سلطات الاحتلالِ الإسرائيلي توغل في سياستها الاستعمارية والعنصرية، وتشن عدوانا ممنهجا لتغيير الوضع التاريخي لمدينة القدس عاصمتنا الأبدية وطمسِ هويتها وطابعها العربي والإسلامي وطرد سكانها والاستيلاء على منازلهم في الشيخ جراح، وسلوان وغيرِها، وكذلك منع المصلين والمؤمنين من الوصول للأماكنِ المقدسة في الأقصى والحرمِ الإبراهيمي وكنيسة القيامة في تحدي واضح لكل القرارات الدولية .

كما يستمر هذا الاحتلال الغاشم في سياساته الاستيطانية لخنق ما تبقى من فرص لتجسيد استقلال دولتنا الفلسطينية وتكريس سياسة الفصل العنصري، الابرتهايد، فضلا عن الحصار الجائر على قطاع غزة، وإقامة صلوات غير مشروعة في المسجد الأقصى المبارك في تحد سافر لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي التي يلتزم بمها الشعب الفلسطيني في إطار تحقيق السلام العادل والشامل وإنهاء الاحتلال عن أرض دولة فلسطين .

حان الوقت أن يغير المجتمع الدولي طريقةَ تعامله مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بأن ينتقل من بيانات الاستنكار والشجب للانتهاكات الإسرائيلية بحق شعب الفلسطيني وأراضيه المغتصبة إلى خطوات ملموسة تضع حد لهذا الاحتلال واستمراره وخصوصا في ظل هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها القضية الوطنية كونها الاصعب في التاريخ النضالي والكفاحي الفلسطيني .

ليس من المعقول أو المقبول أن يبقى الاحتلال جاثما على صدورنا إلى الأبد ومتسمر في تنفيذ مخططاته الاستعمارية الاستيطانية في فلسطين كما أنه ليس من المعقول أن نبقي على الالتزام باتفاقات لا تلتزم بها حكومة الاحتلال بل تمارس السيطرة والتهويد والقتل والإبادة للشعب الفلسطيني وتعمل على تنفيذ مشاريع الضم للضفة الغربية والسيطرة على المقدسات الفلسطينية وخصوصا المسجد الاقصى المبارك .

في هذه الظروف الدقيقة والمهمة لا بد من التمسك بوحدة الشعب الفلسطيني والدعوة لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية تنهى حقبة الانقسام المرير وتضع حد لما تمر به الساحة الفلسطينية من تداعيات خطيرة نتيجة هذا الانقسام وتعمل على توحيد المؤسسات الفلسطينية وتلتزم جميع القوى المشاركةُ فيها بالشرعية الدولية التي اعترفت بها منظمةُ التحريرِ الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والحفاظ على القرار الوطني المستقل .

بات من المهم ان ندرك حقيقة ما يجري حولنا وأهمية العمل على انهاء الانقسام القائم وإبعاد قطاع غزة عن اي تجاذبات اقليمية قائمة ووضع حد لكل من يراهن على بعض المواقف الدولية التي تتساوق مع الاحتلال ومشاريعه الاستعمارية او النيل من القرار الوطني الفلسطيني المستقل كونها تشكل اكبر مؤامرة ستنتهي بالفشل بكل تأكيد ولا بد من احباطها والتصدي لها وأنه لا يمكن لأي مؤامرات دولية النيل من شعبنا وإرادته الصلبة والتي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وإنقاذ الاحتلال من ورطته ومن فشله في تحقيق أي هدف من أهدافه من خلال عدوانه وحربه التي يمارسها بحق الانسان الفلسطيني الصامد والذي يزداد اصرارا على نيل حقوقه التاريخية وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة مهما بلغت الصعاب والتحديات وتفاقمت المؤامرات التي تستهدف النيل من الوحدة الوطنية الفلسطينية .

لا بد من الاستمرار بالمسيرة الكفاحية الوطنية ووضع حد لكل مظاهر الانقسام والتفسخ الفلسطيني والعودة الي الالتفاف حول المشروع الوطني الفلسطيني والاستمرار على درب جميع الشهداء والأسرى والجرحى والمضى قدما في طريق الوحدة والتصدي لكل الصعاب التي تواجه قضيتنا العادلة والاستمرار في النضال حتى انهاء الاحتلال وتحقيق الحريةَ والاستقلالَ في دولتنا الفلسطينية ذات السيادة على ترابنا الوطني .