أوكرانيا هي اختبار جاد الآن ، وهذا يترك الدول التي تعتمد على أمريكا لحمايتها أن تفكر مراراً ، كإسرائيل ، تايوان ودول التطبيع باتفاقيات ابراهام  . فلا أحد يتحمل أن يكون عالقًا في ماضي احادية القطب اذا اراد لمصالحه أن تتقدم ، فالعالم يتغير دومأً .

 تلك المتغيرات الجارية ستنعكس في حالتنا على مكانة ومصالح دولة الاحتلال التي تعيش أزمة جديدة اليوم،  وأعتقد أن روسيا سوف تتحرر من الاحراج بعلاقتها معها وهذا ما سيؤدي إلى تغير بالعلاقات بينهما وإلى تغير واقع الشرق الاوسط التي حاولت الولايات المتحدة ان تجعله جديدا في ظل هيمنتها المتهاوية الآن ، برسم معالمه بتفوق إسرائيل منذ اهداف نظريات كونداليزا رايس وشمعون بيرس وغيرهم من خلال الفوضى المنظمة وما سمي بالربيع العربي جزافا .
 تحالفات اقليمية وعلاقات سياسية جديدة ستنشاء الان مع اهمية صمود شعبنا وعدم قدرة أوروبا على التكيف مع الواقع الجديد خاصة لحاجاتها للغاز والغذاء في ظل وجود خلافات بين دولها  ، وفي تقويض الدور التركي بشمال سوريا وتعزيز الدور الروسي فيها وتأثير قرب توقيع الاتفاق النووي الذي لا تريده حكومة الاحتلال، سيشكلان عوامل حاضرة في هذه المعادلات الجديدة الذي يحاول بايدن من خلال توقيعه الوصول له ليكون انجازا بعد فشل سياسات أمريكيا بمناطق عدة من جهة ، ومن جهة اخرى تحاول إيران من خلال المفاوضات الجارية وبمساندة مواقف روسيا والصين استغلال هذا الواقع الأمريكي والاستفادة من المتغيرات الجديدة الجارية الان من مخاض التحول بالنظام العالمي نحو تعددية الاقطاب بما يحقق مصالحها ، اَمل أن ينعكس ذلك علينا ايجابا بعد معاناتنا الطويلة من احادبة القطب الأمريكي ونفاق السياسات ،  بما سيُقرب شعبنا من الوصول إلى حريته واستقلاله الوطني . 
جدير ان اشير هنا،  أنه وعبر التاريخ كان دائما للشرق الدور الابرز والأهم في الحضارات الإنسانية ، وأن حضارة الغرب قامت على أساس عقلية الاستعمار الامبريالي والتطهير عبر التاريخ منذ الفايكنج وحروب الافرنجة وما تبع ذلك من جرائم استعمار حديث بالامريكيتين وأفريقيا والشرق الأوسط والهند الصينية .