صدى نيوز - خسائر روسيا العسكرية الخمس الأكثر تكلفة في حربها المستمرة على أوكرانيا بلغت قيمتها أكثر من مليار دولار، وفقًا لما جاء بمجلة "نيوزويك" (Newsweek) الأميركية.

وقد نقلت "نيوزويك" هذه التقديرات عن مجلة "فوربس" الأميركية أيضا، حيث تقول إن روسيا فقدت منذ بداية الحرب في 24 فبراير/شباط الماضي حتى 24 أغسطس/آب الحالي نحو 121 ألفا و42 قطعة من المعدات بقيمة 16.56 مليار دولار، مشيرة إلى أن هذا لا يشمل ما استخدمته روسيا من صواريخ.

ورأت "فوربس" أن أكثر الخسارات الروسية إيلامًا وأغلاها تكلفة كانت السفينة الحربية "موسكفا" التي تقدر قيمتها بنحو 750 مليون دولار.

وكانت هذه السفينة قد غرقت في أبريل/نيسان الماضي، وقالت أوكرانيا إنها هي التي أصابتها وتسببت في إغراقها، رغم أن روسيا قالت إن حريقا أدى إلى ذلك.

أما أكبر 4 خسائر أخرى لروسيا فهي على التوالي:

– طائرة من طراز (Il-76) قيمتها 86 مليون دولار.

– سفينة هجومية برمائية "ساراتوف" بقيمة 75 مليون دولار.

–  طائرة من طراز (Su-30SM) بقيمة 50 مليون دولار.

– طائرة من طراز (Su-34) بقيمة 40 مليون دولار.

وذكرت نيوزويك أنها تواصلت مع وزارة الدفاع الروسية للتأكد من قيمة الخسائر العسكرية الروسية لكنها لم تحصل على جواب.

وأوردت المجلة ما قاله الجنرال الأميركي المتقاعد باري ماكافري يوم الاثنين الماضي، في تغريدة على حسابه بتويتر، حيث زعم أن روسيا تعاني أكثر وأكثر من هذه الحرب وأن ثمة بوادر على وجود "ضغوط شديدة على موسكو نتيجة الخسائر العسكرية المتزايدة والعزلة الاقتصادية".

أما حجم الخسائر الأوكرانية، فقالت المجلة إنها لم تطلع عليه، لكن عميدا في الجيش الأوكراني قال في يونيو/حزيران الماضي إن بعض وحدات القوات المسلحة الأوكرانية تكبدت خسائر تصل إلى نصف معداتها.

روسيا تستبق عقوبات غربية

وتحاول روسيا إبطال مخطط دول مجموعة السبع بوضع سقف على سعر نفطها، وحرمانها من الاستفادة من مليارات الدولارات المتدفقة عبر مبيعات الطاقة، والتي أنقذت اقتصادها من الانهيار بسبب العقوبات.

ونقلت وكالة "بلومبرغ" عن مسؤول غربي، قوله إن روسيا تواصلت مع العديد من الدول الآسيوية لمناقشة عقود نفط طويلة الأجل تتضمن تخفيضات كبيرة، وفقاً لما اطلعت عليه "العربية.نت".

وقال المسؤول إن المحادثات المبدئية لتقديم خصومات تصل إلى 30% لبعض المشترين الآسيويين قد تكون علامة على أن روسيا تحاول تجنب مناقشات مجموعة الدول السبع حول وضع استثناء لعقوبات الاتحاد الأوروبي المعلقة على النفط الروسي. إذ ستسمح هذه الخطة لأطراف ثالثة بشراء النفط الخام الروسي بسهولة أكبر بسعر منخفض تحدده الدول الغربية.

وقد تحاول روسيا أيضاً جذب مشترين بديلين للنفط الذي تبيعه حالياً إلى أوروبا.

من جانبه، قال وزير السياحة الإندونيسي، ساندياجا أونو، في تصريحات نشرها على إنستغرام خلال عطلة نهاية الأسبوع، إن روسيا عرضت بيع النفط "بسعر أقل بنسبة 30% من سعر السوق الدولي". وأضاف أن الرئيس جوكو ويدودو كان يدرس العرض "لكن كان هناك خلاف. هناك مخاوف من تعرضنا للحظر الأميركي".

وتشمل الجولة السادسة من عقوبات الاتحاد الأوروبي بشأن غزو أوكرانيا حظرا على النفط الروسي، فضلا عن استخدام دول ثالثة لشركات الكتلة للتأمين والخدمات المالية. ويسري هذا الحظر في الخامس من ديسمبر، لكن المسؤولين الأميركيين قلقون من أن الإطار الحالي سيرفع أسعار النفط بشكل كبير وسيحقق أرباحا غير متوقعة لروسيا.

وأيدت بعض الدول الأوروبية فكرة وضع استثناء لحظر التأمين على النفط المباع بموجب سقف سعر محدد دولياً، لكن البعض الآخر قال إن مثل هذا النظام لن ينجح إلا إذا وافق مشترون آسيويون مهمون للنفط الروسي، ولا سيما الهند، على المشاركة.

وقال المستشار الألماني أولاف شولز إن دول مجموعة السبع تناقش الاقتراح بجدية، لكنها قضية معقدة وستتطلب دعم الدول الأخرى لإنجاحها.

وصرّح شولتز للصحافيين في وقت سابق من هذا الشهر "نعمل بجد لتنفيذ هذا المشروع المشترك". ومع ذلك، لن ينجح الأمر إذا وافقت عليه دول مجموعة السبعة فقط. هناك آخرون مطلوبون كشركاء".

وليس من الواضح أين تقف معظم الدول الآسيوية في الخطة، لكن القليل من الدول أعربت عن دعمها علناً. كما أن الهند مترددة في الانضمام إلى مخطط الحد الأقصى للسعر، حيث تخشى من خسارة فرصة شراء الخام الروسي المخفض.

ويتواجد نائب وزير الخزانة الأميركي والي أديمو في الهند هذا الأسبوع للقاء المسؤولين الحكوميين والمديرين التنفيذيين، بما في ذلك في مجال التمويل والطاقة، لإجراء مناقشات حول أمن الطاقة وتمويل المناخ وتكنولوجيا الطاقة النظيفة.

وقال أدييمو في حدث أقيم في مومباي يوم الأربعاء إن التحالف من أجل وضع حد أقصى لأسعار النفط الروسي قد توسع وانضمت إليه عدد من الدول، مضيفاً أنه "لن يتقدم قبل إعلانات التحالف".

ويرغب المسؤولون الذين يدفعون بالخطة في وضعها موضع التنفيذ قبل بدء عقوبات الاتحاد الأوروبي على النفط في أوائل ديسمبر كانون الأول. وجادلت وزيرة الخزانة جانيت يلين بأن تحديد سقف للأسعار سيحرم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الإيرادات التي يحتاجها بشدة مع إبقاء أسعار النفط منخفضة على مستوى العالم مع فرض عقوبات الاتحاد الأوروبي.

لا يزال مسؤولو مجموعة السبع يحاولون وضع تفاصيل حول كيفية تحديد سقف السعر، ويقول المسؤولون إن الشفافية ستكون أساسية. جادل مؤيدو الخطة بأنه حتى إذا لم تنضم الدول الكبرى رسمياً إلى تحالف للحد الأقصى للسعر، فقد يساعد الترتيب في خفض عائدات روسيا لأن هذه الدول ستظل تكتسب نفوذاً إضافياً مع موسكو للتفاوض على عقود نفط أكثر ملاءمة.

من جانبه، قال العميد المؤسس لمدرسة كولومبيا للمناخ، جيسون بوردوف، في مقابلة: "لا أعتقد أنه مفتاح تشغيل وإيقاف". "كلما زاد عدد الدول الأعضاء في التحالف، زاد تأثيره، والنتيجة ستكون متواضعة جدا إذا لم يكن لديك الدول الكبيرة كجزء من التحالف".

ولكي يتبنى الاتحاد الأوروبي خطة الحد الأقصى للسعر، سيحتاج الاتحاد إلى تعديل حزمة العقوبات الخاصة به، والتي تمت الموافقة عليها فقط بعد نقاش طويل وصعب في الربيع الماضي.

لكن المجر، التي حافظت على علاقات أوثق مع روسيا، أوقفت الاتفاق لأسابيع حيث حاولت الكتلة التوصل إلى اتفاق بشأن استهداف قطاع الطاقة الروسي. أشارت بودابست إلى أنها ستعارض أي سقف لأسعار النفط، وفقاً لما ذكره الشخص، مما يشير إلى معركة سياسية أخرى محرجة محتملة.