صدى نيوز - توصل فريق من الباحثين المنتسبين إلى مجموعة من المؤسسات في المملكة المتحدة والبرازيل، جزئيا، إلى حل لغز سبب كون البعض أقل مقاومة بشكل طبيعي لـ"كوفيد-19" من غيرهم.

وأظهرت دراسة جديدة أن الاختلافات الصغيرة في التركيب الجيني للفرد قد تساعد في تفسير سبب قيام بعض الأشخاص ببناء دفاع طبيعي قوي ضد عدوى كوفيد ، بينما يصاب البعض الآخر بمرض شديد.

وحدد الباحثون في مركز أبحاث الفيروسات التابع لجامعة غلاسكو، بروتينا معينا يُسمى OAS1، والذي يُعتقد أنه يلعب دورا رئيسيا في تشكيل المراحل المبكرة من استجابة الفرد لـ Sars-CoV-2.

وعندما تصاب خلية بشرية، يتفاعل بروتين OAS1 مع إشارات الإنترفيرون عن طريق الدعوة إلى استجابة مناعية عند اكتشاف فيروس SARS-CoV-2، ما يسمح للخلية بالبدء في مهاجمة المادة الوراثية للفيروس.

وأوضحت الدراسات السابقة أيضا أن هذه الإشارات يمكن أن تمنع تكرار فيروس SARS-CoV-2.

وتشير الدراسة، التي نُشرت في مجلة Science، إلى أن بعض الأشخاص يعبرون عن نسخة أكثر وقائية من OAS1 التي ترتبط بالأغشية باستخدام مجموعة البرنلة (prenyl) كجزء من عملية الإشارة، وهو إضافة جزيء واحد من الدهون إلى البروتين المشفر بواسطة جين OAS1.

ونظرا لأن فيروسات كورونا تختبئ داخل الخلايا وتكرر جينوماتها داخل حويصلات مكونة من الدهون، فإن OAS1 المسبق هو أكثر ملاءمة للبحث عن Sars-CoV-2 وتوجيه الأسلحة الخلوية لمهاجمته.

ونظر الباحثون في نسخ 500 مريض من "كوفيد-19"، ممن عانوا من مجموعة واسعة من الأعراض، ووجدوا أن أولئك الذين لم يتعرضوا لـOAS1 المسبق عانوا من أعراض أكثر حدة. وما يزال سبب ولادة بعض الأشخاص من دون هذا الإنزيم لغزا، لكن عمل الفريق يمكن أن يساعد في الوصول إلى أنواع جديدة من اللقاحات ضد "كوفيد-19" وأنواع أخرى من العدوى.

ووفقا للنتائج التي توصلوا إليها، حوّل الباحثون انتباههم إلى حيوان ثديي آخر، وهو خفاش حدوة الحصان، أحد المصادر المفترضة لـSARS-CoV-2، ووجدوا أنه لا يمتلك شكل OAS1 المسبق الذي يحمي البشر من الفيروس. ويمكن أن يساعد هذا الاكتشاف في تفسير سبب كون الخفافيش مضيفة غزيرة الإنتاج لمجموعة متنوعة من الفيروسات.

وذلك يعني أن الفيروس لم يكن بحاجة أبدا إلى التكيف للتهرب من خط الدفاع هذا، ولكن إذا تحور فيروس SARS-CoV-2 واكتسب القدرة على التحايل على الدفاعات الناتجة عن برنلة بروتين OAS1، فمن المحتمل أن يصبح الفيروس أكثر فتكا أو قابلية للانتقال.