وافقت محكمة إسرائيلية بالسماح لليهود باستباحة باحات الأقصى المبارك والصلاة فيها، وهي بذلك تبدأ أولى خطوات التقسيم المكاني والزماني، مستغلة ضعف الموقف العربي، وصمت المجتمع الدولي، وما يجري في المنطقة،والتصعيد الإسرائيلي الجديد يُقرأ بما يلي:-
-القرار سياسي مغلف من محكمة إسرائيلية، وكأنه قرار قضائي ،منعا لأي تدخلات إقليمية ودولية، ورفضا للتعاطي مع الضغوطات الأوروبية والامريكية واي جهود لاحتواء الموقف، وحشر الجميع في زاوية قبوله باعتباره مسألة دينية خالصة وضمن معتبرات حرية الصلاة في أي مكان.
–بدايات فرض الأمر الواقع في الحوض المقدس، وبدايات رفض التفاوض على تطوير الحكم الذاتي للسلطة الفلسطينية من جانب واحد، دون التشاور مع احد، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية.
— الأمر الخطير يتمثل ليس في الالتفاف على الاتفاقيات الموقعة مع السلطة وخرق القرارات الدولية واتفاقية جنيف بل في المرابطة للعصابات الصهيونية في باحات الأقصى لحماية المصلين اليهود، وجر الجميع للاتفاق على أيام محددة لصلوات اليهود وأيام مماثلة للمسلمين أو قبول القسمة على المكان بصورة توسع حائط البراق (حائط المبكى) والقصة كلها قضم تدريجي بقرارت قضائية للحوض المقدس لدى المسلمين.
— التحرك الأردني الفلسطيني دون غطاء عربي سياسي في المحافل الدولية يبقى محدودا والغطاء الإسلامي وحده لا يكفي، خاصة أن هناك حالات تطبيع وإقامة علاقات وتحالفات «إسرائيلية–عربية «والكل معني بمصالحه،فالقضية الفلسطينية تراجعت كثيرآ بسبب الارهاصات التي خلفتها أحداث ما يسمى الربيع العربي.
— إسرائيل بانيابها الحادة تتحرك سياسيا وقضائيا، ولا ادانات عربية ودولية سوى بيانات ضعيفة ومواقف لا ترتقي لمستوى الحدث، وهي ترى أنها دولة فوق القانون، ولديها من القوة الدبلوماسية ما يكفي لاجهاض أي تحرك «أردني–فلسطيني «خاصة بعد الانكشاف السياسي والامني والاقتصادي في الإقليم، وتعثر لملمة أو وقف النزيف العربي على المدى القريب.
إسرائيل تخشى من النشطاء الفلسطينين ومن احتدام المواجهات وتداعياتها على مدينة القدس كلها وفي الضفة الغربية ومن غزة، ولهذا فتحت أبواب منافذها البرية أمام الراغبين بالعمل من الغزيّين لديها وقدمت تسهيلات إضافية للعمالة الفلسطينية بالضفة،وتسعى لاحتواء أي مواجهات خلال تطبيقها قرار المحكمة الإسرائيلية.
الصلاة اليهودية في باحات الأقصى،تفتح مجددا الصراع الديني وتجر الجميع إلى المواجهات الحتمية، وارى أن تطبيق القرار الإسرائيلي سوف يعجل باشعال انتفاضة ثالثة،وما يجري اليوم من تحويل الحوض المقدس إلى ثكنة عسكرية هو مقدمة لقياس مدى إمكانية تنفيذ التقسيمات المكانية والزمانية .ويبقى السؤال..هل تشتعل انتفاضة الحجارة مجددا وتوقف اطماع الصهاينة في المقدسات الإسلامية؟! عن “الدستور الاردنية”