في ظل استمرار الاستيطان وقتل الفلسطينين في بيتا و الخليل و بيت لحم وغزة وكل المحافظات الفلسطينية وفي ظل اعدام الاسرى وهم احياء باهمالهم طبيا وانعدام الافق السياسي وعدم وضوح الرؤيا الامريكية بخصوص القضية الفلسطينية جاء خطاب الرئيس ابو مازن وحدد الخيارات الثلاث المتاحة وهي تنفيذ رؤية حل الدولتين الذي تنصلت منه اسرائيل تماما او تنفيذ قرار مجلس الامن الصادر عام ١٩٤٧ رقم ١٨١ والذي اقيمت اسرائيل بناء عليه ولم يتم تنفيذ الشق الفلسطيني، والخيار الثالث ان تكون دولة واحدة لكل السكان الموجودين على الارض الفلسطينية بحقوق متساوية بغض النظر عن الدين واللون والعرق .

ذكر الرئيس هذه الخيارات والحلول التي تعطي السلام للاطراف جميعها ومنح فرصة عامه لانجاز ذلك بحيث وضع الكرة في حضن العالم المتفرج على ما تقوم به اسرائيل من جرائم وعكس ذلك حذر الرئيس من عودة التوتر واشتعال المنطقة والتي تطال العالم باسره، فالسلام يبدأ من فلسطين والحرب كذلك.

ونوه الرئيس في خطابه امام العالم بأن فلسطين التزمت بكل الاتفاقيات والقرارات الدولية، واسرائيل لم تلتزم بأي منها واعتبرت نفسها فوق القانون الدولي، داعيا العالم لفرض قراراته وتحقيق العدل والسلام وان فلسطين سوف تتوجه لمحكمة العدل الدولية لمواجهة هذا الاحتلال والتعامل مع اسرائيل كدولة عنصرية تطبق التميز العنصري "الابرتهايد" وتنفذ اجندة صهيونية خطتها تدمير شعب كامل وحرمانه من تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة.

باعتقادي أن الخطوة الأولى التي يجب على القيادة ان تخطوها هو البدء الفوري بتنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم ٦٧/١٩  الذي منح دولة فلسطين صفة عضو مراقب، من خلال تشكيل مجلس تاسيسي للدولة بحيث يقع على عاتقه صياغة الدستور وموائمة للقوانين وبالتالي التحول من الوضع الحالي من سلطة تحت الاحتلال إلى دولة تحت الاحتلال، وهذا الأمر اذا ما حصل سيختصر الكثير من الوقت والجهد وسينتقل بالقضية والحالة الفلسطينية إلى درجة متقدمة من حل الصراع وتحصيل الحقوق وتنفيذ لقرارات الشرعية الدولية التي صدرت عن مجلس الأمن الدولي وكافة مؤسساته.   

وان إعادة الرئيس للتذكير بقضية هامة تشغل وجدان شعبه وتمس كل أسرة فلسطينية وتعتبر من الثوابت وهي قضية احتجاز إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال لآلاف الأسرى في سجون ومعتقلات تفتقد لأدنى الظروف الإنسانية مخالفة للقانون الدولي واتفاقيات جنيف، حيث هاجم الرئيس دول العالم التي تطلب وقف رواتبهم ومخصصاتهم هؤلاء الذين هم بنظر شعبهم وفصائلهم واحرار العالم  ابطال وجنود تقدموا الصفوف وترجموا قرارات القيادة الفلسطينية في الدفاع عن حريتهم متسائلا هل تعتقدون انه من الممكن لشعب القبول بتجويع ابطاله ورموزه الذين ضحوا بحريتهم من أجل تحقيق حرية شعبهم من خلال التصدي و مواجهة اخر احتلال في العالم الامر الذي كفلته القوانين الدولية قائلا بلغة لا تقبل التأويل هيهات واكد على انه لو بقي قرش واحد لدى دولة فلسطين سيكون للاسرى وحيا هبة الشعب الفلسطيني للدفاع عن الاسرى.

واستهجن الرئيس مطالبة بعض الدول تغير المناهج ومنع دولة فلسطين من شرح روايتها وترك اسرائيل التي لا تملك الحقيقة من تزوير الرواية الفلسطينية مؤكدا ان المناهج جزء من السيادة الفلسطينية لن نسمح بالتدخل بها من اي جهة كانت.

كل هذا الطرح الواضح يجعل انه من الواجب على العالم التدخل سريعا فقد دق الرئيس ناقوس الخطر موضحا ان صبر الشعب الفلسطيني وقيادته وامته لها حدود.

فلسطينيا على الشعب الفلسطيني ان يستعد لسيناريوهات جديدة و وضح خطة لبرنامج سياسي مختلف،  فقد اعدمت اسرائيل حل الدولتين ولا تقبل حلول اخرى ومن غير المتوقع ان تتغير اسرائيل في لحظة او خلال عام فقد تحول المجتمع الاسرائيلي الى مجتمع يميني متطرف لا يعترف بوجود شعب فلسطيني ويقوم ببرامج على الارض لفرض واقع جديد لا وجود فيه لاي امل في اقامة دولة فلسطينية.

الأهم من ذلك ما يقع على عاتق القيادة بحيث تعود لشعبها وتحترم الحريات وتجري الانتخابات الحقيقية وخاصة انتخابات الحكم المحلي و للنقابات والاتحادات و وضع اليات تتخطى العقبات الاسرائيلية باجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وحتى انتخابات حقيقية للفصائل التي تسيطر عليها قيادات تجاوزها الزمن  لتعيد لها الحياة الحزبية الحقيقية.

وحتى نجند العالم حول قضيتنا واجب ان تجتمع قيادات الفصائل و تتفق على برنامج سياسي موحد واعلان وحدة حقيقية للشعب الفلسطيني لمواجهة المرحلة القادمة والحتمية بالاشتباك مع الاحتلال.

واهم الاستعدادات للمرحلة القادمة اجراءات تغير شاملة وازنة وحقيقية والتي لم يلمسها الشارع ولا يشعر انها ستحصل والتي تمنع الالتفاف الشعبي حول قيادتها وتَنْفُر وتبتعد واحيانا تهاجمها بسبب ممارسات الكثير من الشخصيات الموسومة بالفساد وتجاوز القانون والتي اصبحت مواقعها طابو لهم ولعائلاتهم.

على القيادة اعادة هيبة القانون والقضاء من خلال منحه الاستقلال الشامل وانجاز قضايا المواطنين بالعدل واقناع العالم بشفافية الجسم القضائي بحيث نشهد خلال المرحلة القادمة محاكمات لشخصيات وازنة ارتكبت مخالفات فاضحة دون اي اجراء بحقها.

والمطلوب من الشعب وكل قواه الحية انضاج ذلك بالالتفاف حول قيادته وتصويبها دون منح اعداء الشعب الفلسطيني من الاستفادة من اي خلافات داخلية.

على الفصائل النزول للشارع وفرض اشتباكات دائمة تجعل من القضية الفلسطينية دوما حاضرة في اجندات العالم وعلى لسان معظم وكالات ومحطات العالم الاعلامية وذلك باشعال مناطق الاشتباك في الشيخ جراح وبيتا والنبي صالح وسلفيت وحواجز الاحتلال وفي المدن الفلسطينية رافعين قضايا احتجاز جثامين الشهداء من قبل اسرائيل  والافراج عن الاسرى وضد اي جريمة من الجرائم اليومية للاحتلال الاسرائيلي.