رام الله- صدى نيوز- شهد الجنوب السوري مؤخراً، عودة طوعية للاجئين من الأردن وصفت بـ"الكبيرة" بعد شيوع حالة من الهدوء أفرزها اتفاق عمان، حسبما أفادت وسائل إعلام أردنية.
وكانت الأردن والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، قد توصلت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، في العاصمة الأردنية عمان في السابع من آب الماضي، ومن ثم تطور إلى اتفاق بين ذات الدول لمنطقة خفض تصعيد في 11 الشهر الحالي.
وافاد المتحدث الرسمي باسم مفوضية اللاجئين في الأردن محمد الحواري، لصحيفة "الغد" الاردنية في عددها الصادر اليوم الاثنين، إن عدد اللاجئين الذين عادوا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة ارتفع ليصل إلى معدل 1000 لاجئ شهريا، مقارنة بالنصف الأول من العام الحالي والذي شهد عودة حوالي 1700 لاجئ.
ولفت إلى أن أكتوبر الماضي، شهد عودة 750 لاجئا من الأردن إلى سورية، و1078 عائداً طوعياً في شهر سبتمبر الماضي، و1203 في أغسطس الماضي، وهو ما يزيد بالفعل مقارنة بالأشهر الستة الأولى من العام عندما عاد 1700 لاجئ طوعي إلى سورية.
وأضاف الحواري أنه على الرغم من الزيادة في الأرقام المطلقة، إلا أنها ما تزال أرقاماً صغيرة جدا بالنسبة لأعداد اللاجئين، إذ تساوي 2.0 بالمئة من إجمالي اللاجئين السوريين في المملكة.
وشدد على أن المفوضية من جانبها تحاول جاهدة أن تحرص على أن يكون خيار العودة هو بمحض الإرادة، بدون أي ضغوط، وتقدم هي من جانبها النصح بعدم العودة بسبب خشيتها من عدم استقرار الأوضاع هناك وخطورة العودة.
واوضح إن المفوضية تعتبر أن ظروف عودة اللاجئين في أمان وكرامة ليست ممكنة بعد في سورية، وبالتالي لا تسهل أو تعزز العودة، إذ ما تزال هناك مخاطر كبيرة على المدنيين داخل سورية.
وقال الحواري إن ربط التغييرات الجارية في الداخل السوري بحركة عودة اللاجئين في هذا الوقت يعتبر من السابق لأوانه، فتحسن الأمن ليس كل ما يهم بالنسبة للعودة، إلا أن هناك العديد من الأسباب الأخرى التي يجب مراعاتها، مثل لم شمل الأسرة وهو السبب الرئيسي الذي ذكره اللاجئون العائدون من الأردن إلى سورية، بالإضافة الى الضغط الاقتصادي.
واضاف أن المفوضية تقوم بنصح اللاجئين بشكل مستمر حتى يتسنى لهم اتخاذ قرارات صحيحة، لافتا إلى أن الأردن يستقبل قرابة 660 ألف لاجئ سوري مسجل منهم 180 ألفا داخل المخيمات، أما الـ 80 بالمئة الباقية فيسكنون المناطق الحضرية خارج المخيمات.
وتشير الأرقام الرسمية في الأردن إلى أن أكثر من 850 ألف سوري يقيمون في المملكة غير مسجلين كلاجئين.
وطبقا للصحيفة، فإن بإمكان أي عائلة سورية لاجئة في أي مكان بالمملكة وراغبة بالعودة، التقدم بطلب عودة على مسؤوليتها إلى مكتب خاص بالعودة في مخيم الزعتري، حيث يتم عمل الإجراءات اللازمة لذلك، وإبلاغ المفوضية العليا للاجئين لسحب بطاقات التسجيل منها كلاجئين.
وتقوم السلطات، بحسب ما قال لاجئون، بنقل الراغبين بالعودة وفق جدول زمني إلى مربع السرحان، ومنه إلى معبر نصيب الإنساني، حيث يتم تسليمهم إلى ممثلين عن فصائل المعارضة.