من المقرر ان تجري خلال أيام انتخابات المجالس المحلية، وهذه خطوة ايجابية هامة، يجب ان يشارك الجميع فيها، لأن هذه المجالس قادرة على تطوير الحياة المعيشية والاقتصادية والتنظيمية في كل الأنحاء، خاصة اذا تلقت الدعم المادي والتأييد الكامل من السلطة الوطنية حتى ولو كانت تعارض سياسيا وتنتقد الممارسات الرسمية.

ولقد كتب كثيرون، وانا واحد منهم، حول وجوب اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية لكي يقول الشعب كلمته ويختار من يمثله في هذه المرحلة الحرجة جدا والخطيرة التي نواجهها، ولا سيما مع اتساع الهوة بين القيادة والناس حاليا والشعور العام بأن هذه القيادات لا تقوم بما هو مطلوب وتبدو غير قادرة على فعل اي شيء سوى تكرار التصريحات والندوات والمطالبات من العالم لكي يقف إلى جانبنا.

وللحقيقة فإن العالم يقف معنا لفظيا ويستنكر الممارسات الاحتلالية سواء ضد الناس او الارض، ولكن هذه المواقف لا تغير من الواقع شيئا، ولا سيما ونحن نرى التطبيع العربي مع اسرائيل يزداد من الخليج العربي حتى المغرب، ويتم توقيع اتفاقات تجارية وسياسية واقتصادية بين الجانبين، حيث تم من بينها الاتفاقية العسكرية والأمنية بين المغرب ودولة الاحتلال، وسبق ذلك اتفاقات بين دول خليجية وإسرائيل أيضا.

الاتحاد الاوروبي مثلا، يقول إن هدم منازل الفلسطينيين وتهجيرهم يقوض آفاق السلام، ولكن ماذا نستفيد من هذا الكلام وهل توقفت عمليات الهدم والتهجير ام انها مستمرة وتتسع لأن المطلوب اجراءات فعلية، كما فعلت بلجيكا بشكل بسيط ولكنه ايجابي حين أمرت بوضع اشارات على منتجات المستوطنات في أسواقها.

والمطلوب الأصحّ هو وقف استيراد هذه المنتجات اساسا ومنع دخولها بلجيكا وغيرها من الدول، ولو فعلو امواقف كهذه لكانت اسرائيل راجعت بعض اجراءاتها على الأقل، حتى لا تظل التصريحات مجرد حبر على ورق.


أعود للتأكيد ان الانتخابات الرئاسية والتشريعية هي الخطوة الضرورية والواجبة في هذه المرحلة السياسية الحاسمة، فهل من يسمع ويستجيب، ويتوقف اصحاب التصريحات عن تكرار أقوالهم الجوفاء التي لا يستمع اليها أحد، ام اننا سنظل ندور في هذه الحلقة المفرغة من الكلمات التي ماتت ولم يمت أصحابها؟!

الوظيفة والتربية
قبل التعليم !!

شعبنا الفلسطيني يمتاز حقيقة وأكثر من اية دولة عربية اخرى، في سجله التعليمي، حيث تكاد الأمية تختفي كليا وخريجو الجامعات كثيرون للغاية ولكن القضية أبعد من ذلك.

ان التربية تجيء أولا وقبل التعليم الاكاديمي، ومكافحة البطالة لها اولوية ايضا، لأن كثرة الجامعيين مثلا، لا تعني شيئا مع البطالة وتصبح الشهادة مجرد لوحة معلقة على جدران المنازل وصاحبها يبحث عن عمل ولا يجده.

اننا نلاحظ تجاوزات اخلاقية وجرائم قتل كثيرة ولأسباب تافهة في معظم الحالات ولا يحركها سوى العقلية الفردية للسيطرة وغياب التربية الحقيقية.

ولقد اجتمع وزراء التربية والتعليم العرب واستضافتهم فلسطين وحين اختتموا اجتماعاتهم قرروا وأوصوا بدعم التعليم في فلسطين.. وهذا كلام يبدو ايجابيا ولكنه يظل بلا أية أهمية أو قيمة فعلية لان الدعم النظري هذا سمعناه كثيرا وفي مجالات كثيرة مختلفة بدون اية نتائج.!

ودعم التعليم يكون ايضا بدعم الاقتصاد وتمكين الجهات المعنية من توفير الوظائف اللازمة والكافية لمحاربة البطالة وحالات التفكير بالاحباط او الهجرة بحثا عن عمل مهما كانت الظروف ولا سيما ونحن نرى آلاف الشباب العرب ومنهم فلسطينيون بالطبع، يهاجرون ويبحثون عن وسائل خطيرة توصلهم الى بلدان أخرى لعل الأمور تكون افضل، ويموت العشرات منهم غرقا في البحار او قتلا على الحدود المختلفة.