رحم الله النقيب محمد ياسين موسى الخضيرات الذي استشهد  فجر يوم امس على إحدى الواجهات الحدودية الشمالية الشرقية عندما أطلقت مجموعة من المهربين النار على قوات حرس الحدود، فتم الرد بالمثل وتطبيق قواعد الاشتباك مما دفع المهربين إلى الفرار داخل العمق السوري تاركين كميات كبيرة من المواد المخدرة حاولوا ادخالها الى المملكة واثمرت شجاعة الشهيد عن منع دخول المادة القاتلة الى المملكة.
  اليوم قتل الجيش احد المهربين من مجموعة حاولت اجتياز الحدود بطريقة غير مشروعة مؤكداً أن المجموعة ترتبط بالمجموعة التي قامت بعملية يوم أمس، والتي أسفرت عن استشهاد النقيب الخضيرات.
الحقيقة المؤكدة التي لا يمكن انكارها او التخفيف من شأنها بأي وصف آخر هي ان الحدود الشمالية تحولت الى ساحة لحرب المخدرات بسبب سوء الاوضاع الامنية في الداخل السوري وأدت الى هذا الارتفاع الصادم بكميات الانتاج والى الحقائق المتراكمة لانتشار التعاطي والادمان في المجتمعات المجاورة بل وفي كثير من مجتمعات العالم.  
الشهادة اصلا من اصول الجندية وراسخة في الفكر والوجدان، والقوات المسلحةالاردنية وضعت كل امكاناتها وقدراتها ومواردها للحفاظ على حدودنا آمنة، وملاحقة كل من ينوي العبث بمقدرات الوطن والمساس بأمنه، وطوعت استراتيجياتها بما يضمن منع عمليات التسلل والتهريب وبالقوة. ما يعني امكانية الاستشهاد عند مواجهة عصابات التهريب المسلحة التي لا تتواني بقتل من يعترض طريقها،واستشهاد النقيب الخضيرات يعتبر حدثا وطنيا يتخضم به الفخر والاعتزاز بقواتنا المسلحة الباسلة ولن يزيد زملائة الا عزما وقوة ويضاعف الروح المعنوية العالية في التصميم والاقدام على قطع دابر المجرمين. 
عمليات مراقبة الحدود تخضع لحسابات عسكرية وامنية صعبة وموزونه بميزان التضحية والفداء وذات معنى دفاعي مجرد ، والكمائن جزء من  منظومة متماسكة ديدنها الانتماء، والولاء والاستعداد للتضحية وهي عند البواسل عادة وطبع وسجيه. 
القوات المسلحة تتعامل بشفافية مع موضوع التهريب عبر الحدود وتعرف مسؤليتها تعريفا امنيا ومرسومة رسما واضحا واعلنت في وقت سابق عن نشر فرق منتخبة للتدخل السريع والعمليات الخاصة، وسرايا من لواء الملك حسين بن علي المزودة بكافة الأسلحة والمهام والآليات والمعدات اللازمة، مسندة بطائرات سلاح الجو الملكي، لتكون جاهزة على مدار الساعة للتعامل مع كافة أشكال التهديد المحتملة.
رحم الله الشهيد وألهم ذويه الصبر والسلوان وامنيات الشفاء لزملائة الثلاثة المصابين في الاعتداء الجبان.