صدى نيوز- حصل وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي، بيني غانتس، على انطباع خلال زيارته، اليوم الجمعة، إلى مقر القيادة الجنوبية للجيش الأمريكي وفي لقائه مع مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، بأن إدارة بايدن تعد خياراً عسكرياً ضد إيران بالتزامن مع المفاوضات بشأن الاتفاق النووي.

وقال مصدر أمني شارك في الاجتماع، إن دولة الاحتلال الإسرائيلي طلبت من الولايات المتحدة منذ أن تولت إدارة بايدن السلطة، وبشكل أكبر منذ استئناف المحادثات مع إيران بشأن العودة إلى الاتفاق النووي، أن تطرح تهديداً عسكرياً موثوقاً أمام الإيرانيين، وتعتقد دولة الاحتلال أن مثل هذا التهديد هو وحده الذي سيجعل إيران مرنة في المفاوضات.

والتقى غانتس اليوم في البيت الأبيض مع مستشار الأمن القومي للرئيس بايدن، وجلسا معاً لأكثر من ساعة وناقش الاثنان بشكل رئيسي الملف الإيراني والاتفاق النووي الذي بدأ يتشكل، والتعاون ضد النشاط الإيراني في المنطقة، حيث وصل غانتس إلى واشنطن بعد زيارة قام بها أمس لقائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي.

وقال مصدر أمني، إن غانتس أعرب لسوليفان بأن دولة الاحتلال الإسرائيلي معارضة للاتفاق النووي الناشئ وشدد على الحاجة إلى خيار عسكري أمريكي موثوق به ضد إيران، وبحسبه أوضح وزير الجيش في الوقت نفسه أن دولة الاحتلال تحافظ على حريتها في التصرف حيال إيران.

وهنأ غانتس سوليفان على سلسلة الهجمات التي نفذتها الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة ضد الجماعات الموالية لإيران في سوريا، وقال، إنه من المهم أن تستمر الولايات المتحدة في استخدام القوة ضد إيران حتى لو كانت هناك مفاوضات.

وقال المسؤول الأمني في إيجاز صحفي: "تلقينا تلميحات جيدة في هذا الصدد ولن نخوض في التفاصيل، نشعر أن هناك اتجاهاً لتعميق وتقوية القدرات العسكرية في مواجهة إيران، والأميركيون يفهمون بعمق أن هذا يخلق حافزاً للإيرانيين للتحلي بالمرونة في موضوع الاتفاق النووي، ويقوي من الموقف الأمريكي".

وأشار المصدر الأمني إلى أنه حتى لو تم التوقيع على اتفاق نووي فمن المهم للغاية وجود تهديد عسكري أمريكي موثوق به ضد إيران لخلق ردع ضد استمرار التخريب الإقليمي الإيراني.

وأكد أنه، على غرار مستشار الأمن القومي إيال هحولتا الذي التقى أيضاً مع سوليفان في وقت سابق من هذا الأسبوع: "غادر وزير الجيش غانتس اجتماعاته في البيت الأبيض بشعور أكثر إيجابية فيما يتعلق بمدى اهتمام إدارة بايدن بموقف إسرائيل بشأن الاتفاق النووي".


وأضاف: "لقد أثرت دولة إسرائيل في الاتفاق الناشئ وتؤثر عليه، ولكن حتى هذه اللحظة مازال الاتفاق بعيد كل البعد عن خدمة المصلحة الإسرائيلية، وأعرب وزير الجيش عن معارضته للاتفاق في الاجتماع بطريقته الخاصة، وقد تم استلام هذه الرسائل وأخذها في الاعتبار حسب رأيي، ولقد خرجت وأنا أكثر رضاً".

وبحسب المصدر الأمني، فإن الشعور السائد في الاجتماع مع سوليفان أنه لا يوجد جدول زمني محدد أو موعد نهائي يملي اتخاذ القرار الأمريكي بشأن توقيع اتفاق نووي مع إيران.

وصرح المسؤول الأمني بأنه تولد لديه انطباع من لقاء مستشار الرئيس بايدن للأمن القومي بأن توقيع اتفاق نووي ليس قاب قوسين أو أدنى وأنه ما زال هناك متسع من الوقت وقدرة على التأثير على محتوياته.

وقال: "لم يتم التوقيع على هذه الاتفاقية ولم يتم الانتهاء منها ولا أرى توقيعها قريباً، تعترف إسرائيل بمجال نفوذ هنا، وبقدر ما أفهم يتم ذلك بطريقة واقعية مع الاهتمام بالجانب العملي، من وجهة نظرنا هناك مجال للتأثير لجعل الاتفاقية أطول وأقوى".

وذكر المصدر الأمني أن دولة الاحتلال برأيه الشخصي، وجدت نفسها في واقع صعب للغاية بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي والتقدم الكبير في البرنامج النووي الإيراني، وقال:"رأيي الشخصي تبين أن الانسحاب من الاتفاق النووي كان خطأ، والسؤال هو ماذا نفعل الآن؟".