(خاص) صدى نيوز - عقب حالة من السخط والغضب التي انتابت حركة الجهاد الإسلامي من نظيرتها حركة حماس خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة ونأي حماس عن المشاركة مع الجهاد في صد العدوان على قطاع غزة، عقد لقاء رفيع المستوى بين قياديين سياسيين وعسكريين وأمنيين من الحركتين في غزة...وسط سؤال مهم هل تم بمحض إرادة الجهاد أم تعرض لضغوط من جهات أخرى؟.
ووفقاً لمصدر حزبي مطلع لـ "صدى نيوز" قال: إن "اللقاء الذي جمع مسؤولين سياسيين من حركتي الجهاد الإسلامي وحماس بمشاركة قيادات عسكرية من سرايا القدس وكتائب القسام في قطاع غزة، تم الترتيب له من قبل أطراف أخرى خارج الحركتين، والتي دفعت باتجاه عقد هذا اللقاء بعد حالة السخط والغضب في صفوف كوادر الجهاد من عدم مشاركة اخوانهم في حماس معهم في معركة (وحدة الساحات)، التي خاضتها الجهاد منفردة ضد العدوان الإسرائيلي وصد هجومه على غزة، وتذمر الشارع الغزي وغضبه من حماس لتركها كوادر الجهاد في الميدان وحدهم يتصدون للعدوان الإسرائيلي.
وكشف المصدر بأن مسؤولين إيرانيين ولبنانيين وتحديداً من حزب الله ضغطوا على حركة الجهاد للقبول بترتيب لقاء بينهم وبين حركة حماس، عقب حالة التوتر التي سادت أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة، والذي وصفته حركة الجهاد بالعدوان "الغادر"، في إشارة إلى أنها تعرضت للغدر من قبل أشقاء سواء في الداخل أو في الإقليم.
وتناول اللقاء الذي انعقد الإثنين الماضي بعد أسبوعين من العدوان على غزة، وتابعته وكالة صدى نيوز، الأهداف الاستراتيجية للحركتين ونتائج الجولة الأخيرة وتعزيز العمل المشترك ومواجهة سياسة "العدو الصهيوني" الهادفة إلى زرع الفتنة بين الحركتين.
وساد اللقاء روح الإيجابية على رغم مما شابه من مناكفات حول إدارة المعركة الأخيرة التي خاضتها سرايا القدس لوحدها ضد الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى تبادل وجهات النظر المختلفة بين الطرفين.
وقال داوود شهاب مسؤول المكتب الإعلامي في حركة الجهاد، عشية تنظيم الحركة، يوم غدٍ الخميس، مهرجاناً في مناطق مختلفة بغزة وجنين ودمشق وبيروت:"إن المهرجان الجهادي (وحدة الساحات) يُمثل رسالة تحدي للعدو الصهيوني الذي حاول أن يعزل حركة الجهاد الإسلامي عن الجماهير، وحاول أن يضرب حاضنة الحركة ويدق الأسافين بينها وبين الجماهير من جهة وبينها وبين القوى والفصائل من جهة أخرى"، (في إشارة إلى ما تعرضت له الحركة من خذلان بعض الأشقاء خلال العدوان الأخير).حسبما تابعت وكالت صدى نيوز.
وبين شهاب، أن مهرجان وحدة الساحات، وطني كبير يشمل كل شهداء العدوان الأخير وعددهم 49 شهيداً معظمهم من المدنيين والأطفال، لتأبين جميع شهداء وحدة الساحات وليس فقط شهداء سرايا القدس.
من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، محمد الهندي في تصريح تابعته "صدى نيوز" تعقيباً على عدم تجاوب الاحتلال لشروط الحركة: إن "كلام الأمين العام زياد النخالة واضح وهو الضمان الحقيقي لتنفيذ شروط وقف إطلاق النار هي المقاومة وعدم تنفيذ العدو للشروط والمتمثلة بالإفراج عن الاسيرين عواودة والسعدي يعني العودة مجدداً لمربع القتال وهذا المرة إذا عادت المعركة سنحتاج إلى ضمانات دولية لوقف إطلاق النار وما زلنا ننتظر جواب رسمي واخير من الوفد الوساطة المصرية بخصوص هذا الشأن".
وكان صدر عقب اللقاء الذي جمع قيادات حماس والجهاد بيان مشترك، أكدتا في أن "المقاومة خيارنا الاستراتيجي لا تراجع عنه، ولا تردد فيه، وهي مستمرة وبتنسيق عال ومتقدم بين الحركتين، والفصائل كافة، وفي المقدمة منها كتائب القسام المظفرة، وسرايا القدس البطلة، ونحذر العدو من أي غدر تجاه شعبنا ومقاومته الباسلة وسيكون ردنا عليه حازماً وحاسماً وموحداً".
وناقش المجتمعون العلاقات الثنائية بين الحركتين في المستويات كافة، وتم الاتفاق على تعزيز أوجه العمل المشترك وتفعيل اللجان المشتركة بين الحركتين في المستويات السياسية والعسكرية والأمنية.
وشددت الحركتان على أن "غرفة العمليات المشتركة منجز وطني يضم فصائل المقاومة كافة في إطار موحد لإدارة المواجهة مع الاحتلال، وفي المقدمة منها كتائب القسام وسرايا القدس، وسنعمل جميعاً على تعزيز دورها ومكانتها حتى التحرير والعودة".
يشار إلى أن العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة أدى إلى استشهاد 49مواطناً بينهم قياديان بارزان من سرايا القدس وهما تيسير الجعبر وخالد منصور، إضافة إلى إصابة 360 آخرين غالبيتهم من الأطفال والنساء، قبيل أن يتم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار برعاية مصرية قطرية أممية بين الجهاد وسلطات الاحتلال في غزة، دخل حيز التنفيذ يوم 7آب/أغسطس الجاري الساعة الحادية عشرة والنصف بتوقيت فلسطين.