خاص لـ صدى نيوز: يزور الرئيس الأمريكي جو بايدن المنطقة لأول مرة منذ توليه رئاسة البيت الأبيض على وقع تصريحات "نارية" للقيادة السياسية الفلسطينية، التي هاجمت في بعضها بايدن، وفي بعضها الآخر حذرت من فشل الزيارة، وكأن القيادة تريض وضع "العصا أمام الراعي"، للتحذير من القرارات الفلسطينية التي ستعقب فشل الزيارة.
ولم يسبق للسلطة الفلسطينية وقيادتها، حسب رصد صدى نيوز، أن هاجمت بايدن بهذا الشكل منذ انتخابه، فيما أشار محللون إلى أن القيادة السياسية الفلسطينية ربما تكون حصلت على معلومات مؤكدة عن طبيعة الزيارة ومخرجاتها، ورأت أن ما فيها لا يحقق شيئاً للفلسطينيين.
وأكدت مصادر مطلعة لـ صدى نيوز أن القيادة الفلسطينية ستقرر تجميد الاعتراف بإسرائيل، ووقف التنسيق الأمني معها في حل فشلت زيارة بايدن، وهو ما يعني "قلب الطاولة" والعودة إلى مربع العلاقات مع الولايات المتحدة كما كانت في عهد ترامب.
حسين الشيخ يُحذر من فشل الزيارة
وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، من تداعيات فشل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المرتقبة إلى المنطقة في إطلاق أفق سياسي للحل السلمي بين الفلسطينيين والإسرائيلين.
وقال الشيخ إنه إذا فشلت زيارة الرئيس بايدن في إطلاق أفق سياسي سنذهب جميعا إلى مربع غير مريح إطلاقا".
ونبه الشيخ إلى مخاطر "فقدان الأمل لدى الفلسطينيين وأن استمرار هذه السياسة الإسرائيلية الميدانية يومياً بالتصعيد والتنكيل والقتل والاستيطان والاجتياح لم تعتد تحتمل".
وأكد على ضرورة أن ينتج عن زيارة بايدن إطلاق أفق سياسي وإجبار إسرائيل على الالتزام بالشرعية الدولية، والتأكيد على حل الدولتين وضرورة ووقف الاستيطان ووقف تهجير السكان الفلسطينيين.
ولوح الشيخ، بما اتخذته القيادة الفلسطينية من قرارات لإعادة تحديد العلاقة مع إسرائيل بما في ذلك احتمال سحب الاعتراف بها ووقف التنسيق الأمني معها.
وقال عن ذلك "هناك مجموعة إجراءات أقرتها القيادة الفلسطينية وتم التأجيل بناء على طلب من الأشقاء والأصدقاء والإدارة الأمريكية لما بعد زيارة بايدن، وآمل ألا نضطر بالذهاب إلى هذا المربع ولسنا لنا رغبة في ذلك".
عزام الأحمد: غير مفائلين من الزيارة
وعبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عزام الأحمد، عن عدم تفاؤله من زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة، ولقائه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقال الأحمد: "غير متفائلين من الزيارة، ومتشككون منذ بداية الحديث عن مؤتمر وتحالف شرق أوسطي جديد، على غرار حلف (الناتو) من أجل مواجهة إيران، كأنها هي الخطر الأوحد".
وأضاف: "هذا الحلف، إرضاء للمخاوف الإسرائيلية من إيران، ولن يكون من أجل مصلحة الشعوب العربية وإحلال السلام في الشرق الأوسط".
ويبدأ بايدن يوم 13 يوليو/ تموز الجاري جولة إلى المنطقة، يستهلها بزيارة إسرائيل، ثم فلسطين، حيث يلتقي الرئيس محمود عباس في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، ويختتمها بزيارة المملكة السعودية ولقاء عدد من القادة العرب.
ويقول الأحمد، إن المطلوب من بايدن هو "الإيفاء بكل الوعود التي قطعها للفلسطينيين خلال حملته الانتخابية، والتي أكد عليها فيما بعد".
وأضاف في هذا الصدد: "مطلوب إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية، ورفع اسم منظمة التحرير عن قوائم الإرهاب الأمريكية، وفتح مكتبها في واشنطن، والالتزام بخيار حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، والالتزام بقرارات الشرعية الدولية".
وتابع: "نأمل أن تفتح هذه الزيارة أفقا جديدا لعملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والذهاب نحو عقد مؤتمر دولي يفضي لقيام دولة فلسطينية على الحدود المحتلة عام 1967، والقدس الشرقية عاصمتها".
وقال: "المطلوب أيضا من بايدن دفع إسرائيل إلى وقف الخطوات الأحادية الجانب، ووقف الاستيطان، وهدم المنازل، وتشريد السكان".
وذكر الأحمد، أن القيادة الفلسطينية تريد من بايدن العمل على فك الحصار المالي الذي فرضه الرئيس السابق دونالد ترامب مع بعض الدول العربية (لم يسمها).
وقال الأحمد، إن فشل زيارة الرئيس الأمريكي، وعدم إيفاء واشنطن بالتزاماتها يعني "ذهاب القيادة الفلسطينية نحو تطبيق قرارات المجلس المركزي في العلاقة مع إسرائيل والولايات المتحدة".
وأضاف: "نحن ننتظر ماذا سيقدم بايدن في زيارته، وسنقابل الخطوة بخطوتين".
وتابع: "نريد تطبيق كامل الوعود وهي حقوق لنا، بما فيها العلاقات الأمريكية الفلسطينية".
اشتية: ننتظر أن تترجم وعود بايدن لأفعال
وقال رئيس الوزراء د. محمد إشتية إن زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن لفلسطين سترسم ملامح يوم آخر، مشدداً على أننا "لا نزال ننتظر أن تترجم الوعودات الإيجابية، التي سمعناها خلال الحملة الانتخابية للرئيس بايدن، إلى وقائع على الأرض بما يشمل إعادة فتح القنصلية في القدس، وفتح مكتب منظمة التحرير بواشنطن، والالتزام بحلّ الدولتين عبر خطوات ملموسة، أهمها وقف الاستيطان، والدعوة للحفاظ على الوضع التاريخي القائم في المسجد الأقصى".
وأشار إلى أن ما تم الوفاء به فقط هو استئناف الإدارة الأميركية للمساعدات المالية لوكالة الغوث "الأونروا"، وهذا مهم ونشكرهم على ذلك، ولكن المطلوب أكثر من هذا.
صبري صيدم: بايدن هو الجيل الثاني لترامب
ووصف عضو مركزية فتح صبري صيدم الرئيس الأمريكي جو بايدن بانه الجيل الثاني لدونالد ترامب.
وأضاف في مقال له اطلعت عليه صدى نيوز: بايدن الذي لطالما قال بأنه ليس ترامب، وقلنا بأنه بالنسبة لكثير من الفلسطينيين إنما هو الجيل الثاني من ترامب، سبق أن اتخذ خطوات معاكسة لمجرى وعوده وتوقعاته، إذ سبق أن أكد نيته رفع منظمة التحرير الفلسطينية عن قائمة الإرهاب، ليستفيق في اليوم التالي ويرفع عصابات صهيونية عنصرية عن قائمة الإرهاب المزعومة، وقبل تسلمه للطلقة التي قتلت شيرين، ألمح إلى قناعته بأن الاغتيال قد تم على يد إسرائيل، حسب بعض المقربين، وأنه أراد تثبيت ذلك، ليعود وتقدم إدارته البيان المشؤوم. هذه التصرفات ومجمل الإخفاقات جميعها إنما تؤكد للفلسطيني، ومن يتعاطف معه بأن بايدن إنما هو ترامب ببدلة بايدن. فتوسيع المستوطنات ومصادرة الأراضي وهدم البيوت واغتيال الناشطين، واستباحة الأماكن المقدسة، والقائمة تطول من المصائب، إنما تؤكد أن صفقة القرن قيد التطبيق دونما إبطاء.
وأضاف: بايدن الذي ادعت مندوبته باربرا ليف، خلال زيارتها الأخيرة لفلسطين، بأنه حريص على تهدئة الأمور قبيل زيارته، إنما زاد من نقمة الفلسطينيين وألهب نارهم وأجج مشاعرهم، ووجه لهم إهانة كبرى، وهو ما يعني بأن الإدارة الأمريكية، ربما لم ولن تحظ بثقتهم أبداً، وعليه فقد قتل بايدن بايدن.. أي أن يداه أفسدت المشهد الذي أراد هندسته بذاته.
جبريل الرجوب: بايدن لا يحمل جديداً
وقال أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب، الثلاثاء، إن الرئيس الأميركي جو بايدن لا يحمل في جولته القادمة للمنطقة أي خطوات جديدة تجاه فلسطين. محدداً 3 سيناريوهات محتملة للتعامل مع مرحلة ما بعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وأضاف الرجوب أن القيادة الفلسطينية ستعقد اجتماعات بعد الزيارة لبحث الخطوات اللازمة للمرحلة المقبلة، في ضوء عدم قيام الإدارة الأميركية بأي ضغط على إسرائيل لإيقاف سياسة الاستيطان والاحتلال وتقويض حل الدولتين.
وبيّن الرجوب أن الرئيس محمود عباس أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في لقاءهما الأخير، التزامه بتنفيذ حزمة قرارات اتخذتها المؤسسات الفلسطينية، حال عدم حدوث تحول بالموقف الأميركي، واستمرار إسرائيل في مسار عدم إنهاء الاحتلال.
ونبّه أن الجانب الفلسطيني قرر "عدم التشويش على زيارة بايدن" بالرغم من كونها "لا تحمل جديداً يخص القضية الفلسطينية".