لماذا نضحك عند التعرض للدغدغة؟
صحة

لماذا نضحك عند التعرض للدغدغة؟

صدى نيوز - الضحك الهستيري الذي يجتاحنا عندما نتعرض للدغدغة ليس تعبيراً عن الفرح أو المتعة كما نعلم جميعاً، فأغلبنا يشعر بالانزعاج من الدغدغة في واقع الأمر، بل ويشعر بعضنا بالألم كذلك، لماذا إذاً نضحك؟

يقول العلماء إن الضحك الناتج عن الدغدغة يختلف عن الضحك العادي الذي قد ينتابنا عند سماع نكتة أو عند الشعور بالفرح.

فالبشر يبدأون بالضحك في عمر 3 أشهر، أي قبل البدء بالكلام بوقت كبير، والضحك بشكل رئيسي يخدم أهدافاً اجتماعية ويوحي للآخرين بأننا نرغب بالتواصل معهم، والدليل على ذلك أننا قد نضحك أثناء مشاهدة عرض كوميدي برفقة مجموعة من الأصدقاء أكثر مما قد نضحك عند مشاهدة العرض نفسه بمفردنا.

علاوة على ذلك، فإن الضحك صحي جسدياً بالنسبة لنا، فهو يطلق مادة الإندورفين، التي تجعلنا نشعر بالسعادة ويمكن أن تقلل من الألم والتوتر.

أيضاً يمكن للضحك أن يعزز نظام المناعة لدينا عن طريق إطلاق الببتيدات العصبية، التي تقاوم المرض وعلامات الإجهاد الجسدية.

أما ضحك الدغدغة فتختلف أسبابه ودوافعه كثيراً عن الضحك العادي، وكذلك يختلف تأثيره على أدمغتنا وأجسادنا.

أظهرت دراسات التصوير بالرنين المغناطيسي أن الدغدغة تحفز مناطق من الدماغ مسؤولة عن استجاباتنا العاطفية للألم أو القتال أو الحاجة للهرب، وتحفز المناطق التي تعمل عندما نشعر بالتهديد (ولهذا السبب تحديداً لا يستطيع أي منا دغدغة نفسه، لأن أدمغتنا في هذه الحالة لا تشعر بالخطر أو التهديد المباشر).

ولهذا السبب كذلك تحاكي حركة جسم الشخص الذي يتعرض للدغدغة حركات أجسام الأشخاص الذين يعانون من ألم شديد.

وفي الواقع نحن لا نضحك لأننا مستمتعون بالدغدغة إنما بسبب تحفيز عدة مناطق للاستجابة العاطفية في أدمغتنا.

هناك نظريتان أساسيتان تفسر أسباب الضحك بطريقة هستيرية عند التعرض للدغدغة:

النظرية الأولى تقول إن الضحك اللاإرادي عند التعرض للدغدغة قد يكون آلية دفاع تطورية لحماية المناطق الضعيفة من جسدنا، فالضحك عندما يهاجم أحدهم هذه المناطق قد يكون أسلوباً لإظهار الخضوع للشخص المهاجم ودعوته إلى عدم أذيتنا، وبالتالي هو نوع من أنواع الحماية وفقاً لما ورد في موقع The List.

أما المدافعون عن النظرية الثانية، فيعتقدون أن الضحك عند الدغدغة هو شكل من أشكال الترابط الاجتماعي لا أكثر، لذلك تعتبر لعبة الدغدغة شائعة بين الآباء والأبناء.

مع ذلك يجد الخبراء أنه لا بأس بدغدغة الأطفال الصغار بشكل لطيف، لكن يجب تجنب الدغدغة الجادة فبالرغم من أن الأطفال يضحكون في هذه اللعبة إلا أنهم لا يستمتعون بها إطلاقاً، تماماً مثل الكبار. 

ما هي المناطق الحساسة للدغدغة في أجسادنا؟
من الممكن أن يستجيب الأشخاص للدغدغة في أي مكان من أجسامهم، لكن المناطق الأكثر شيوعاً هي: المعدة، الإبطين، القدم، الرقبة.

ويجادل مؤيدو النظرية القائلة إن الضحك أثناء الدغدغة هو رد فعل تطوري للبقاء على قيد الحياة، بأن هذه المناطق التي نشعر فيها بالدغدغة هي المناطق الأكثر ضعفاً في الجسم وفقاً لما ورد في موقع Healthline.

إذا كانت الدغدغة هي نقطة ضعفك التي يعلمها جميع أفراد الأسرة ويستغلونها أسوأ استغلال، فربما بإمكانك القيام ببعض الحيل لتجنب الإحساس المزعج الذي ينتابك عندما يدغدغك أحدهم.

بما أنك لا تشعر بأي شيء عندما تدغدغ نفسك لأنك ببساطة تتوقع الإحساس الناجم عن ذلك ولا تشعر بالخطر أو التهديد، من الممكن أن تجرب خداع دماغك عن طريق وضع يديك فوق يدي الشخص الذي يقوم بدغدغتك. هذا قد يسمح لدماغك بالتنبؤ بالأحاسيس التي ستشعر بها وبالتالي قد يقمع الاستجابة المؤلمة الناتجة عن الدغدغة.

كذلك يعتقد البعض بأن إجبار نفسك مرة بعد مرة على عدم الضحك عند التعرض للدغدغة والاكتفاء بالابتسام أو التفكير بمسألة جدية قد يساعدك مع الوقت على التخلص من الاستجابة المفرطة للدغدغة.