يسعى البعض جاهدآ للظهور بالمظهر اللائق والمطلوب في العمل كما ويسعى البعض الاخر لنيل إعجاب مديره وكسب رضاه بحيث يسطع من بين الزملاء والزميلات .لا شك أن التعامل مع المسؤؤلين والعاملين وكسب رضىاهم علم وفن . وعليه إرتأيت التطرق إلى هذا الموضوع في الإداره الذاتيه لما له من أهميه للمؤسسه والفرد والمجتمع بشكل عام.

كيف بالامكان تطوير علاقه جيده مع المدير والمسؤؤك المباشر؟
لا شك ان موضوع العلاقات الإنسانيه من لمواضيع الهامه في علم الإداره لما للموضوع من أهميه وانعكاسات على الصعيد الشخصي أو على صعيد العمل. الاداره علم وفن ومهنه،هذا ولتطوير علاقات جيده مع المدير أقترح ما يلي:

1.    الانطباع الأول مهم ويدوم. من الضروري أن تنال إعجاب مسؤؤلك في الوهله الأولى وكما يقال "الانطباع الاول يبقى ويدوم" وبالتالي قد لا يتاح لك فرصه أخرى. لذا من الضروري أن يكون الأنطباع الأول إيجابي جدا ويتم ذالك من خلال التحضيرالجيد والاهتمام بشخصيتك ولباسك والتركيز على قدراتك الشخصيه والعلميه والمهنيه والاجتماعيه. قد لا يتاح لك فرصه أخرى لاثبات ذاتك .لذا أنصح بضروره أن يكون الموظف ملمآ بأمور المؤسسه من خلال الحصول على المعلومات الكافيه وإجراء البحث عنها والقائمين عليها والتعرف على طبيعه عملها من المصادر الداخليه والخارجيه.هذا وبالإمكان ألاستفاده من المواقع الالكترونيه ووسائل التواصل الاجتماعي للحصول على المعلومات المتعلقه بالمؤسسه وإدارتها.

2.    الإنجازات والأداء الوظيفي ألمميز.الأداء الوظيفي ألمميز قد يكون أفضل وأقصرالطرق لكسب رضى مديرك وبالتالي المطلوب تميزك عن الأخرين. لتحقيق ذالك طور نفسك علميا ومهنيا واجتماعيا بإستمرار من خلال مواصله التعليم والتدريب ومواكبه التطورالمهني والوظيفي.هذا وأفضل طريقه لكسب رضا مديرك من حيث التميزالمهني والوظيفي هي مساعده مديرك في التغلب على مشكله  شائكه ومعقده  تواجهه على صعيد العمل. كما ومن المفيد أن تبقي مديرك على إطلاع  بطبيعه عملك وبأدائك وانجازاتك الوظيفيه والمشاكل التي واجهتك على صعيد الوظيفه وكيف تغلبت عليها.

3.    الالتزام بأخلاقيات العمل والوظيفه.التزامك بأخلاقيات العمل و الوظيفه قد يشفع لك عند مسؤؤلك في حال حدوث بعض الاخفاقات والهفوات من طرفك.ألسبب هو أن قناعه مديرك بمستوى أخلاقك وممارساتك الأخلاقيه والمهنيه بالتأكيد سيكون دافع لك لتحسين أدائك.هذا ولإبراز الجوانب الاخلاقيه في العمل أقترح:

1.    ألعمل الجاد وإظهار استمتاعك بوظيفتك وعملك وإبراز قدراتك حتى في أبسط المهام. كن مبادرآ وتحمل مسؤؤليه الإخفاقات. إنجازك وإتقانك للمهام البسيطه قد يمهد لتكليفك بمهام اكبر وأكثر أهميه وحساسيه وجديه.

2.    الإلتزام بإنجاز المهام الوظيفيه وفق المده المحدده. الموظف الذي يتمتع بأخلاق وظيفيه عاليه عاده يظهرأهميه الالتزام بالوقت والمواعيد.

3.    تقبل المهام حتى ولو كانت غيرمحبذه وغير مرغوبه بالنسبه لك مما يظهر الجانب الايجابي في شخصك.ألمهم في هذا الجانب هو أن تنجز أمور لصالح ألمؤسسه.

4.    كن صادقا مع إظهارإمكانيه الاعتماد عليك.عامل الاعتماديه من الفضائل في العمل.الانضباط والالتزام الوظيفي وتنفيذ المهام وفق المده المحدده يجعل الموظف محل ثقه الإداره.الموظف الذي يمكن الاعتماد عليه هو موظف صادق وبالتالي يكسب رضا المسؤؤل. وعليه تجد بعض المدراء يمتدحون الموظف أحيانآ بكلمات وعبارات جميله مثل " هذا الموظف  صادق ويمكن الاعتماد عليه".

5.    المواطنه التنظيميه الجيده. بمعنى أن يخرج الموظف من إطار "هذا ليس من مهامي" او "هذا ليس شغلي او لا يعنيني". وبالتالي ضروره ان تخرج من إطار الوصف الوظيفي الضيق  وأن تكون استباقي وان تتوقع المشاكل المستقبليه قبل حدوثها.كما ومن الضروري ان تعمل لساعات عمل أطول أحيانا نظرا لمتطلبات العمل ،غير ان العمل لساعات طويله له انعكاسات سلبيه على الموظف منها قله النوم، الاجهاد الوظيفي وبالتالي كثره اصابات وحوادث العمل، والبعد عن العائله وبالتالي شعورالموظف بالذنب وعدم الرضا كون العمل لساعات طويله قد يكون على حساب العائله ويؤدي الى الارهاق والاجهاد الوظيفي مما يجعل الموظف يلجأ الى النوم مبكرآ ويتناول  الوجبات السريعه أحيانا فتجده يحتسي كأس القهوه ويتناول الساندويش اثناء السياقه متوجها الى عمله. في هذا الجانب أذكر المدراء والمسؤؤلين ان للطاقه الذاتيه حدود. قدره العامل على العمل تأتي من اربع امور أساسيه هي الجسم، العقل، الروح والعواطف. وهنا أنصح المدراء بالتحول من استغلال العامل الى الاستثمار في العامل وشحن طاقاته ورفع معنوياته  وخاصه العاملين الذين يعملون لساعات طويله من خلال:

•    توفير غرف للاستراحه في مكان العمل مع كراسي هزاز خاصه بتحريك الجسم والعضلات
•    توفير صاله رياضيه للعاملين
•    توفير مسبح 
•    توفير مكان للاستحمام والانتعاش

هذا ورأى القطاع الخاص في ذالك في العديد من الدول فرصه استثماريه من خلال إنشاء مراكزخاصه للراحه والترفيه داخل المدن وبالقرب من أماكن  العمل العامه و الخاصه والأهليه لتمكين الموظفين والعاملين من أخذ قسط من الراحه والنوم حتى لدقائق او ساعات مع توفير أماكن للاستحمام والانتعاش مقابل رسوم خاصه.لا تنسى ان الموظفين في دول العالم مثل امريكا وبريطانيا وغيرها يسافرون مسافات طويله يوميا الى مكان العمل لدرجه ان البعض يقضي ما يقارب  10ساعات سفر يوميا.

 حضورك البارز والقوي لكسب إعجاب مديرك. يتم ذالك من خلال المبادره والانخراط في المشاريع ومجموعات العمل والمشاركه في الانشطه المجتمعيه ذات الاهتمام من قبل الإداره والتصرف بمهنيه. 

6.    استغلال الفرص للتقدم بمبادرات خلاقه حتى وإن لم تحظى المقترحات والمبادرات بتشجيع من قبل إداره المؤسسه.

7.    إيجاد واقتناص الفرص .من المهم أن تبحث عن الفرص التي تتمكن من خلالها من طرح اقتراحات خلاقه تدر دخلآ و تقلل من نفقات ألمؤسسه حتى وإن تم رفض تلك المبادرات فستبقى في الذاكره .

8.    إحرص دائما على إستكشاف تطلعات مديرك من خلال تفهم توقعاته وطبيعه أسلوبه في العمل . تذكر ان بعض المدراء يفضل التواصل الشفهي أوالإتصال المكتوب ولكن المختصر جدآ، البعض الاخر لا يحبذ الرسميات في التواصل ،بيما اخرون يفضلوا ألتعامل مع العاملين كزملاء في العمل. تجانس اسلوبك في العمل وانسجام ذالك مع أسلوب مديرك قد يمكن من بناء علاقه قويه معه. وتذكر دائمآ ان لا تصحح مديرك على مرأى ومسمع الاخرين مما يسبب له الاحراج.أ ي نقد لمديرك يجب ان يتم في معزل عن العاملين وغيرهم. 

9.    اظهار الرغبه لتنفيذ بعض المهام التي لا يرغب مديرك في تنفيذها.قيامك بذالك يجنب مديرك تنفيذ المهام التي قد يجبر او يضطرالى تنفيذها.من الطرق القويه لإبراز حضورك في حال جود مديرجديد أوحديث التعيين أن تستغل الفرصه وتبادر بإبلاغه بأنك ترغب بقوه لأن تكون جزء من فريق العمل خدمه للمؤسسه.

10.    التقليل من التظلم والتذمر و الشكاوى.كما ومن الضروري ان تكون منفتحا وصادقا في التعبير عن أرائك مما يجعلك اكثر قدره على بناء علاقات إنسانيه.من المهم ان تتذكرأن بعض المدراء قد يرغب بوجود بعض الأشخاص الذين يكثرون التذمرمن ظروف العمل، او من مستوى ألأجور أو من ساعات العمل.كما وأنا لبعض من المدراء لا يرغب في وجود أفراد كثيري التذمر مما يسرق منأ وقات عملهم الكثير. أي تذمر يجب ان يكون مبررا ومدعما باثباتات وأدله. الموظف القيم والبناء هو من يدعم الشكاوى باقتراحات و خطط عمل بناءه وقابله للتطبيق .

هذا ومن المقترحات البناءه للتقليل من التذمر والشكاوى في العمل النظر الى القرارات وتفهمها من وجهه نظر المدير والإداره. وقد تتخذ الإداره بعض الإجراءات والضوابط للتعامل مع الرسائل النصيه ووسائل التواصل اثناء العمل كي لا تضر هذه الرسائل بسمعه المؤسسه وعملها ومنتجاتها.

11.    تذكر ان لا تتجاوز او تتخطى مديرك.من الأمور التي تغضب وتحرج مديرك إنتقاده وتصحيحه أمام وعلى مسمع آخرين كما ولا تتجاوز مديرك بطرح المشاكل إلى من هو أعلى منه. هذا التجاوز قد يفسرمن طرف مديرك على:

•    أن مديرك ليس لديه السلطه و القدره على حل مشكلتك.
•    أنك لا تثق بقدره وحكمه ونزاهه مديرك في التعامل مع المشكله.
•    إعتقاد مديرك أنك تتقدم سرآ بشكوى ضده دون علمه.
من المهم ان تمر عبر التسلسل الوظيفي في التذمر وتقديم الشكاوى.

تجاوز التسلسل الوظيفي قد يدفع المدير إلى عدم التعامل او التعاطي مع مشاكلك مستقبلآ إلا إذا مرت بالقنوات الرسميه  والتسلسل الوظيفي حسب الأصول.ولكن تذكر انه في حال شعورك بأن مديرك لا يرغب أو غير معني بحل مشكلتك ففي هذه الحاله بإمكانك التوجه الى من هو أعلى منه من حيث الصلاحيات والسلطات وهنا اود القول" ليس بالضروره ان تحب مديرك ولكن عليك تعمل معه بشكل جيد" لأن من الأسباب الرئيسيه لترك الموظف لعمله عدم قدرته على التعامل مع مديره كون علاقه الموظف السلبيه مع المديرتؤدي حتما الى ترك الموظف لعمله. وعلاقه الموظف الايجابيه مع مديره تؤدي حتما الى الى رفع المعنويات والسعاده وزياده الانتاجيه وبالتالي تعود بالنفع على الموظف من خلال حصوله على العلاوات والترقيات وتحقيق الاحترام.

12.    التفاعل البناء والايجابي مع مديرك.من الطرق المحبذه لذالك مجامله مديرك من خلال اللجوء الى المزاح والدعابه الخفيفه ان كان ذالك ممكنا وبعد تفهمك لطبيعه شخصيه مديرك. تذكركلما كان المديرسعيدآ كلما كان الموظف سعيدا أيضا.

13.    من مواضيع التفاعل الايجابي المحبذه مع المدير إيصال ونقل الاخبار المفرحه. كما وتستخدم عمليه ايصال الأخبار السيئه أحيانا لكسب تعاطف المدير كأن تبلغ مديرك بأن إبنك تعرض لحادث سير واصابته خطيره مثلا مما يجعل مديرك يتعاطف معك لدرجه قد تصل المعانقه والبكاء أحيانا.

وجود علاقه سيئه مع الزملاء و العاملين فيما بينهم قد يكون له أثار سلبيه جدا على المؤسسه منها الشعوربالاغتراب الوظيفي والاحباط والإجهاد وإنخفاض مستوى المعنويات والاداء وعدم التعاون لما فيه مصلحه العمل. بينما وجود علاقات عمل جيده مع المدراء والزملاء وبين الزملاء أنفسهم  يؤدي الى  تحسن مستوى الأداء والعمل بروح الفريق وبالتالي تصبح بيئه العمل صحيه ومناسبه.هذا ولتطوير وبناء علاقه عمل جيده مع مديرك والزملاء العاملين اقترح الخطوات التاليه:

•     احترام الذات
•    طور علاقاتك من خلال ظهورك بمظهر حضاري
•    اشعر الاخرين بالقيمه والأهميه
•    حافظ على علاقه صادقه ومنفتحه مع الزملاء
•    العمل بروح الفريق والبعد عن حب الذات والأنا
•    الإلتزام بالأعراف والقيم والثقافه السائده
•    ابداء أهميه للعمل والحياه الشخصيه للزملاء العاملين معك .هذاوتجد العاملين أحيانآ يتحدثون اثناء  العمل عن الأبناء و

الأصدقاء والهوايات والإنجازات ،بينما البعض منهم يتحدث عن طرق وآليات بناء علاقات عمل جيده وإستقطاب الزبائن وبالتالي أرى ضروره المجامله من خلال مشاركه الزملاء العاملين وإظهار الاهتمام بالامور التي يتحدون فيا بما لايؤثر على سير وطبيعه العمل.

•    ألمجاملات المناسبه وعدم المبالغه فيها.
•    تعامل  الإداره بحزم مع  تحديات حالآت الرومانس في العمل لما لذالك من آثارسلبيه على المعنويات والانتاجيه.كما وأنصح بتجنب عمل علاقات رومانسيه مع وبين الموظفين وكذالك تجنب بناء علاقات رومانسيه مع الزبائن ومتلقي الخدمات سواء كان ذالك في المؤسسات الخاصه والعامه والأهليه والتعليميه.

في النهايه على المدراء وأرباب الأعمال الإنتقال من مرحله إستغلال العامل الى مرحله الإستثمار في العامل مما يعود بالنفع على ألمؤسسه وينعكس عليهأ إيجابا. بالتاكيد يعتقد البعض بأن المؤسسه لا ترحم وتستغل العامل قدر الإمكان وفي المقابل يرى البعض ان العامل يسعى للاستفاده من المؤسسه قدر الإمكان مما يتطلب وجود اتصال فعال وعلاقه عمل ايجابيه ومهنيه بين العامل والاداره .

بعض العاملين قد يبدع في العمل لوحده كالفنان والرسام مثلآ غيران الغالبيه يعملون مع آخرين وينجزوا العمل من خلال أخرين . وعليه فإن إداره الذات تتطلب 

أولآ :تحمل مسؤؤليه العلاقات مع الاخرين وهذا يتطلب تقبل الأخرين على أنهم بشرمثلك ولديهم القدرات وطرقهم الخاصه في أداء المهام كما ولديهم القيم الخاصه بهم. وعليه لكي تنجح كمسؤول أو موظف عليك أن تدرك قيمه الآخرين و نقاط القوه لديهم .

ثانيآ:الشق الثاني من مسؤؤليه العلاقات ان تتحمل مسؤؤليه الاتصال الفعال كون ما يتردد عن العاملين في المؤسسات وباستمرار وجود ألصراعات والنزاعات الشخصيه في العمل مما ينعكس سلبآ على الأداء.وبالتالي يقع على عاتق المدير تحقيق  الأداء البناء وتنقيه الأجواء وإجراء التغيير المطلوب مهما كان الأمر صعبآ ومعقدآ مع ضروره صون العلاقات وصيانتها باستمرار.غير أننا نسمع بعض المسؤؤلين أحيانآ وللأسف يردد القول" ليس بمقدوري عمل شي"وهنا أود تذكير المدراء بالمثل الإداري"من يرى في نفسه عدم القدره على إحداث التغيير عليه الذهاب إلى النوم في غرفه وبداخلها بعوضه".