صدى نيوز- أكد المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، السفير رياض منصور، اليوم الجمعة، أن استمرار عنف الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني يأتي بسبب غياب المساءلة لدولة الاحتلال.
جاء ذلك خلال بعث السفير منصور ثلاث رسائل متطابقة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (البرازيل)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، حول تدهور الوضع في فلسطين المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.
وأوضح منصور استمرار استهداف المدنيين الفلسطينيين بالعنف والإرهاب من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ومليشيات المستوطنين المتطرفين، منوها إلى أن هذا العنف يُرتكب بشكل متواصل ومنهجي بدعم كامل من حكومة الاحتلال الإسرائيلي وأجهزتها العسكرية في انتهاك جسيم للقانون الدولي، بما في ذلك قرار مجلس الأمن 2334، الذي دعا إلى اتخاذ خطوات فورية لمنع جميع أعمال العنف ضد المدنيين، بما يشمل أعمال الإرهاب.
وشدد منصور على أن غياب المساءلة عن الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها إسرائيل يشجعها على ارتكاب المزيد في ظل افلاتها من العقاب، منوهاً إلى استشهاد المزيد من المدنيين، بمن فيهم الشباب، على أيدي قوات الاحتلال والمستوطنين، منوها إلى استشهاد نبيل أحمد سليم غنيم (53 عاما) في قلقيلية، بتاريخ 20 يونيو، وفي اليوم التالي، استشهد علي حرب (27 عاما) طعنا على يد مستوطن إسرائيلي في قرية إسكاكا، وفي 25 يونيو، استشهد الفتى محمد عبدالله حامد (16 عاما) على أيدي قوات الاحتلال في بلدة سلواد، وفي 29 يونيو أطلقت قوات الاحتلال النار على الشاب محمد مرعي (25 عاما) خلال غارة عسكرية أخرى على مدينة جنين ما أدى الى استشهاده.
ودعا منصور إلى محاسبة مرتكبي كل هذه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني وتحقيق العدالة للضحايا وعائلاتهم، مشيراً إلى تزايد حالات عنف وإرهاب المستوطنين والذين أصبحوا أكثر عدوانية وتطرفا، نتيجة لدعم قوات الاحتلال لهم، وقناعتهم بأنهم لن يعاقبوا أبدا على جرائمهم ضد الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى عدد من أعمال الاستفزاز والتحريض والعنف التي لا حصر لها من قبل المستوطنين الإسرائيليين في الفترة الأخيرة؛ من ضمنها اقتحام عشرات المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين الذين تحميهم قوات الاحتلال مرة أخرى المسجد الأقصى وأداء الشعائر الدينية في الحرم الشريف، وقيام مستوطنون إسرائيليون بإرهاب مجموعة من الأطفال الفلسطينيين في مخيم صيفي بالخليل.
ولفت منصور إلى إصابة ما لا يقل عن 17 فلسطينيا بنيران إسرائيلية خلال مداهمة مستوطنون متطرفون منطقة قبر يوسف في مدينة نابلس في 30 يونيو، إلى جانب إصابة 40 آخرون باستنشاق الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته قوات الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى قيام المستوطنين بإضرام النيران في أراض مملوكة لفلسطينيين في قرية حوسان قرب بيت لحم، ما أدى إلى اتلاف المئات من الأشجار، وكذلك اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون على ناشطين يزرعون أشجار الزيتون في أراض مهددة بالاستيلاء في مسافر يطا قرب الخليل.
وشدد منصور على أن هذا الاستخدام المستمر للقوة والعنف والإرهاب يهدف إلى خلق بيئة قسرية لتسهيل الاستيلاء على المزيد من الأراضي، بدون سكانها الفلسطينيين الأصليين، لتمكين إسرائيل من مواصلة خططها الاستيطانية والضم غير القانوني دون عوائق.
وبين منصور ضرورة قيام المجتمع الدولي، ولاسيما مجلس الأمن، بالتصرف بمسؤولية وجدية لتطبيق القانون الدولي والذي يتم انتهاكه بشكل خطير من قبل إسرائيل وذلك من أجل وضع حد للإفلات الوقح والمدمر من العقاب، مشددا في الوقت ذاته أن مثل هذا العمل الجماعي مع التدابير الملموسة للمساءلة، يمكن من خلالها أن يتم حماية أرواح المدنيين الأبرياء، وأن يضع كذلك حدا للاحتلال الاستعماري الإسرائيلي غير الشرعي ونظام الفصل العنصري، بما في ذلك الحصار اللاإنساني لقطاع غزة منذ 15عاما.