شكراً شيرين،
في نومك الأبدي استفاقت فلسطين...
في حياتكِ، التغطية مستمرة...في رحيلك، التغطية مستمرة....
لا شك بان روحك ترقد بسلام
لا شك بانك تبتسمين وانت تشهدين التغطية كيف ارتقت لتصبح ملائكية
لا شك بانك راضية مرضية ...لقد وحدتِ الشعبَ يا شيرين.... في مسيرة تحرير تاريخية
بعيونٍ تملؤها الدموع، وقلوبٍ يختزلها الألم، ووجوهٍ عابسة، جباه مرتفعة، ونظرات يغذيها الأمل، خطوات ثابتة، صدور ثكلى كالمراجل, كلمات رقيقة تكاد أحرفها تطير، مشاعر هشة لا ارادية تبعثرت في زوايا المكان، ثم من وراء كل ذلك تخرج إرادة شعب الجبارين، نشهد العنفوان يحلق من جديد على جوانب الأسوار وفي سماء القدس العتيقة.
يا لهذا القدر، يا لكرم الله، يا لنصيبك ايتها الاستثنائية,,,
من مخيم جنين الى جبل النار الى مستقر ياسر عرفات الى باب الخليل في مشهد تحرير عاصمة فلسطين الأبدية.
نحن على العهد يا شيرين، من غزة, من جنين، لنابلس للناصرة ليافا للخليل لبيت لحم للقدس, لتشيلي, لمخيمات الصمود من سوريا ولبنان وكل ارجاء الوطن, من كل حفنة تراب في فلسطين الأبية.
التحدي، الإصرار، المحبة، ارادة البقاء والصمود, الهدوء, الاتزان, الحكمة, الصدق والمصداقية,,,
وفاءً لشيرين لمن وقفت أمام الكاميرا وعلمت أجيالاً أن يرفعوا رؤوسهم عاليا ويقولوا بثقة أنهم من فلسطين المحتلة...
شكراً شيرين، يا من ذهبت جسداً وأحييتِ فينا قيماً تجلت في صور ومشاهد انسانية ووطنية...
من مشهد رجال الدين المسلمين قبل المسيحيين، هناك في الاستقبال كانوا موجودين، ليعكسوا للعالم أن فلسطين بألف الف خير، لقد بثوا الخبر فعلاً على الهواء المباشر وجاءت النشرة كخبر عاجل باسم شيرين الشهيدة الصحفية الامريكية الفلسطينية...
مشهد أهالي القرى الذين أوقفوا موكب الجنازة على مدخل كل بلدة، أكبر دليل ان أهل فلسطين كلهم صحوة, نخوة, أصل, أخوة, وفاء وإنسانية...
مشهد طلاب المدارس الأطفال، الفنانين، الرسامين، الموسيقيين، الاعلاميين، الاكاديميين، الأطباء، المهندسين، العمال، أصحاب الاعمال، المحللين، السياسيين، الكُتاب، الدبلوماسيين منهم العرب والأجانب...كلهم أدى لك التحية.
ثم مشهد المواطنين من كافة الأطياف والتخصصات والأعمار وصناع القرار من كافة الانتماءات، أقوى رسالة بأن للكل الفلسطيني هوية وطنية واحدة، لا خلاف عليها ولا بديل، هنيئاً هنيئا لك فقد وحدتِ الكل يا شيرين.
خرجت الحركة الأسيرة, من وراء القضبان ببيانات عنونتها الحرية
اه من مشهد أم ثائر، الطفل الشهيد، تبكي شيرين وتستودعها ابنها الذي وبالتزامن مع شيرين اختار الراحة الأبدية، مشهد يبعث رسالة لكل واحد فينا أن نكون أهلاً لكل هذا الخير ونحترم هويتنا الفلسطينية، اي تضحية هذه ؟
فلسطين وشعبها تبجلك وأمهات الشهداء ونبرق لكم مليون تحية...
اه واه واه وكأن آيار كان بحاجة للمزيد من ذكرى النكبة واليقظة الوطنية...
نامي قريرة العين يا شيرين....
لك منا نقل الخبر بكل مهنية ومصداقية....
وأن نبقى أوفياء في نقل رسالتك الوطنية والانسانية....
أيتها الحبيبة الشهيدة الباقية، كما قلتِ تماماً، ففي بعض الغياب حضور اكبر،
هنا جنين... هنا نابلس ... هنا حيفا...هنا الرملة...هنا رام الله ...هنا أريحا... هنا القدس....
هنا فلسطين ...
شكراً ووداعاً شيرين أبو عاقلة...
نعدكُ أن نسرد الرواية ... وها هي التغطية مستمرة....
د. دلال عريقات، استاذة الدبلوماسية والتخطيط الاستراتيجي، كلية الدراسات العليا، الجامعة العربية الامريكية.