جرائم حرب اسرائيلية جديدة ،،
* مروان اميل طوباسي
ان استمرار العدوان الوحشي على ابناء شعبنا في قطاع غزة الذي ادى حتى اللحظة الى ارتقاء عشرة من الشهداء واكثر من عشرات الجرحى الذين التحقوا بقافلة اكثر من خمسين شهيدا اغتالتهم دولة الاحتلال منذ بداية هذا العام. ان ذلك لا يحتاج اليوم إلى إدانات جديدة، بل إلى بدء التنفيذ لقرارات المجلس المركزي في دوراته الأخيرة كرد رسمي يفتح مسارات جديدا بالعلاقة مع دولة الاحتلال، والى تحركات سياسية عاجلة لحماية ابناء شعبنا والى تصعيد المقاومة الشعبية ضد الاحتلال وقطعان مستوطنيه، أمام التوقعات بتصعيد هذا العدوان الهمجي خلال الساعات القادمة براً وجواً .
ان إسرائيل مصممة في ظل ازمتها الداخلية وفي هذه الظروف الدولية على ارتكاب جرائم جديدة ضد شعبنا طالما العالم وتحديدا الغربي منه يقف مكتوف اليدين عمليا دون جراءة في محاسبة دولة الأحتلال او باتخاذ اي اجراءات عقابية وفق سياساته التي تعتمد ازدواجية المعايير والاصرار على عدم رؤية التوحش الإسرائيلي والخوف منها.
ان ما يحدث يثبت مرة تلو الاخرى ان هذه الدولة المارقة وفق تعريف القانون الدولي والانساني ، والتي أقيمت تحقيقا لمشروع استعماري وكاداة لاطماع وهيمنة الغرب بمنطقتنا، وعلى مدى عقود من السنين ترفض أن تكون طرفاً في الوصول الى تنفيذ الخيار الدولي المتمثل بحل الدولتين كرؤية للسلام ، وذلك وفق كل مواقف الحكومات المتعاقبة فيها، بل وتُصعد من اضطهادها وقهرها لشعبنا بكافة الوسائل وتزيد من توسعها الاستيطاني وضم الأراضي واجراءات التهويد واستمرار اعلان حربها ضد شعبنا وصم اذانها لكل الدعوات الفلسطينية ورؤية منظمة التحرير لضرورة انهاء العدوان والأحتلال والاستيطان تحقيقا للسلام، وفي استمرارها حتى في رفض اساسي لفكرة الدولة المستقلة ذات السيادة على ٢٢% فقط من اراضي شعبنا التاريخية بما يحمله ذلك حتى من ظلم لحقوقنا التاريخية.
ببساطة، انها تُعرف نفسها كدولة يهودية قبل ان تكون "ديموقراطية"، فهي تمارس الجرائم دون خوف من اي محاسبة دولية جادة، وتمارس الفوقية اليهودية والتمييز العنصري إلى جانب الأحتلال الاستيطاني وتعتمد دائما العدوان العسكري وفي كل الاتجاهات لتصدير ازماتها خاصة بالوقت الذي لا تستطيع فيه تشكيل حكومة مستقرة خلال الثلاث سنوات الماضية والبحث عن ما يشكل قاعدة وحدة لكافة الأحزاب الصهيونية.
فكل شبر من فلسطين التاريخية تعتبره مقدساً وفق الرؤية التوراتية للحركة الصهيونية وأمنياً في أنٍ واحد لحماية توسعها كمبداء في إقامة كيانها الذي لا تُعرفهُ حدود لتحقيق مشروعها الاستعماري على حساب حقوق شعبنا الفلسطيني صاحب الأرض وعلى حساب القانون الدولي وكل المواثيق الأممية ، أن الاستقرار والسلام يُرهبها ولا يحقق لاِجماع ووحدة الحركة الصهيونية مبتغاها وديمومتها.
ولذلك ولتلك الأسباب وغيرها ستستمر دولة الاحتلال في ارتكاب جرائمها في كل المدن والقرى والمخيمات الفلسطينة في كافة المحافظات الفلسطينية، ولن يصل هذا المجتمع الاستعماري "الإسرائيلي" اليهودي الذي لا يحمل صفة مكونات شعب إلى النتيجة والقناعة بالمدى القريب التي وصلت لها بالتاريخ شعوب ودول استعمارية أخرى، الا اذا كان استمرار استعماره الاحتلالي مكلفا من كل الجوانب الدولية والمحلية ويُعرض وحدته إلى الخطر والى تفاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية الداخلية كما والى حالته الوجودية.