إن محاولات الاعتداء والشد المعاكس من جانب البعض في مجتمعنا وفي هذا العالم وكما حدث دائما عبر التاريخ لمسيرة تطور البشرية ولتنوع فكرها الثقافي لن تخدم سوى تاجيج صراعات اجتماعية كان قد تجاوزها البشر منذ زمن  ، وهي محاولات لاعادة الزمن للوراء ، كما وهي تساهم في خلق نزاعات تخدم أهداف اصحابها بمحاولات السيطرة وفرض احادية الرأي بالقوة وتمثل الضعف في عدم قبول التعددية الثقافية والفكرية الجميلة لمجتمعنا الفلسطيني والخوف منها .

إن مثل تلك العقلية التي يتصرف بموجبها نفر قليل تشابه سياسات مماثلة يقوم بها الاحتلال الفاشي في محاولاته لطمس مكونات الهوية الوطنية والتراث الثقافي الحضاري لشعبنا والاضرار بالتضامن الشعبي الدولي مع ثقافتنا وفنوننا وحقوقنا السياسية ، وهي محاولات تتفق مع ممارسات أشكال الإرهاب الفكري لليمين العنصري في هذا الكون ضد التنوع الثقافي والاثني للشعوب ، الأمر الذي يشكل مكونات مثلث رعب متطرف في هذا العالم تحت ستار الفهم المغلوط للمعتقد ، أو ستار الفكر الأحادي المنغلق الذي لا يقبل الآخر ولا يقبل تطور المجتمعات الإنسانية وتقدمها الاجتماعي واشكال فنونها الفولكلورية والمعاصرة ، الأمر الذي يتوجب مواجهته بوعينا وتماسكنا .

 انها رؤية ظلامية تخدم مصالح فكر عدواني على لغة الثقافات المتعددة او ثقافات الآخر وعلى السلم الأهلي ، وهي تشكل انتهاك لنصوص اعلان استقلال دولة فلسطين الذي خطه الشاعر الكبير محمود درويش وأعلنه الزعيم الخالد أبا عمار ، وهي اعتداء على القوانين والمواثيق الوطنية والرؤية الثقافية الوطنية التقدمية ببعدها الإنساني للثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية منذ نشأتها ، ولمفاهيم وقرارات المنظمات الدولية الثقافية والإنسانية التي تلتزم بها دولة فلسطين بحكم انها طرف فيها .