منذ امس يتسابق ممثلين الاتحاد الأوروبي بوريل وكوبر وتزانتشيف وغيرهم على إدانة عملية إطلاق النار باشد العبارات ، التي تمت ضد مستوطنين بمدينة القدس المحتلة والتي وصفوها بابشع ما وفرها لهم قاموسهم السياسي الذي يحمل كل معاني ازدواجية المعايير والتنكر لمواقفهم هم أنفسهم في زمن كفاح شعوبهم نحو تحررهم من الإرهاب والوحش النازي ، وفي التنكر لقيم المقاومة باشكالها المختلفة التي وفرتها لشعب مُضطَهد ومُحتَل كافة المواثيق الدولية كحق طبيعي ، كانوا هم انفسهم طرفا فيها بالتوقيع عليها .
في تصريحات هولاء المسؤلين الأوروبين الذين باتوا يساون بين الجلاد والضحية ويوفرون لدولة الاحتلال نوعا من الشرعية الدولية بتبرير ما سموه "بحقها بالدفاع عن نفسها "، قد كرروا مواقفهم بأهمية أمن إسرائيل الذي يشكل بالنسبة لهم اولوية قصوى كما قالوا ، غير مدركين أو لا يريدون أن يدركوا عمدا وهو الأصح باعتقادي ، أن آمن إسرائيل لا يتوفر من خلال ممارسة احتلال بشع وجرائم يومية ترتقي إلى شكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ضد الشعب الفلسطيني الذي يتوق للحرية والسلام في أرضه ومع كل الشعوب .
ان ما جرى بالعشر ثواني باطلاق عشر رصاصات اصابت عشرة من المسلحين المستوطنين بارض ليست هي ارضهم هو رد طبيعي على إرهاب دولة الأحتلال المستمر وعلى عمليات عصابات الاحتلال إلاسرائيلي بتنفيذ جرائم الاعدام الاخيرة من مسافة الصفر التي كان اخرها صباح هذا اليوم في كفر عقب بحق الشهيد محمد الشحام او التي سبقتها خلال الاسبوع الماضي بمعظم محافظات الوطن وقتل العشرات في غزة ، وبالاساس على استمرار جريمة الأحتلال الاستيطاني التهويدي منذ عقود طويلة الذي يشكل جوهر الإرهاب وعدم الاستقرار بالمنطقة .
هذا الغرب الاستعماري عبر تاريخه وهؤلاء الأوروبين لا يريدون النظر إلى واقع الأمور الحقيقية بعدالة ويصرون على عدم تحمل مسوؤلياتهم الاخلاقية والسياسية بل والتاريخية في انهاء هذا الاحتلال الاستعماري الذي لا يستهدف شعبنا الفلسطيني وحقه في تقرير المصير كمبداء سامي للشعوب فقط وانما لميثاق هيئة الأمم والقانون الدولي وحتى مبادئ نشؤ اتحداهم الأوروبي نفسه ، كما يستهدف ايضا الأمن والسلم الدوليبن خاصة في منطقتنا ، ويبدوا انهم لا يريدون العمل الجاد من أجل الأمن والاستقرار الذي يتحقق فقط من خلال إنهاء هذا الاحتلال الإرهابي وتداعياته اليومية التي يجب أن تحظى باولوية ادانتهم وفرض عقوباتهم كما يفعلون بحق دول أخرى ، لكنه النفاق السياسي الذي تستوجبه مصالحهم وتبعيتهم لسياسات الهيمنة الأمريكية ، في وقت ترفض الشعوب الأوروبية واحزابها التقدمية الصديقة تلك السياسات والمواقف الرسمية الأوروبية التي تكاد أن تكون منحازة أن لم تكن بعد أمام تلك الوقائع .