صدى نيوز - تعتبر وجبة المكدوس الشهية من الوجبات الشائعة جدا في بلاد الشام والعالم العربي، لكنها بدأت أيضا تطرق أبواب العالمية، حيث يعتبرها الكثيرون في روسيا من الأطباق الشهية جدا، التي نالت إعجاب الذواقة بسبب الخلطة السحرية الفريدة التي تخفيها حبة الباذنجان الواحدة في زيتها الأحمر الشهي.

تشير أغلب المصادر إلى أن المكدوس من الأطباق المبتكرة في بلاد الشام منذ القدم، وتبدأ عمليات تحضير المكدوس لدى العائلات، وهو طقس يشارك فيه أغلب أفراد الأسرة، في موسم خاص يبدأ مع نهاية شهر أيلول/سبتمبر من كل عام، ويستمر لأكثر من شهرين حتى أواخر أكتوبر / تشرين الأول، بالتزامن مع موسم الباذنجان الأفضل لتحضيره، حيث يعتبر الباذنجان الحمصي أو الحموي هو الأفضل بسبب ميزات السلق وتماسكه أثناء الحفظ، بالإضافة إلى حجمه ولونه المميز.

يدخل في خلطة تحضير المكدوس عدد من العناصر على رأسها الباذنجان، الذي يمثل الغلاف الخارجي لحبة المكدوس، الذي يغلى ويعصر مع الملح، بينما تتألف الخلطة الداخلية التي يتم حشي الباذنجان بها من مجموعة مميزة من العناصر على رأسها الفليفلة (الحارة أو العادية حسب الرغبة) والجوز (بالإضافة إلى أنواع مختلفة من المكسرات حسب الرغبة)، والثوم وبعض الإضافات الأخرى، التي تشكل في مجمعها حشوة الباذنجان.

وبعد تجميع الباذنجان المحشي يتم وضعه في علب زجاجية ويغمر بزيت الزيتون، المنتشر بوفرة في مناطق بلاد الشام، وتحفظ لتشكل في نتيجتها خلطة فريدة جدا تقدم في وجبات الإفطار والعشاء كإضافة "فاخرة" على السفرة العربية.
فوائد المكدوس قد لا يتوقعها البعض لكن الخلطة السحرية أتت ثمارها

قام فريق تحرير وكالة "سبوتنيك" بتتبع بعض المصادر العلمية للفوائد التي تقدمها المواد الأساسية التي تدخل في تحضير المكدوس، والتي على ما يبدو تقدم الكثير من الفوائد الغذائية في حال تناوله باعتدال، وهو الأمر الذي يمكن ربطه بالسعادة التي يشعر بها الجميع تقريبا عند تناول المكدوس الشهي.

1- المكدوس "كنز البوتاسيوم"... ومضاد أكسدة متخصص في حماية الخلايا يقدمه الباذنجان
تشير أغلب المصادر إلى أن الباذنجان قد لا يكون من أفضل الخضراوات المغذية، لكنه يعتبر من أفضلها بالنسبة لكمية البوتاسيوم والألياف التي يمنحها للإنسان، والأهم من ذلك، الباذنجان منخفض السعرات الحرارية، أي لا يسبب السمنة.

وبحسب موقع "webmd" الطبي،  يحتوي الباذنجان على مضادات الأكسدة على رأسها فيتامين أ وفيتامين سي التي تساعد على حماية خلايا الإنسان من التلف.

ويحتوي أيضا على نسبة عالية من المواد الكيميائية النباتية الطبيعية يطلق عليها اسم "البوليفينول، والتي قد تساعد الخلايا على القيام بعمل أفضل في معالجة السكر في حال الإصابة بداء السكري.

2- المكدوس الداعم الأول للمناعة بسبب الفليفلة الحمراء
تعتبر الفليفلة من أهم المصادر لفيتامين أ وفيتامين سي، حيث يوفر ما يقدر بنصف كوب فقط من الفليفلة الحمراء نسبة 47% من حاجة الإنسان اليومية الموصى به من فيتامين أ و 159% من "فيتامين سي"، أي أن حبة مكدوس واحدة أو حبيتين قد توفر هذه الكمية.

كما تحتوي الفليفلة، بحسب موقع "webmd" على كمية كبيرة من "فيتامين ج" وهو أحد مضادات الأكسدة القوية التي تحارب تلف الخلايا أيضا، وتعزز استجابة الجهاز المناعي للميكروبات، ولها تأثير مضاد للالتهابات، الأمر الذي يجعل الفليفلة داعمة للمناعة بشكل كبير.

3- المكدوس... حارق للدهون بسبب "ثنائي هيدروكابسياتي" الفليفلة
تشير الدراسات، منها دراسة منشورة في مجلة "Nutrition Research" العلمية، إلى أن المركب الموجود في الفلفل الأخضر أو الأحمر يرفع معدل الأيض أثناء الراحة ويزيد من حرق الدهون، حيث أثبتت النتائج مخبريا على عدد من القوارض.

وتحتوي الفليفلة الحارة على مركب ثنائي هيدروكابسياتي وهي مادة شبيهة بالكابسيسين وتشتهر بخصائصها المولدة للحرارة والحارقة للدهون، كما أن الفليفلة تقلل من الرغبة في تناول الطعام بسبب منح الشعور بالشبع.  

4- المكدوس... يحارب الاكتئاب بحقنة عناصر تقدمها الفليفلة
أكد الباحثون، من خلال مراجعة الأدبيات العلمية، أن الأطعمة التي تحتوي على أعلى كميات من العناصر الغذائية التالية تعزز الحالة المزاجية: حمض الفوليك، والحديد، وأحماض أوميغا 3 الدهنية طويلة السلسلة (EPA وDHA) ، والمغنيسيوم والبوتاسيوم والسيلينيوم والثيامين، وفيتامين أ وفيتامين ب 6 وفيتامين ب 12 وفيتامين ج والزنك.

وبحسب تقرير نشر في المجلة العالمية للطب النفسي عام 2018، فإن الفليفلة الحمراء كانت على رأس القائمة التي توفر هذه العناصر التي تحارب الاكتئاب، بالإضافة إلى الخضراوات الورقية.

5- المكدوس... رقم 1 في محاربة الالتهاب بسبب الجوز
سلط المقال المنشور في مجلة "Eat This, Not That" الأمريكية تحت عنوان (المكسرات رقم 1 لمحاربة الالتهاب)، الضوء على أحد المكسرات الشائعة جدا، حيث أكد الخبراء أنها تلعب دورا رئيسا في محاربة الالتهاب.

ووجدت دراسة جديد منشورة في مجلة "sciencedirect" العلمية أن "تناول الجوز بشكل يومي يقلل من تركيزات العديد من المؤشرات الحيوية الالتهابية".

يميز الجوز عن باقي المكسرات المشهورة أنه يحتوي على أعلى نسبة من مركب  ALA (حمض ألفا لينولينيك)، وهو من أصناف أحماض "أوميغا 3" الدهنية، ولهذا المركب "تأثيرات قوية جدا مضادة للالتهابات" اثبتتها الدراسات.

6- المكدوس... معدل لضغط الدم ومحارب لأمراض القلب بسبب الثوم
أكدت العديد من الدراسات، بحسب المقال المنشور في مجلة "healthgrades" الطبية، أن الثوم يتمتع بفوائد مضادة للالتهابات ويساعد على تسهيل تدفق الدم عبر الجسم. وجدت العديد من الدراسات أن ضغط الدم انخفض بنسبة 10% عندما تناول المشاركون مكملات الثوم، بنسبة 4 فصوص تقريبا وهو ما تحتويه حبة أو حبيتين من المكدوس.

ويعتبر الثوم مادة طبيعية في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب لأنه يخفض نسبة الكوليسترول وضغط الدم. كما أنه مفيد أيضًا في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب عن طريق إرخاء الأوعية الدموية المتيبسة ومنع تراكم الصفائح الدموية. حيث يزيد الثوم من إنتاج أكسيد النيتريك الذي يحافظ على استرخاء الأوعية الدموية.

7- المكدوس... داعم الذاكرة بسبب خلطة الثوم والجوز

أشارت العديد من الدراسات إلى أن الضرر الناجم عن الجذور الحرة يساهم في الشيخوخة وتراجع الذاكرة، لكن الثوم والجوز يحتويان على أحد مضادات الأكسدة القوية للمساعدة في محاربة هذه المشكلة، وهو مركب (S-allyl cysteine)، حيث يعتبر مضاد الأكسدة هذا واعدًا في الحماية من تلف الدماغ والحفاظ على أداء عقلك بشكل أفضل مع تقدمك في العمر.

8- المكدوس... "الذهب الأحمر" بسبب زيت الزيتون محارب الكولسترول الضار

وجدت دراسة جديدة أجرتها الجامعة الوطنية في أثنا "كابوديستريان"، بالتعاون مع المستشفى العسكري للمدينة، أن زيتون كالاماتا والزيتون بشكل عام يساعد في تقليل الكوليسترول السيئ وتحسين الصحة العامة للأشخاص الذين يدرجونه في وجباتهم الغذائية.

ونوه الباحثون إلى أن الاستهلاك اليومي لعدد من حبات زيتون أو زيت الزيتون "يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مع تحسين صورة (شكل) الدهون لدى الشخص".