حققت "كتلة الوفاء" الذراع الطلابية للحركة الإسلاموية "حماس" في انتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت فوزاً كبيراً، وإن كان حجة دامغة ضدها في غزة، فخلال تاريخ هذه الانتخابات لم يُسجل هذا الفارق الكبير في النتائج، إذ حصلت على 28 مقعداً مقابل 18 مقعداً للشبيبة الطلابية، الذراع الطلابية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، في حين حصل "القطب الطلابي"، ذراع الجبهة الشعبية الطلابية، على 5 مقاعد، وهو ما يشير إلى تقدم الكتلة على حساب الشبيبة بفارق 10 مقاعد.
العديد قدم تحليلاته حول النتائج، والبعض تحدث كأنه عرّاب المعرفة في انتخابات مجالس الطلبة، وآخرون طرحوا وجهات نظرهم كأنهم يملكون نبض الشارع الفلسطيني، ومن عليهم تحمل مسؤولية هذا الخلل الحاصل للشبيبة_التي أنتمي لها_ إما لم نسمع صوتهم، أو وجهوا أصابع الاتهام على غيرهم، أو دخلوا بنقاشات بيزنطية لا طائل منها مع بعضهم البعض، غير مدركين مرارة الألم التي أصابتنا نحن أبناء شبيبة بيرزيت القدامى_الجيش المنسي_ وأبناءها الحاليين الذين أكنّ لهم الاحترام والتقدير وكان الله في عونهم في ظل الظروف المحيطة بنا على كافة الأصعدة الداخلية والخارجية التي يعلمها الجميع.
الموضوع هنا ليس من يتحمل المسؤولية، وما أكثر من يتحملونها على صعيد الفرد و/أو المؤسسة و/أو الموقع التنظيمي، أو على صعيد الرؤيا والأدوات، أو الأداء العام في كل مكوناته ودرجاته من تصريحات مسؤول ما في كل ظهور له على الإعلام، يتم شتمنا نحن أبناء فتح بالميدان فنخسر ويضيع كل ما يتم بناؤه، مروراً الى بعض الفتحاويين الجدد الذين ندفع ضريبة أدائهم وتملقهم حفاظاً على ذاتهم ومصالحهم أولاً وأخيراً دون الاكتراث بالوطن أو حركتنا.
شبيبة بيرزيت باختصار دفعت ضريبة أداء وتوجهات الكثيرين، بالتالي يجب اعتبار هذه النتيجة بأنها جرس إنذار الحريق، إما نستطيع التعامل معه بشكل مختلف كلياً عما سبق؛ أو ننتظر أن يشتعل كل شيء ثم نطلب المطافي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
نعم رن جرس الإنذار متأخراً عند الكثيرين؛ لكن أبناء الشبيبة يعلمون الحقيقة بأن صوته منذ زمن مسموع، وهذا يتطلب جهداً إضافياً من كل أبناء الحركة المُخلصين لها الذين يدفعون ثمن ما يحصل، لهذا يجب وضع منهج عمل ومقرر بناء طلابي دائم يتوجه للعقل والنفس والمسلكية، نحو الذات والآخر، وآلية عمل متواصلة ومثابرة وعدد من الخطوات الأخرى الاستنهاضية كلٌ حسب اختصاصه ومسؤولياته المهنية الوظيفية وموقعه التنظيمي من "مركزية" و"ثوري" و"إقليم" و"استشاري" و"موقع".
العلاج .. الإطفاء..بناء ذاتي وجماعي ثابت ودائم.. اصلاح.. استنهاض وغير ذلك يجب أن يكون ضمن استراتيجيات بعيدة الأمد وقرارات سريعة التنفيذ يلامسها ليس فقط أبناء حركة "فتح" وإنما الكُل الفلسطيني، لأن الكل يريد محاسبة الواقع المحيط بنا.
نحن مَن سَمَح للآخرين أن يفعلوا ما يفعلونه بنا بسبب ضعف أدائنا، وتركنا نصف الوطن لهم يسرحون ويمرحون دون تعرية فضائحهم وعفونة مسلكهم أمام الجماهير ورفعهم العصا ضد الديمقراطية، بل تحمّلنا مسؤوليتنا الوطنية والإنسانية، ما جعلنا في موقع الخطأ وهم الصواب، نحن التنسيق وهم المقاومة، نحن الفساد وهم الإصلاح، نحن الظلم وهم العدل، نحن الكُفر وهم الإيمان، لذلك كله يجب مواجهة جرس الإنذار بحزم وإلاّ سيقع ما لا تُحمد عقباه.