الهجمة المسعورة الأخيرة على القيادة الفلسطينية ومؤسساتها ورموزها وشخوصها لا تخدم سوى أعداء الشعب الفلسطيني، وذلك أن التشكيك بالتمثيل والشرعية إنما هو إضعاف للموقف والقرار والأداء أيضاً، إن لعبة اضعاف السلطة الوطنية أو تفكيكها أو التخريب عليها أو دفعها إلى اتخاذ قرارات تحت وطأة الضغط والاستفزاز أو قلة الخيارات، إنما هي لعبة ساقطة ومكشوفة ولم تعد تنطلي على جماهير شعبنا، فالسلطة الوطنية وليدة النضال الفلسطيني وثمرة من ثمرات الثبات والانضباط والحوار مع العالم المتوحش، السلطة الوطنية والقيادة الفلسطينية ليست قيادة غزة، أو طائشة أو متوهمة، بل هي قيادة استطاعت أن تثبت أمام الأعاصير كلها، وأن تبقى رغم الأحداث الفظيعة التي شهدها العالم والإقليم منذ العام 2000 وحتى هذه اللحظة وقد أثبتت هذه القيادة أنها متمسكة بالثوابت الفلسطينية، بحيث حافظت على النسيج الاجتماعي الفلسطيني، وابقت على التمثيل الفلسطيني في العالم، ومنعت الإحتلال وغير الإحتلال من الإستفراد بالشعب الفلسطيني او قضيته، واستطاعت هذه القيادة أيضاً أن تثبت أمام الضغوط السياسية والاقتصادية والشخصية واستطاعت خلال هذا الصمود الاسطوري دفن وإلغاء المخططات المشبوهة والمبادرات التي تنتقص من الحق الفلسطيني وكان على رأس ذلك وفي مقدمته صفقة القرن.

في هذال الصدد فإن الهجوم الأخير على اللواء ماجد فرج إنما هو إستمرار للهجوم السنوى عليه من قبل ذات المصادر والأطراف، كل سنة هناك موسم للهجوم على اللواء ماجد فرج، لشخصه ولعمله ولما يمثل من قيمة وطنية وسياسية كبيرة.

 لماذا يهاجمون الرجل كل سنة؟ لأنه ببساطة يقوم بترجمة السياسات الوطنية العامة للقيادة السياسية وذلك من خلال التشبيك مع الاقليم والعالم لإيجاد مكان لنا نحن الفلسطينيين حتى لا نضيع أو نؤكل أو نتوارى أو نهرس تحت اقدام الكبار والصغار.

ولأن الرجل يشكل ضمانة أمنية وسياسية للإلتزامات الدولية للسلطة الفلسطينية حتى يتم قبولنا وتأهيلنا للإنضمام للأسرة الدولية، اللواء ماجد فرج هو وجهازه أحد أعمدة المؤسسة الأمنية الفلسطينية التي اثبتت قدرتها على الثبات والإستمرار والإنضباط وتحقيق الأمن والامان بالمعنى الملائم والمناسب للمرحلة، اللواء ماجد فرج والجهاز الذي يتشرف بقيادته هو كباقي الأذرع الأمنية الفلسطينية يقوم بالدور المنوط به من حيث حماية المشروع الوطني الفلسطيني وتحقيق الوجود السياسي وتثبيت الجغرافيا الفلسطينية. إن التشكيك بهذه المهمات وأن الهجوم على الرجل إنما يعني أن كل ذلك لا معنى له أو أنه يصب في خدمة أعداء الشعب الفلسطيني.

إن الهجوم على الرجل التي تتخطى مجرد الإنتقاد حول الأداء أو تخرج عن اصول المعارضة الوطنية إنما تذهب بإتجاه هدم المنجز الفلسطيني ونسف لكل ما تقوم به القيادة الفلسطينية من مواجهة لمخططات الإحتلال الحالية ولكل ما تنخرط به القيادة الفلسطينية الآن من محاولة إعادة تشكيل الجبهات الدولية والإقليمية لمواجهة الاحتلالالإسرائيلي والأمريكي المتمثل في ما يسمى تخفيض التوتر أو تقليص الصراع.

اللواء ماجد فرج، وبتوجيه دائم وكامل من سيادة الرئيس محمود عباس، إنما يقوم بترجمة وتنفيذ هذه السياسات بصمت وهدوء فالرجل لا يتعاطى مع الإعلام، فلا هو يستعرض أو يبالغ أو حتى يزور أو يجمل الأشياء، إنما هو يعمل بصمت وهدوء من أجل إنجاح السياسات الفلسطينية العامة التي تقرها القيادة الفلسطينية وذلك من خلال قناة أمنية دائماً تلعب الدور الأهم في إنجاح السياسات وتطويرها، هكذا هو الحال في كل العالم، كما هو عندنا أيضاً، أما اذا رغبت الصغار في التطاول على القيادة، اطمنهم لن تستطيعوا. قفوا عند حدكم، ولا تدمروا ما تم بناءه على الصعيد الوطني.

الهجمة على القيادة الفلسطينية بما فيها اللواء ماجد فرج إنما هي هجمة على النهج وعلى الشخص وعلى التمثيل وعلى المستقبل، وإن هذا ما من شأنه أن يخرب أية جهود للمصالحة المجتمعية والسياسية، ويزيد من مشاعر التوجس والريبة والشك كما أنه يخفض مستوى الحوار إلى مستويات متدنية لا تليق بالشعب الفلسطيني على الإطلاق.