صدى نيوز - وصفت المنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد" واقع حال شريحة كبار السن الفلسطينيين في لبنان بـ "الفئة الأكثر ضعفاً وتحتاج إلى مساعدة ورعاية خاصّة" بسبب غياب مؤسسات خاصة لرعايتهم، وتأثرهم بشكل كبير بالأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بلبنان وأصابت اللاجئين الفلسطينيين بشكل عام، وزادت أوضاع كبار السنّ "هشاشة وتهميش".

وأوضحت "شاهد" في تقرير لها، أنّ شريحة كبار السنّ ( 50 سنة وما فوق) التي تبلغ نسبتها 6.6 % من اللاجئين الفلسطينيين بحسب التعداد السكاني الذي أجري عام 2017 الذين بلغون 174 الف لاجئ، هي من الشرائح الأكثر تأثراً سواء بأزمة وباء " كورونا" أم في أزمة تأمين الأدوية وهي أزمة تعصف بلبنان جرّاء الانهيار الاقتصادي.

وبيّنت المنظمة، أنّ العامين 2020 و 2021 كانا الأشد قسوة على المسنين الفلسطينيين في لبنان، ومن أبرز التحديات في هذا الخصوص أزمة "كورونا" حيث "باتت هذه الفئة من الشعب الفلسطيني في مواجهة مباشرة مع فايرس كورونا وآثاره." وتعرّضت لمصاعب كثيرة، منها "صعوبة الوصول إلى المراكز الصحيّة، هذا ان فتحت هذه المراكز أبوابها وتوفرت لها الأدوية اللازمة، أو كان لدى هذه الفئة الامكانية المالية لشرائها أساساً." بحسب التقرير.

إضافة إلى ذلك، عجز كبار السنّ عن توفير الأدوية، بفعل أزمة شحّ الدواء وارتفاع أسعاره أضعافاً مضاعفة، حيث يعجز بعضهم عن شراء الدواء فيختار الأدوية الأقل تكلفة.

وأوضح التقرير، أنّه في الماضي "كانت 300 ألف ليرة لبنانية تكفي لشراء 12 نوع من الدواء تقريباً، بعضها قد يدوم لأكثر من شهر مثل الفيتامين د. والحديد، أما اليوم فتبلغ تكلفة هذه الأدوية أضعافاً عما كانت به من قبل، حيث أصبح المسن يحتاج الى ما يُقارب مليون وستمائة ألف ألف ليرة لبنانية شهرياً (1600000ل.ل). هذه التكلفة مرشحة للارتفاع يومياً."

وخلصت " شاهد" إلى جملة من الخلاصات لخّصت فيها واقع المسنين الفلسطينيين في لبنان، وأهمها :"انعكاسات أزمة لبنان الاقتصادية والاجتماعية بشكل مباشر على فئة المسنين لجهة توفير الأدوية والكهرباء والماء وغيرها من الاحتياجات الأساسية، وتأثرهم بأزمة وباء كورونا"، وغياب برامج مختصّة مختصة بالمسنين الفلسطينيين في لبنان من قبل "أونروا" وعملها أحياناً على تحويل البعض منهم إلى مراكز صحيّة خاصة بالعجزة وخصوصاً منليس لديهم أبناء أو معيل او الذين يعانون من أمراض نفسية وعصبية."

إضافة إلى عدم وجود اهتمام مباشر من قبل منظمة التحرير الفلسطينية بفئة المسنين، وعدم ارتقاء بعض المساعدات التي تقدمها منظمات المجتمع المدني للمستوى المطلوب.

وعليه، طالبت " شاهد" وكالة "أونروا" بالاهتمام المباشر بفئة المسنيين الفلسطينيين والعمل على توفير الرعاية الصحية لهم بما فيها توفير الأدوية الأساسية وتقديم مساعدات مالية شهرية.

كما طالبت الدولة اللبنانية، (الوزارات المعنية)، بشمول المسنين الفلسطينيين بالرعاية اللازمةـ إلى جانب المنظمات الدولية العاملة في لبنان، والتي طالبتها كذلك بتقديم مساعدات عاجلة ومستدامة إلى اللاجئين الفلسيطنيين بمن فيهم فئة كبار السن، والتنسيق مع مؤسسة "أونروا" ومؤسسات المجتمع المدني بهذا الخصوص، إضافة إلى الفعاليات السياسية والمجتمعية الفلسطينية المطالب منها إقامة برامج رعائية خاصة لفئة كبار السن.