إلى المرأة، كل إمرأة في عيدها، نعتز ونتذكر: الأم، الزوجة، الأخت، الإبنة، الحبيبة، الصديقة، الرفيقة، شريكة الحياة، المناضلة معاً وسوياً نحو الغد الأفضل، لهن ولعائلاتهن، ولبلدنا، وشعبنا، وأمتنا، وللإنسانية جمعاء.
في يوم المرأة العالمي، نتعاطف مع أمهاتنا من سوريا والعراق وليبيا واليمن، ولكل امرأة عربية تعصف القسوة ببلدها وبيتها وعائلتها، لعل الصمود والعمل والتكاتف يوفر لهن الحد الأدنى من حق الحياة.
في فلسطين 32 امرأة معتقلات لدى سجون المستعمرة، بينهن الطفلة نفوذ حماد من القدس لا تتجاوز 15 عاماً، فماذا نقول للذين يتباكون على هدر حقوق الإنسان في أوكرانيا، وهم محقون في تعاطفهم وتضامنهم وتخفيف الأعباء المتراكمة التي سببها رئيسهم وعناده في الانحياز للبرنامج الأميركي الإسرائيلي الأوروبي، الذي يهدف إلى محاصرة روسيا والمس بأمنها، وها هي كتيبة من قوات جولاني الإسرائيلية انتقلت إلى أوكرانيا للمشاركة في القتال وتأزيم الوضع الميداني والسياسي، فالهدف تمزيق القدرة الروسية واستنزافها، والحيلولة دون إلغاء تداعيات الحرب الباردة، ومواصلة الهيمنة للقطب الواحد: الأميركي الإسرائيلي الأوروبي.
في يوم المرأة العالمي، هل من صوت يتضامن مع المرأة الفلسطينية، يخفف عنها أثام الاحتلال وجرائم المستعمرة، وحرمانها من حق الأسرة المستقرة المتماسكة، بدلاً من الاقتحامات، والقتل لهن ولأولادهن، وأزواجهن، وأشقائهن، بل والاعتداء المباشر عليهن، فلم يسلمن من القتل غير الرحيم، وإعدامات في الشوارع للشباب والصبايا.
هل في يوم المرأة العالمي، احترام القدس ومكانتها السماوية، أولى القبلتين، ثاني الحرمين، ثالث المسجدين، مسرى سيدنا محمد ومعراجه، ولادة السيد المسيح وبشارته وقيامته، هل يدرك أهل أوروبا وأميركا أن فلسطين هي مولد السيد المسيح وأصله ومنبته وطفولته وأرض بشارته، مريم العذراء الفلسطينية النقية الطاهرة هي حاضنته، وحضنه الدافئ، فيقدموا الواجب لأهل فلسطين ما يستحقون من الفعل والدعم وفرض العقوبات على المستعمر والمستعمرة، بسبب احتلالها وجرائمها بحق بلد السيد المسيح وشعبه!!.
هل صدفة أن لدى سجون القهر الإسرائيلي 17 أسيرة بحقهن أحكام لفترات متفاوتة، أعلاها 16 عاماً، بحق الأسيرتين: 1-شروق دويات من القدس، 2-شاتيلا أبو عياد من مناطق الاحتلال الأولى عام 1948، هل هذا صدفة وحدة الشعب الفلسطيني، على كامل أرض فلسطين، وحدة نضالهم، وتضحياتهم، نساء ورجالاً، صبايا وشباب في خندق واحد في مواجهة المستعمرة وأدواتها وأجهزتها؟؟.
مساواة الفعل الكفاحي بين فلسطينيي أبناء الجليل والكرمل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، مع فلسطينيي أبناء الضفة والقدس والقطاع، هل هذا صدفة، أم تأكيد على وحدة الشعب في مواجهة العدو الواحد: المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي؟؟.
تقارير مجلس حقوق الإنسان، بيتسيلم الإسرائيلي، هيومن رايتس ووتش الأميركية، أمنيستي البريطانية، دلالة ملموسة على شرعية النضال الفلسطيني في مواجهة الابرتهايد الإسرائيلي، خطوات تراكمية من أجل حرية المرأة الفلسطينية نحو حرية شعبها واستقلاله وعودة المشردين منهم إلى وطنهم، الذي لا وطن لهم غيره.