمرات قارية لها، يشجعها على الاستمرار في غطرستها، واحتلالها لفلسطين، وإنكارها لحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والسيادة والاستقلال.. هذه القيم والمبادئ الإنسانية الأساسية، التي تؤمنون بها أنتم، وآمن بها من قبلكم قادة إفريقيا العظام الذين ضحوا في سبيل حرية قارتكم ودولكم وشعوبكم”.

وأعرب الرئيس الفلسطيني عن أمله في “أن يتم ربط أي تقدم في علاقة القارة بإسرائيل بمدى التزامها بإنهاء احتلالها لأرض دولة فلسطين المحتلة، منذ عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”.

العلاقات الإسرائيلية-الإفريقية 

ولم ترد وزارة الخارجية الإسرائيلية على استفسار بشأن عدد السفراء الإسرائيليين في الدول الإفريقية والتوقعات الإسرائيلية من قمة توغو.

ووفق الخارجية الإسرائيلية فإن غانا كانت الدولة الإفريقية الأولى التي تعترف رسمياً بإسرائيل عام 1956.

وقالت الوزارة على موقها الإلكتروني إنه “بحلول أوائل السبعينيات (من القرن العشرين) كانت إسرائيل تربطها علاقات دبلوماسية كاملة مع 33 دولة إفريقية”.

لكنها أضافت إنه بعيد حرب 1973 بين إسرائيل وكل من مصر وسوريا، والتي تلتها الأزمة النفطية العالمية، قطعت معظم الدول الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى علاقاتها بإسرائيل، لسببين، “أولهما الوعود التي قطعتها عليها الدول العربية بتزويدها بالنفط الرخيص والدعم المالي، والثاني هو الانصياع لقرار منظمة الوحدة الإفريقية (المسمى السابق للاتحاد الإفريقي) التي كانت مصر وراء اتخاذه، والذي دعا إلى قطع العلاقات مع إسرائيل”.

وبحسب الخارجية الإسرائيلية، فإن “ملاوي وليسوتو وسوازيلاند وحدها أبقت على علاقاتها الدبلوماسية الكاملة مع إسرائيل، فيما حافظت بعض الدول الأخرى على اتصالاتها بإسرائيل من خلال مكاتب تمثيل لها ضمن سفارات أجنبية”.

ولفتت إلى أنه “في الثمانينيات بدأت العلاقات الدبلوماسية مع دول جنوب الصحراء الإفريقية تُستأنف تدريجيا، مكتسبة بعض الزخم مع تقدم مفاوضات السلام بين إسرائيل وجاراتها العربية، وبحلول أواخر التسعينيات كانت العلاقات الرسمية قد تم استئنافها مع 39 دولة جنوب الصحراء الكبرى”.

ولإسرائيل سفارات في 10 دول إفريقية من أصل 54 دولة، وهي: السنغال، مصر، أنغولا، غانا، كوت ديفوار، إثيوبيا، جنوب إفريقيا، نيجيريا، كينيا والكاميرون.

وثمة العديد من السفراء الإسرائيليين غير المقيمين في دول إفريقية.

وتتضمن العلاقات الإسرائيلية- الإفريقية، وفق الخارجية الإسرائيلية، أنشطة عديدة، منها الروابط الاقتصادية والتجارية والثقافية والأكاديمية والتكنولوجية، إضافة إلى مشاريع زراعية مشتركة ومساعدات طبية وبرامج التكوين المهني ومساعدات إنسانية في أوقات الحاجة.

(الأناضول)