خاص صدى نيوز: أعلنت حركة فتح أول مرة بأن مؤتمرها الثامن سيعقد في 21 مارس الماضي، ثم عاودت الإعلان رسمياً عن تأجيله حتى منتصف آيار الماضي، وبعدها تأجل للمرة الثالثة، ولكن هذه المرة دون تحديد موعد آخر، وسط تساؤلات عن أسباب هذا التأجيل المتتالي؟ وعن عدم تحديد موعد جديد حتى اللحظة؟ 

وفي ظل التأجيل وعدم الإفصاح عن أي موعد رسمي جديد، خرجت تكهنات تفيد بأن خلافات كبيرة بين أعضاء اللجنة المركزية للحركة تقف وراء هذا التأجيل، وتصريحات أخرى حملت مركزية فتح مسؤولية هذه البلبلة كونها لم تعلن ببيان رسمي عن أسباب التأجيل والموعد الجديد، كان آخر تلك التصريحات ما أدلى به عضو حركة فتح منير الجاغوب في تصريحات إذاعية قائلا: "اللجنة المركزية أخطأت". 

عباس زكي: لم يتم تحديد موعد آخر بعد وهذه أسباب التأجيل
وتعقيبا على ذلك، نفى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عباس زكي، في حديث خاص أجراه مع وكالة صدى نيوز أن يكون تأجيل المؤتمر الثامن للحركة ناجم عن خلافات بين أعضاء المركزية. مؤكداً أنه لم يتم تحديد موعد جديد لانعقاد المؤتمر الثامن للحركة بعد.

وأضاف: "المؤتمر تستكمل كل أدبياته وعضويته وكل ما يمكن أن يجعلنا جاهزين لعقده، ولكن مسألة عقد المؤتمر تتطلب وقت أطول نظراً للأوضاع سواء المحلية الفلسطينية أو الإقليمية الدولية".

وعن تصريحات الجاغوب، قال زكي:" أعتقد أن هو في صورة الحدث، لأنه كان يتحدث باسم التعبئة والتنظيم، وكان المتفق عليه أن يعقد المؤتمر، ولكن تأجيله نظرا للأحداث الكبرى سواء داخل الائتلاف الحاكم في إسرائيل، أو الحرب الكونية على فلسطين، وأيضا ما يجري بين الاتحاد الروسي والولايات المتحدة، فالأوضاع السياسية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار لحركة سياسية ذات قضية عادلة كبيرة، لتضع كل ما يمكن أن يمكنها أين تقف وبأي اتجاه تسير، وهذا أمر يتطلب الوقت الكافي، لأن تكون نتائج المؤتمر بالاتجاه الصحيح".

وأضاف:" نحن الآن لسنا بصدد أن نقول واحد أخطأ وواحد أصاب، ففتح هي مدرسة الديمقراطية ومن حق أي أحد أن يتحدث ولكن بنهاية المطاف كلنا خاضعين لظروف قاهرة أكبر منا". 

وقال زكي: "عندما يتم عقد المؤتمر هناك أشخاص من الخارج يجب أن يتم الترتيب لإحضارهم للمشاركة، فهل نحن والإسرائيليون الآن في عملية سلام أم انتهت؟ هم أنهوا كل شيء، عام 2016 نتنياهو أدار ظهره لنا، وعندما تسلم ترامب الحكم ألغى كل شي لفلسطين، والآن نفتالي بينيت أنهى ما يسمى بالتفاوض على حل الدولتين ويمضي لتوسيع الاستيطان والقتل ووقف المقاصة والاقتحامات، يجب أن نكون واقعيين ونعلم ماذا يجري على الأرض، لا أن نقول فلان أخطأ وآخر أصاب".

نصر الله: هناك تحضير جيد للمؤتمر ولا يوجد أي خلافات
وفي ذات السياق، قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح، تيسيرنصر الله في حديث خاص مع وكالة صدى نيوز: "إن التحضيرات لعقد المؤتمر الثامن للحركة لم تتوقف وما زالت جارية، ولا يوجد أية أسباب سوى التحضير للمؤتمر".

وأضاف: "هناك تحضير جيد للمؤتمر، ويتم التحضير بتأني له، وأيضا عضوية المؤتمر حتى الآن يتم الشغل عليها، حتى يكون هناك معايير موحدة بكل الأقاليم، وواضح أن الظروف السياسية أيضا تلقي بظلالها على الموعد للمؤتمر".

وتابع:" حتى الآن هناك انشغالات كثيرة تحول دون تحديد موعد محدد للمؤتمر". 

ونفى نصر الله ما يتردد حول وجود خلافات بين أعضاء المركزية تقف وراء تأجيل عقد هذا المؤتمر.
 
دولة: لا يوجد على ما يدلل أن هناك خلافات وراء التأجيل
قال المتحدث باسم مفوضية التعبئة والتنظيم في حركة فتح، عبد الفتاح دولة، لصدى نيوز: "كتعبة  وتنظيم تم إبلاغنا أن الاطر التنظيمية  تعد الأسماء التي يجب أن تتقدم للجنة العضوية للتدقيق للمشاركة بالمؤتمر. وهذا الدور نقوم به كإطار للتعبئة والتنظيم ولم نتبلغ عن موعد جديد لهذا المؤتمر ، ولا يوجد قرار من الحركة حتى اللحظة بموعد جديد".

وأضاف: "لا نشعر بأن التأجيل ناجم عن خلافات في اللجنة المركزية، قد يكون نقاشات ولا يوجد ما يدلل أن هناك خلافات، ولم يحدث اجتماع جديد لمركزية فتح حتى نعلم نحن كمفوضية  تعبئة وتنيظم إلى أين وصل المؤتمر، وهل تحدد موعد جديد وما أسباب التأجيل، لأن هذا مرتبط باجتماع اللجنة المركزية".

وقال: " ما زالت إجراءات التحضير للمؤتمر مستمرة، وأهمها حصر العضوية".

وأضاف دولة لصدى نيوز: "لا نقدر أن نقول أن اللجنة المركزية مسؤولية عن هذا التأجيل، صحيح أن إعطاء موعد للمؤتمر ومن ثم تأجيله،  قد يكون خلق حالة من الاستفسار عن الاعلان عن موعود جديد، لكن القيادة هي المسؤولة عن هذا الموضوع وهي من تعلن عن المواعيد الجديدة، عندما تجتمع مع الرئيس واللجنة المركزية وقيادة الحركة واللجان المكلفة". 

وتابع: "إذا كانت اللجان المكلفة هي سبب أي إخفاق يظهر هذا الامر لاحقا، وإذا كان الأمر قرار قيادة بتأجيل هذا المؤتمر يصدر قرار بهذا الموضوع، وآخر قرار صدر كان حول تأجيله لحين الانتهاء من إعداد كل الأوراق والتجهيزات اللازمة للمؤتمر".

وأضاف:"هناك 5 لجان انبثقت عن اللجنة المركزية، كل واحدة منهم لديها مهمة للإعداد للمؤتمر يجب أن تقول أين وصلت، فإما يتم الاعلان عن مؤتمر أو الاعلان عن تأجيله لأسباب معينة".

الجاغوب: اللجنة المركزية أخطأت

وكان العضو في حركة فتح، منير الجاغوب، قد قالت في تصريحات إذاعية اليوم الأربعاء أن تأجيل المؤتمر الثامن لحركة فتح دون تحديد موعد محدد لعقده ترك حالة من البلبلة لدى الكادر الفتحاوي والشارع الفلسطيني، مؤكداً أن اللجنة المركزية أخطأت في هذا الأمر.

وقال الجاغوب: "تأجيل المؤتمر الثامن لحركة فتح للمرة الثانية لعدم إتمام الإجراءات الداخلية، خلق حالة من البلبلة داخل حركة فتح، وحتى الإطار الأول للحركة وهي اللجنة المركزية عندما جاء موعد عقد المؤتمر في 21 آيار، لم تعلن للقاعدة الفتحاوية عن سبب التأجيل، وما هي الأسباب الوجيهة لهذا التأجيل. وتركوا الحركة وتركوا الشارع في حالة تفسير لكل ما يحدث على الأرض".

وأضاف الجاغوب: "لو خرج بيان من اللجنة المركزية كما خرج أول مرة يوضح أسباب هذا التأجيل لكان الأمر واقعيا، ولو تم تحديد موعد آخر للمؤتمر الثامن، لأنهى ذلك حالة البلبلة، ولكن للأسف الشديد اللجنة المركزية لم تعلن عن أسباب التأجيل ولم تتطرق للموضوع لا من قريب ولا من بعيد وهذا كان خطأ كبيرا من اللجنة المركزية لحركة فتح".

وعن سبب التأجيل الحقيقي للمؤتمر، قال الجاغوب كما تابعت صدى نيوز: "نحن لا نعلم سبب التأجيل ولم يتطرق أي بيان للحركة حتى هذه اللحظة من 21 أيار وحتى هذا اليوم عن سبب تأجيل هذا المؤتمر، مع أن هذا الموضوع  لا يجب أن يتأخر وهو حق للكادر الفتحاوي وللقاعدة الفتحاوية وليس حكرا على أي حد".

وقال الجاغوب:" الذي يعلم أسباب التأجيل هم اللجنة المركزية لحركة فتح، نحن نتساءل ولكن لم يجبنا احد".