هل يتمتع النباتيون بصحة أفضل من آكلي اللحوم؟
صدى نيوز - ازداد تحول الكثيرين نحو خيارات الطعام النباتية في السنوات الأخيرة لما توفره من عناصر غذائية مفيدة تساعد في الوقاية من الأمراض.
إلا أن الأنظمة الغذائية النباتية التي يتجنب متبعوها تناول جميع المنتجات الحيوانية، بما في ذلك اللحوم والأسماك والبيض والعسل ومنتجات الألبان، لا تزال تثير الكثير من الجدل، حول ما إذا كانت صحية بالفعل.
وأثارت دراسة نشرت هذا الأسبوع مزيداً من الجدل حول الحميات النباتية، بعد أن أظهرت أن اتباع نظام غذائي نباتي قد يزيد من خطر الإصابة بكسور في العظام.
وقام باحثون من جامعتي أوكسفورد وبريستول بتتبع 65000 شخص تزيد أعمارهم عن 17 عاماً، ووجدوا أن النباتيين أكثر عرضة للإصابة بكسر في الفخذ أكثر من أولئك الذين يتناولون اللحوم.
وبشكل عام، كان النباتيون أكثر عرضة بنسبة 43% للإصابة بكسور في العظام، وهو ما يعتقد الباحثون أنه بسبب استهلاك النباتيين نسبة أقل من الكالسيوم، وهو معدن يساعد في بناء العظام.
وتقول الدكتورة تامي تونج، أحد أعضاء فريق الدراسة، إن هذه النتائج تسلط الضوء على مخاطر استبعاد جميع المنتجات الحيوانية من النظام الغذائي، وقالت لموقع غود هيلث " ما لم يختاروا الأطعمة المدعمة بشكل مناسب، فقد يكون من الصعب على النباتيين الحصول على كمية كافية من الكالسيوم من نظامهم الغذائي فقط".
هل يمكن أن يكون النظام الغذائي النباتي صحي أكثر من النظام الغذائي القائم على اللحوم؟
الحقيقة هي أن الأدلة المؤيدة والمعارضة للنظام الغذائي النباتي متنوعة، ففي أكتوبر (تشرين الأول) عام 2019 قالت دراسة إن النظام الغذائي النباتي يمكن أن يحسن من خصوبة الرجال، في حين قالت دراسة أخرى نشرت في سبتمبر (أيلول) 2019 إن الوجبات الخالية من اللحوم يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 20%، وذلك نتيجة فقر النظام الغذائي النباتي بفيتامين بي 12 الموجود في اللحوم والأسماك والبيض.
ويقول ريك ميللر، وهو اختصاصي تغذية مستقل في مستشفى الملك إدوارد السابع في لندن "نميل إلى الخلط بين الخيارات الأخلاقية والاختيارات الصحية عندما نتخذ قراراً بشأن النظم الغذائية الجيدة، وأفضل نظام غذائي هو الذي يلبي احتياجات الكيمياء الحيوية لدينا دون نقص في العناصر الأساسية".
وفي دراسة أجريت على أكثر من 150 بديلاً للحوم أجرتها جامعة كوين ماري بلندن العام الماضي، احتوى 28% على أكثر من المستويات الموصى بها من الملح، وقالت مهيري براون، أخصائية التغذية التي قادت الدراسة " وجدنا أن البرغر النباتي، على سبيل المثال، يحتوي على مستويات أعلى من الملح مقارنة ببرغر اللحم في المتوسط".
ويمكن أن تحتوي بدائل الألبان أيضاً على مواد تحلية مخفية، وقد تفتقر إلى الفيتامينات والعناصر الغذائية الأخرى التي يوفرها حليب الأبقار.
هل النظام الغذائي النباتي أفضل لخسارة الوزن؟
قد يساعد النظام الغذائي النباتي في منع اكتساب الوزن الزائد، لأنه يُعتقد أنه يعزز هرمونات الأمعاء المفيدة التي تنظم الشهية ومستويات السكر في الدم، وعندما حلل باحثون أمريكيون مستويات الهرمون لدى 60 رجلاً تناولوا عشوائياً وجبة من اللحوم مع الجبن أو وجبة نباتية، زادت الوجبة النباتية من إفراز الهرمونات المفيدة من البنكرياس والأمعاء، بما في ذلك تلك التي يعتقد أنها تلعب دوراً في تنظيم الشبع.
ويمكن ربط هذا التأثير باحتواء النظام الغذائي النباتي على نسبة عالية من الألياف، وقد تكون منتجات اللحوم تحتوي أيضاً على أنواع أخرى من المواد الكيميائية أو هرمونات النمو التي تعزز زيادة الوزن.
و تقول الدكتورة هانا كاهليوفا، المؤلفة الرئيسية للدراسة، التي نُشرت العام الماضي في مجلة Nutrients "تضيف هذه الدراسة إلى الأدلة المتزايدة على أن الأنظمة الغذائية النباتية يمكن أن تساعد في إدارة ومنع مرض السكري من النوع 2 والسمنة".
كيف تتأثر الأسنان؟
يرى أطباء الأسنان المزيد من التجاويف وأمراض اللثة لدى الأشخاص الذين يتناولون نظاماً غذائياً نباتياً، وفقاً لدراسة نُشرت في يوليو (تموز) 2018 في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية.
ويقول الدكتور ميرفين درويان، وهو طبيب أسنان في لندن إن نقص فيتامين ب 12 الموجود في المنتجات الحيوانية مثل اللحوم والبيض والحليب، يمكن أن يؤدي إلى أمراض اللثة وفقدان الأسنان.
هل يجب على الرياضيين الابتعاد عن اللحوم؟
تم دعم الأنظمة الغذائية النباتية من قبل بعض الرياضيين، وقد اتبعت أسطورة التنس فينوس ويليامز نظاماً غذائياً نباتياً منذ عام 2011، بينما أصبح بطل الفورمولا 1 لويس هاميلتون نباتياً في عام 2017 وقال في مقابلة العام الماضي "أنا بصحة أفضل وأسعد مما كنت عليه في أي وقت مضى".
وخلصت مراجعة نشرت في مجلة Nutrition في يناير (كانون الثاني) 2019 إلى أن الأنظمة الغذائية النباتية يمكن أن تحسن تدفق الدم والأكسجين إلى العضلات والأنسجة، مما يساعد على تحسين الأداء لدى الرياضيين، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.