تخبط اوروبي امريكي إسرائيلي بشأن الاتفاق النووي وإيران تستبق زيارة بايدن للمنطقة وتسارع بسياسة انفتاح بعلاقاتها الخارجية مع الرياض والقاهرة وانقرة ، وبغداد تساهم في هذا الأمر بزيارات مكوكية ، في ظل تطورات في شمال سوريا والعراق لها علاقة بالتدخلات التركية .

إسرائيل التي تمتلك القوة النووية دون مسائلة ومحاسبة ، توبخ بوقاحة بوريل والاتحاد الأوروبي على أثر زيارة طهران وتعلن عن عدم علمها باي حلف جديد وتقول ان الأمر متعلق بتغيرات في القيادة العسكرية الأمريكية بالمنطقة وهو امر مناط بالتعاون الاستراتيجي مع الولايات المتخدة وبدورها هي . حيث تأتي تلك التصريحات مع تسريبات عن لقاءات عسكرية أمريكية إسرائيلية عربية في شرم الشيخ والنقب في ظل أزمات داخلية وحزبية في دولة الاحتلال وتطرف مجتمعها الصهيوني وانحداره نحو اليمين الفاشي .

الأوراق تختلط بالعالم وبمنطقتنا بشكل غير مسبوق ، أمريكيا تحاول مسابقة الزمن للملمة أوراقها المأزومة بالمنطقة في محاولة للحفاظ على مصالحها في إطار الصراع القائم اليوم مع روسيا على الساحة الأوروبية وحرب الوكالة في اكرانيا  للعبث بالامن القومي الروسي . والخلافات والتباينات تبرز بين بعض الاقطاب الأوروبية على أثر ارتداد نتائج العقوبات ضد روسيا عليها وتُحرك شعوبها ، وانعقاد قمة البريكس والموقف الصيني المتناغم مع روسيا في طرح خريطة طريق جديدة للعالم تتلخص حول الامن والسلام والرفاه لجميع الشعوب ووقف استغلال كتلة واحدة بالعالم لمقدرات الدول والتي اعتادت نهب ثروات الشعوب ودعم الاحتلال واشكال الاستعمار والقهر ، خاصة مع انعقاد قمة مجموعة السبعة التي تبحث محاولة إنقاذ مشاكل التضخم والركود الناشئة في نظامها الاقتصادي ومجابهة المشاكل الداخلية الناشئة في بريطانيا وفرنسا وامريكيا وتوظيف امكانياتها في مواجهة روسيا مع  توتر على جبهة البلطيق . يجري ذلك مع تطورات في أمريكيا اللاتينية مع صعود اليسار وقوى السكان الأصليين في مواجهة النيوليبرالية المتوحشة هنالك ، واستماتة امريكية غربية لمواجهة ظهور مسرحا متنوعا للعالم الذي اصبح يفتح آفاق التغيير بالنظام العالمي وإنهاء هيمنة القطب الواحد . ننتظر ونتابع المتغيرات المتسارعة والمتحركة في الجغرافيا السياسية والاقتصادية في مناطق العالم وبما له علاقة ايضا بقضايا الطاقة والغاز ، لنحاول فهمها والاستفادة منها والبناء عليها في تطوير صمود شعبنا وثباته في إطار تحقيق مصالحنا الوطنية .