الموقف الفلسطيني الموحد الذي تجلى في الدفاع عن القدس وحماية المسجد الاقصى المبارك هو خطوة في الاتجاه الصحيح وتأكيد فلسطيني بان لا تنازل عن الحقوق التاريخية والدينية والثوابت الفلسطينية وفي مقدمتها قضية القدس والمسجد الاقصى وهنا لا بد من توحيد كل الجهود الوطنية من اجل إنهاء الانقسام المدمر وطي الصفحة السوداء في تاريخ النضال والكفاح الوطني والالتفاف حول القدس والأقصى لمواجهة كل اشكال العدوان المتواصل على أرض فلسطين وخاصة في ظل تشكيلة حكومة التحالف العنصري الاسرائيلي التي اعلنت الحرب على الشعب الفلسطيني وتواصل حربها للنيل من الحقوق التاريخية والثوابت الوطنية لإجهاض قيام الدولة الفلسطينية.
الهدف الحقيقي من القرار الاسرائيلي السماح للمستوطنين الصلاة الصامتة في باحات المسجد الاقصى هو التمهيد للتقسيم الزماني والمكاني للحرم القدسي الشريف كما حصل في الحرم الابراهيمي وذلك استمرارا لسياسات التهويد التي تتبعها سلطات الاحتلال بحق المقدسات المسيحية والإسلامية ومعها المعالم الأثرية والتاريخية في عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة بهدف طمس كل معالم الوجود الفلسطيني على أرض فلسطين التاريخية وفي المقدمة منها مدينة القدس.
الثقة كبيرة وعالية في الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية والأمة العربية والإسلامية بتجاوز الاحتلال الغاصب الذي يستهدف النيل من القدس والمسجد الاقصى وأن التحولات التي تشهدها القضية الفلسطينية وتلك المشاريع الوهمية التي تطرحها حكومة الاحتلال لا يمكن ان تنال من عدالة القضية الفلسطينية وان الشعب العربي الفلسطيني مصر على المضي قدما في طريق الانتصار حتى انهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
مخططات الاحتلال وسياسته العدوانية لا يمكن ان تمر على الشعب الفلسطيني وطريق الاحتلال وخيارته اصبحت محدودة وكل مؤامراته مكشوفة ولا يمكن ان تنال من قوة وإصرار شعب فلسطين المتمرس امام حقوقه وثوابته الوطنية ومتصديا لكل المشاريع الوهمية التي يسعى الاحتلال الي تمريرها وإمام التحديات الراهنة بات يتعامل الكل الوطني الفلسطيني بوطنية ومسؤولية من اجل اتمام المصلحة الوطنية وإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية وحتى تستقيم الامور وتكتسب المؤسسات الوطنية الجامعة المصداقية فلا بد من تطبيق الوحدة والالتفاف حول الثوابت الوطنية والعمل على المستوي العربي ومع مختلف الاحزاب الدولية المؤيدة للحقوق الفلسطينية والمناهضة للاحتلال لوضعها امام مسؤولياتها الانسانية خاصة فيما يتعلق بقضية القدس والمسجد الاقصى وبلورة وتعزيز كافة الامكانيات لدعم الشراكة الوطنية وبما يعيد الاعتبار لدورها وبرنامجها الكفاحي.
الشعب الفلسطيني سيستمر بكل قطاعاته وفصائله وقواه الوطني والإسلامية وسوف يقاوم بكل الوسائل الممكنة فكل الخيارات مفتوحة كما انطلقت انتفاضة الاقصى عام 2000 خلال التصدي للمستوطنين وعلى رئسهم شارون حين اقتحم المسجد الأقصى ولا بد من دعوة المجتمع الدولي الي رفضهم لقرارات حكومة الاحتلال ومطالبتها بإعلان تراجعها الواضح عن تلك القرارات فهي من يتحمل مسؤولية هذه الممارسات الخطيرة والتوقف عن سياستها التي تزعم بأن أداء اليهود هذه الصلوات الصامتة لا يشكل عملا عدائيا ومحاولة حكومة الاحتلال خداع وتضليل الرأي العام الدولي هي محاولات مكشوفة وهروب من ردود الفعل الدولية والعربية المنددة بسلوك وممارسات الاحتلال.
وفي ضوء ذلك من المهم الخروج في استراتيجية فلسطينية لمواجهة تداعيات المشروع الاسرائيلي التصفوي الذي يهدف الي تهويد القدس وتوسيع الاستيطان في عمق الضفة الغربية تمهيدا لضمها ووضع حد لتلك المخططات العنصرية مع اهمية التنسيق العربي لفضح جرائم الاحتلال على المستوي الدولي.