صدى نيوز- في عالم اليوم سريع الخطى، نتعرض يومياً للعديد من فرص اتخاذ القرار. بعضها أساسي ويبدو أن تأثيره ضئيل _مثل تحديد ما نأكله على الغداء _ في حين أن البعض الآخر كبير، مع تأثير أكبر. في كلتا الحالتين، فإن القدرة على التفكير ليست مجرد سمات مرغوبة، ولكنها أدوات ضرورية للبقاء على قيد الحياة.
سأدخل في مضمون المقال مباشرة، بما يتلاءم مع جوهر الفكرة، إن التوافر الواسع لمنافذ الوجبات السريعة، وسرعتها في الخدمة، وساعات العمل الطويلة والأسعار المنخفضة تجعلها خيارًا جذابًا عندما يبدأ الجوع في التذمر خلال فترة بعد الظهر أو المساء في المدينة، وبالتالي غالبًا ما يتم تناول الوجبات السريعة باعتبارها بين الوجبات «سناك».
ظاهرة مطاعم الوجبات السريعة بأنواعها المختلفة بتزايد عال في مجتمعنا، وإقبال المواطنين عليها بأعداد كبيرة جعلها بحالة تنافس فيما بينهم، مع أن العديد من الدول المتقدمة بدأت تواجه هذه الظاهرة لما لها من تأثيرات صحية على مجتمعاتها.
لكن نحن في مجتمعنا الفلسطيني بكل مكوناته المؤسساتية من العائلة والقطاع الحكومي والخاص والأهلي تأثر بالوجبات السريعة بشكل مختلف، وهو تقديم الفعل المراد تنفيذه كوجبة سريعة؛ دون دراسة مسبقة في تبعات الأفعال والقرارات، ما يؤدي الى تخبط وإرباك على كافة المستويات.
نادرًا ما يكون اتخاذ القرار السريع فكرة ذكية ما لم تكن قد تلقيت تدريبًا على كيفية اتخاذ قرارات سريعة، فستكون بخير. مسلحًا بأدوات إدارة الأزمات المدفوعة بالضغط، فأنت على استعداد لتقييم الموقف بسرعة والاستجابة وفقًا لذلك. اتخاذ القرار هو أهم مهارة يمكنك امتلاكها، يجب أن تدرك أن القرارات السريعة عادة ما يكون لها نتيجة سيئة ما لم يكن الحظ معك!! غالبًا ما يتجاهل القرار السريع الموقف.
القرار الذي يتم اتخاذه على عجل لا يفكر كثيرًا في النتيجة. لا يأخذ في الاعتبار الوضع الذي قد نجد أنفسنا فيه. تقييم ضئيل أو معدوم للحقائق، وكلها مهمة في كل قرار. لا تخدع نفسك ولكن انتبه لا أحد يخدعنا مثلنا، يمنحك إبطاء قرارك منصة لتقييم الموقف. يمكنك معرفة الحقائق، والنظر في النتائج المحتملة، التفكير في سلوكيات الآخرين في القرار الذي تتخذه.
القرارات السريعة مثل الوجبة السريعة، تستمتع بها في لحظة معينة وبعدها ستستفيق بأنه كان بالإمكان التمهل، إن هزيمة اتخاذ القرار السريع ليس بالأمر السهل. سيتطلب الأمر وعيًا ذاتيًا بكل خيار عليك القيام به، وبعد ذلك ستحتاج إلى التوقف. توقف لحظة ثم ابدأ عملية جديدة لصنع القرار.
ما الهدف العام الذي تحاول تحقيقه من القرار أو تناول الوجبة السريعة؟! وكيف يؤثر هذا القرار المحدد عليه؟ من المهم أن تضع ذلك دائمًا في الاعتبار، عند اتخاذ القرارات الكبيرة والصغيرة. على سبيل المثال، إذا كان أحد أهدافك في بداية العام هو التحول إلى نظام غذائي صحي، فإن وضع ذلك في الاعتبار سيوجه قراراتك اليومية البسيطة في تناول الطعام.
ضع في اعتبارك المعلومات المتاحة الحقائق مهمة جدًا لصنع القرار. كلما زادت المعلومات المتوفرة لديك حول الموقف، كان من الأسهل اتخاذ قرار بشأنه. لذلك يُنصح بالحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات عند اتخاذ القرارات.
إذا كان يجب عليك اتخاذ قرار في لمح البصر. يجب عليك أيضًا التفكير في عواقب وتأثير كل خيار. هل تأثرت وحدك أم يتأثر الآخرون بقرارك؟ إذا تأثر الآخرون فهل يحتاجون إلى استشارتهم؟ ما هي نتيجة كل خيار وكيف تؤثر على هدفك الأساسي في المؤسسة؟
ذلك كله أصبح في عالم السرعة الإخبارية والإعلانية من تناول أي وجبة سريعة الى القرارات غير المدروسة تنتشر بشكل مخيف، ما يؤدي الى الترويج بطريقة غير إيجابية في أغلب الأحيان بالتالي سلسلة من القرارات الخاطئة يتم بثها في الفضاء المجتمعي فتزداد الخسارة وفقدان الثقة والأمل.