ارتطمت رصاصة متفجرة بالسترة الواقية التي كان يرتديها علي السمودي فانحرفت وأصأبت كتفه وتسببت شظاياها بجرح غائر. وهكذا شاء القدر أن ينجو من إصابته الثامنة بالرصاص والقذائف على مدار 30 عاما في مهنة المتاعب. الإصابة الثامنة هي الأخطر جسديا وما زالت بقايا الرصاصة المتفجرة تتسبب بألم شديد، وهي الأقسى نفسيا لكونها سبقت بلحظات اغتيال أيقونة الصحافة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.

بمعنويات عالية وبجسد يتألم، يواصل شيخ الصحفيين في جنين التغطية من على سرير الشفاء في مستشفى ابن سينا، وقدّم شهادته الحاسمة لوسائل الإعلام العالمية عن ظروف جريمة الاغتيال منذ لحظاتها الأولى، وخلال عملية الاقتحام الأخيرة لمخيم جنين صباح يوم الجمعة، قاوم السمودي نصائح الأطباء، وانتقل إلى قسم الطوارئ في المستشفى، والتقى بالجرحى ونقل إفاداتهم لوسائل الإعلام المحلية والعالمية.

"التغطية مستمرة"، ليس شعارا يتبناه السمودي، بل هو حياة يعيشها كل يوم، فهو "الصحفي الذي لا ينام" ويستجيب لهاتفه على مدار 24 ساعة، وهو الشاهد على كل اقتحامات جيش الاحـ. تلال لمدينة جنين ومخيمها وقراها. لكن الآن,, يتعهد السمودي باستمرار التغطية باعتبارها "وصية الشهيدة شيرين أبو عاقلة"، ويقول: "وصية شيرين أمانة في عنقي، نحن سنكون الأوفياء لهذا الدم الذي أريق على أرض الطهر".

في اليوم الرابع لجريمة الاغتيال، شاهدت الناس يتدفقون إلى موقع الجريمة ويستأذنون بعضهم لالتقاط صورة، في يوم الاغتيال واليوم الذي يليه اندفع الناس بتلقائية للحصول الى فرصة رمزية لرد الجميل في جنين ونابلس ورام الله، أما الجنازة فكانت يوما من أيام القدس المشهودة.

فما الذي بينكِ وبين الله يا شيرين لتحظي بكل هذا الحب!! أي حماقة ارتكبوها حين اغتالوكِ؟