في هذا الزمن الرديء – الذي يمارس فيه المستوطنون بل المستعمرون تصعيد عدوانهم القذر والمتواصل على شعبنا بحماية قوات دولة الاحتلال التي تجد الدعم الكامل من الادارة الامريكية التي تتيح لها عدم الالتزام بقواعد القانون الدولي – وقرارات مجلس الامن والشرعية الدولية بل وتطلب الادارة الامريكية من عملائها في بعض الانظمة العربية تعظيم دور دولة الاحتلال واعتبارها عضواً طبيعياً في المنطقة بالتطبيع والتعاون مع المحتل في مختلف المجالات، خروجاً عن قرارات القمم العربية تجاه فلسطين- وخذلان شعبنا العربي الثائر من المحيط الى الخليج الذي يواجه اوضاعاً استثنائية صعبة وقاسية وغير مسبوقة. جاءت احتفالات حركة فتح بعيد انطلاقتها السابعة والخمسين التي فجّرتها قوات العاصفة الجناح العسكري لحركة فتح في الفاتح من يناير 1965 – بعد سبع سنوات من النشأة والتكوين والمسح والاستطلاع لخيرة ابناء شعب فلسطين وجغرافيتها التي ستصبح العنوان الاول بفعل الفكرة الملهمة التي اعتمدتها فتح بانتهاج اقصر الطرق للوصول الى تحرير فلسطين بالكفاح المسلح، وحرب الشعب طويلة الامد اداة للتحرير والعودة وحق تقرير المصير لشعبنا على ارض وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس... نعم كانت هذه الانطلاقة ايذاناً بفجر جديد لشعبنا الفلسطيني ويصبح يوم 1/1 من كل عام عيداً وطنياً للشعب الفلسطيني،، كانت رداً على ما ردده الصهاينة وجون فوستر دالس وزير خارجية امريكا آنذاك الكبار يموتون والصغار ينسون وسيسدل الستار على القضية الفلسطينية – وجاءت معركة الكرامة في 21 مارس اذار 68 التي قلبت فيها فتح قانون حرب العصابات وصمدت مع الجيش الاردني الباسل لتوجه صفعة الى موشى دايان الذي كان يردد انه قائد الجيش الذي لا يقهر وعندما فشل في المعركة واخذت بعض دباباته الى المدرج الروماني بعمان واعلن فشله لأنه وجد رجالاً من طراز جديد قد قرروا الموت فانتصروا بهتاف وحدنا الدم يا كرامة وحدنا الدم.
فكانت الكرامة ميلاداً جديداً لحركة فتح عززت الانطلاقة التي تحتفل بها اليوم.
حينما اعترف قائد الامة العربية آنذاك جمال عبد الناصر بأن فتح انبل ظاهرة وجدت لتبقى اضاف له القائد ابو عمار ولننتصر يا سيادة الرئيس – فقدمه الى بريجينيف قائد المعسكر الاشتراكي كفضاء جديد للثورة الفلسطينية – وتوالت عملية الصعود بوحدة القوى الفلسطينية في اطار منظمة التحرير الفلسطينية وتخليصها من التبعية والوصاية والاحتواء لتعلوا راياتها خفاقة برئاسة ياسر عرفات الذي تصدر المشهد وبإقرار كامل من كافة التيارات الفلسطينية وخيرة الخيرة من قيادات الرأي والثورة كما كان يردد حكيم الثورة جورج حبش نختلف معه (عرفات ) ولا نختلف عليه – وكان حادي المسيرة وقائدها ياسر عرفات يردد ليس فتحاوياً من ليس وحدوياً او يسعى لتحقيق الوحدة- نعم كانت هذه الروح الثورية التي شكلت قارب النجاة للوصول بنا الى هذه الاحتفالات الغير مسبوقة برفع هتافات عاشت الذكرى وثورة ثورة حتى النصر . وكأنها الرد العملي على الاتهامات والتشويهات والتآمر المخفي والمكشوف على حركة فتح ظناً من قصيري النظر ان فتح حركة ثورية ولكنها بلغت الشيخوخة وقابلة عبر الضغط عليها والتقليل من شأنها على مغادرة المشهد. وبالعكس تماماً احيا الماضي الجميل الروح المعنوية بمنتسبي هذه الحركة وانصارها مما يتطلب من مؤسساتها واطرها القيادية اعادة الحركة كأسم حركي لفلسطين وامتلاكها المبادرة الدائمة وتجسيد طموح الكادر وحلم الجماهير وذلك باتخاذ الاجراءات العملية التالية :
اولاً : رد الاعتبار لحركة فتح كحركة تاريخية لا تخضع للتجربة المتعثرة وتحقيق القيادة الجماعية في هذه الظروف الصعبة والاستثنائية وامتلاكها وحدة الفكر والانسجام في الاداء على قاعدة برنامج سياسي واضح – ونظام ملزم يسري على الجميع وخطة عمل تليق بحركة رائدة امامها تحديات خطيرة.
ثانياً : رد الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني باعتبار ان فتح عمودها الفقري ولا بد من اعادتها كمرجعية عليا بتفعيل مؤسساتها ودوائرها وتوفير كل مرتكزات قوتها لتأكيد حضورها الفاعل والمؤثر الشرط للنهوض القادم.
ثالثاً : حماية القدس والتي بلغت سياسة الأسرلة والتهويد لمؤسساتها ولمقدساتها والتطهير العرقي لبعض اجزاء منها، وما يحدق بأخطار حقيقية عام 2022 على اقدس مكان على الكرة الارضية مسرى سيدنا محمد ( المسجد الاقصى ) كما على المقدسات الاسلامية والمسيحية وذلك باستراتيجية تأخذ بعين الاعتبار رفع مستوى التحدي للاحتلال والتأكيد على قانون انها العاصمة للدولة الفلسطينية وان واجب تحريرها فرض عين على كل عربي مسلم ومسيحي وطرق ابواب العالم لتنفيذ قرارات الامم المتحدة والشرعية الدولية بشأنها.
رابعاً: رفع منسوب المقاومة الشعبية لمواجهة قوات الاحتلال، وسحب زمام المبادرة من قطعان المستوطنين ومنظماتهم الارهابية واتخاذ قرار حاسم بطردهم وفق استراتيجية لا تخضع لأي مرونة قد تلجأ لها دولة الاحتلال فالاستيطان عدو السلام ونجن بحاجة الى سلام حقيقي لا مكان فيه للمستوطنين الاستعماريين فقد ولى عهد الاستعمار.
خامساً: بذل كل الجهود الى ترتيب البيت الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية التي هي شرط الانتصار وعدم تحقيقها كسر للعظم وتدمير لاهم مرتكزات القوة الفلسطينية ولا يجوز ان تكون مأساتنا من صنع ايدينا فنحن رواد الوحدة وعلينا تحقيقها اما بالحوار والمشاركة الجدية او بأعمال ابداعية بطولية قادرة على قيادة ادارة الصراع ليلتحق بنا الاخرين كما تقول التجارب.
سادساً: اعطاء غزة اولوية لاستعادتها ورفع الظلم نتيجة التنكيل والحصار على اهلها فكما لا نرى فلسطين دون القدس.. لا نرى ثورة بدون غزة.