تعرف الإدارة على أنها عملية يتم من خلالها تنسيق أنشطة المؤسسة وتنظيمها بغرض تحقيق هدف أو أهداف محددة. بمعنى عملية تحقيق الأهداف من خلال الآخرين. نقول على سبيل المثال دار فلان الشيْ بمعنى أن الشي تحت سيطرته، وهو بالتالي يتحكم فيه ويديره. كما ويعرف البعض الإدارة على أنها مجموعة من الانشطة والوظائف تشمل: التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة ألخ. بينما تعرف القيادة بالقدرة على التأثير في الآخرين بهدف تحقيق أهداف المجموعة.القائد الفعال يتمتع بالقدره على تحفيز الأفراد و إطلاق طاقاتهم نحو تحقيق الأهداف المنشودة. القيادة تختلف عن الإدارة غير أنها ليست أفضل من الإدارة أو بديلآ عنها. كما وأن القيادة ليس لها بالضرورة علاقة بالكريزما أو الصفات الشخصية كما يعتقد البعض.
عندما أتحدث عن القدرة القيادية لا أعني بالضرورة القدرة الجسدية. يتمكن القائد من توجيه الآخرين بطريقة يتسنى من خلالها كسب طاعاتهم واحترامهم وولائهم وشحذ هممهم وتعزيز التعاون بينهم في سبيل تحقيق الهدف أو الأهداف المرجوة. القائد هو الفاعل في هذة الحاله بينما المقود هو المفعول وبالتالي القائد في الأمام.
في بعض النماذج للهياكل الإدارية نجد أن القائد يتمركز في قمة الهرم بينما في هياكل تنظيمية أخرى يتمركز القائد في منتصف الدائرة وباقي الافراد حول مركز الدائرة. هذا النمط من الهيكليات يختلف عن الهياكل التنظيمية كونه من الناحية النفسية يقضي على الفوارق المتمثلة في الوجود في قمة الهرم أو أسفل الهرم. بغض النظر عن طبيعة وشكل الهيكلية عادة ما يتمتع القائد بدرجة عالية من الذكاء العاطفي. أي بمعنى أن القائد يتمتع بحنيته وكرمه. الذكاء العاطفي يتمثل في:
الوعي بالذات: الوعي بالذات المكون الأساسي للذكاء العاطفي. القائد يعرف نقاط قوته ونقاط ضعفه و يعرف القيم وما يحفزه ويحركه ومدى تأثيره في الآخرين كما ويدرك القائد أن ضغط المواعيد أحيانا قد يبرز مساوئه وضعفه.
منظم لذاته: القائد يراقب ويوجه و يعيد الأمور إلى نصابها. دائما يضع إحتمالات الأسوأ وبالتالي يضع طاقم فريقه في صورة النتائج والتبعات ويستكشف الهموم معهم. التنظيم للذات مكون أساسي للذكاء العاطفي فهو الذي يحرر القائد من أن يبقى رهينة للمشاعر، كما و لتنظيم الذات أهمية لأسباب تنافسية خاصة في ظل حالة الغموض وحاله التغيير.
القائد محفز: التحفيز من الأمور التي يجمع عليها القادة، القائد لا يلقي باللوم على الأوضاع والظروف الخارجية غير أنه يستفيد من تجاربه وخبراته ويغير إلى الأحسن. القادة محفزين لإنجاز أمور تفوق التوقعات. القادة المحفزين يشعرون بالتفاؤل حتى وإن كانت الظروف ليست في صالحهم غير أن بعض القادة يستغلون بعض الإنجازات للتغلب على حالات اليأس والإحباط والفشل. كما أن حب القادة لعملهم يجعلهم أكثر انتماء لمؤسساتهم.
يتمتع القائد بانجازاته لأغراض الإنجاز وحبه للعمل والتحديات الجديدة، كما وأن القائد يمارس ويستخدم العلاقات والتغذية الراجعة لتقوية مهارات محددة في الذكاء العاطفي.
القائد المتعاطف: يتفهم الأمور والمشاعر العاطفية للآخرين ويتخيل نفسه في مكانهم، ولديه القدرة على إدارة العلاقات مع الآخرين ويطورهم، كما و يدرك ويتحسس الفوارق الثقافية. هذا وساهمت العولمة في تعزيز قيمة التعاطف لدى قادة الأعمال.
كما ويتمتع القادة بالمهارات الاجتماعية ولديهم القدرة على الاتصال والتواصل والتعاطف مع الاخرين. المهارات الاجتماعية تمكن من بناء علاقات مع الآخرين لتوجيههم وتحريكهم في الاتجاه المرغوب. وبالتالي تعتبر المهارة الاجتماعية قدرة أساسية للقادة وبالتالي القائد ينجز من خلال الآخرين.
بالتأكيد هذه المهارات تتفاوت من قائد الى آخر كما وتتطور هذه المهارات بالإصرار والممارسة والتغذية الراجعه من الزملاء والموجهين والمدربين. كما ويتمتع القائد بالقدرة على قيادة التغيير ويتقن التشبيك الفعال إضافة الى الخبرة في بناء الفريق، القائد يضع نفسه مكان الاخرين، وبالتالي يقدر الظروف ويتفهمها.
كل قائد مدير وليس كل مدير قائد
الإدارة والقيادة يكمل بعضهما البعض. القائد يتمتع بالمهارات الاجتماعية. بمعنى يبني علاقات مع الآخرين كي يوجههم في الاتجاه المرغوب، المدير من دعاة الاستقرار بينما القائد من دعاة التغيير .القائد مقنع ويجيد التشبيك الفعال والقدرة على بناء و قيادة الفريق. القائد يدعم ويعزز التكنولوجيا في العمل لأغراض الاتصال والتواصل.
طالما أن كل قائد مدير وليس كل مدير قائد فإن ما يميز المدير الناجح:
- يدرك ما هو مطلوب انجازه.
- دائما يتساءل ما هو المطلوب للمؤسسة.
- يضع خطط العمل ويتابع تنفيذها.
- يتحمل مسؤؤلية قراراته.
- يقع على عاتقه مسؤؤلية الاتصال والتواصل.
- يركز على الفرص لا على المشاكل.
- كما ويعمل على أن لا تطغى المشاكل على الفرص.
الإدارة الناجحة للاجتماعات
لانجاح الاجتماع من الضروري معرفه طبيعة ونوع الاجتماع كون نوع وطبيعة الاجتماع يفرض بل يحدد طبيعة التحضيرات والنتائج المطلوبة. بعض الاجتماعات تتطلب تحضير بيان أو إعلان أو خبر صحفي. بعض الاجتماعات تتطلب حضور الأطراف والأشخاص المعنية، وغالبا ما تكون هذه الاجتماعات على مائدة غداء ـأو عشاء.
من المهم أن تكون الاجتماعات منتجة وذات قيمة، وأن لا تكون مضيعة للوقت، كما ويتلفظ القائد دائما بكلمة نحن بدلآ من أنا. كما وينصح القائد بالاستماع أولآ والتكلم لاحقآ.
القيادة لا تتطلب قدرة أو شخصية جذابة.
علينا أن ندرك أن القيادة ليست بالضرورة أفضل من الإدارة أو بديلا عنها. القيادة ليس لها علاقة بالكاريزما او اللباس كما يعتقد البعض، غير أنني أرى أن الكاريزما والمظهر عامل مهم في مجتمعاتنا العربية. كما وان وجود قيادة قوية وإدارة ضعيفة ليس الأفضل بل العكس، وبالتالي التحدي هو الجمع بين القيادة القوية والادارة القوية.
الإدارة تعني القدرة على التأقلم مع التعقيدات. المؤسسات الضخمة تتطلب إدارة قوية وجيدة. وعليه كلما كبرت المؤسسة كلما زادت الحاجة إلى إدارة أقوى لإدارتها، وهذا من الناحية الادارية ينسجم مع ما يسمى قانون السطح والحجم كالفيل مثلآ، فكلما صار جسم الفيل أضخم كلما قويت أرجله كي تتمكن من Law of Surface and Massحمل تلك الجسم الضخم.
في علم الإدارة قد تصبح الشركات المعقدة في حالة من الفوضى في ظل غياب الإدارة الجيدة. وبالتالي الإدارة الجيدة تحقق درجة عالية من النظام والتوافق بين الأبعاد الأساسية كالجودة والأرباح. على عكس القيادة والتي تعنى بالتغيير.
زادت الحاجة للقيادة في ظل التنافس الشديد في بيئة أكثر تقلبا وتعقيدآ. كما وأصبحت الحاجة للتغييرات الجوهرية ضرورة وحاجة ملحة من أجل البقاء والتنافس الفعال وبالتالي التغيير يتطلب المزيد من القيادة. على سبيل المثال: في حال السلم يتطلب الجيش إدارة جيدة تتمتع بقدرات قيادية عالية، بينما يتطلب الجيش في حال الحرب قيادة قوية على أعلى المستويات. وبالتالي لا أحد يعرف كيف بالإمكان إدارة الجيش أثناء المعركة بل المطلوب في هذه الحالة قيادة الجيش أثناء المعركة بدلا من إدارته. وبالتالي التأقلم مع التعقيدات والتغيير يشكل خصائص أنشطة الإدارة والقيادة.
وعليه تدار الشركات في حالات التعقيد وعدم الاستقرار من خلال الرقابة والتخطيط الجيد ووضع الميزانيات. بينما قيادة المنظمة نحو التغيير البناء يتطلب البدء بتحديد الاتجاه وتطوير الرؤية للمستقبل الى جانب الاستراتيجيات لإحداث التغيير المطلوب لتحقيق الرؤية. وعليه يمكن القول أن الإدارة تضمن تنفيذ الخطط من خلال الرقابة وحل المشاكل ومراقبة النتائج مقارنة بالخطط، وذالك من خلال عقد الاجتماعات والتقارير والأدوات الاخرى لتحديد الانحرافات، وبالتالي التنظيم ووضع خطط الطوارئ لحل المشاكل. القيادة تتطلب تحقيق الرؤية مما يتطلب التحفيز والإلهام لتحريك الأفراد في الاتجاه الصحيح على الرغم من وجود عوائق للتغيير، ويتم ذالك من خلال المناشدة للاحتياجات الأساسية والقيم والعواطف.
في الختام نحن بحاجه الى ثقافه مؤسسات يقدر فيها ألأفراد القياده القويه ويسعوا لايجادها مثلما نحتاج المزيد من الافراد والدعم لتحقيق القياده في منظمات أكثر تعقيدا في عالمنا اليوم.