ما تفعله أميركا وبعض الاوروبين في أوكرانيا سبق أن فعلوه في أكثر من دولة . البعض تعلَّم من الدروس الكثيرة واقتنع بأنَّ أميركا وبعض الاوروبين  سيتركونه في منتصف الطريق ، ولن يبالوا بكل ما يمكن أن يصيبه أو يصيب شعبه وبلده ، والبعض لم يقتنع . 

البعض اقتنع  ولو متأخرا بأن أميركا التي ارتكبت الجرائم ونفذت الانقلابات بعدد من الدول في هذا العالم بلا أخلاق وبلا حياء وبلا وفاء ،  ولا يمكن ان يعول أبداً عليها ، والبعض في هذا الكون لم يقتنع بعد ويُصر على تكرار تجارب غيره .

فالولايات المتحدة والغرب ينسقون الجهود الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية الكبيرة ضد روسيا في حرب حقيقية في محاولة لاضعافها من أجل منع التحول الجاري بالنظام العالمي نحو تعددية الاقطاب ، وهم يسعون لمنع اي تطور بالمفاوضات الروسية الاكرانية ، ويستغلون بذلك زيلينسكي الرئيس الاوكراني وعصابات ازوف النازية ، إضافة إلى استغلال إمبراطورية الإعلام الموجه ضد روسيا .

لكن العالم لم يعد كما كان ، فعجلة التاريخ تدور  والمصالح السياسية متغيرة ، وامريكيا التي باتت تفقد هيمنتها على العالم وتحاول جاهدة انقاذها ، لا تكترث سوى لمصالح سياساتها الخارجية التي تحددها مُجمعات الصناعات العسكرية والمالية فيها.

زيلينسكي النموذج والعبرة والمثال كما غيره سابقا ،  الذي تريد الولايات المتحدة لأصدقائها في العالم أن يكونوا على صورته ومثاله ، أغبياء يقبلون أن يُزجّ بهم في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، فيدفعون هم الثمن ، وتحقق هي مصالحها في عدائها للشرق ولحريات الشعوب واستقلالها في محاولة للابقاء على امبراطورياتها المتهالكة في تعاونها مع حلفاؤها  امام صعود قوى أخرى في هذا الكون .
لكن النصر سيبقى حليف الشعوب وقوى التقدم والديمقراطية في هذا العالم ، ولن تتمكن الولايات المتحدة بعد أن قامت بدعم انقلاب ريلينسكي عام ٢٠١٤ ضد الحكومة المنتخبة ، من استمرار تهديد الأمن القومي لروسيا أو العبث بأنها.