صدى نيوز- بلمحِ البصر، خسر الفنان جورج الرّاسي حياته، اليوم السبت، إثر تعرضه لحادث مروّع على طريق المصنع، بعدما كان قادماً من سوريا.
الخبرُ نزل كالصاعقة على اللبنانيين، صباح اليوم السبت، في حين أن مشاهد سيارة الراسي المُحطّمة تُدمي القلوب بقوّة، فقبل أكثر من 8 سنوات، كان الراسي يؤكّد مراراً على خطورة حوادث السير التي تعرض للكثير منها، وقد أكد سابقاً أن حزام الأمان أنقذ حياته مراراً.
وللتوعية، أعد الراسي عملاً فنياً بالتعاون مع جمعية "اليازا" من خلال فيديو كليب لأغنيته الشهيرة "إنت الحب".
وفي مقابلة له مع "اليازا" عام 2014، والتي يُعيد “لبنان24” نشرها، اليوم، بعد الحادثة المؤسفة، كشف الراسي إنه من محبي السرعة، لكنه تحدث عن خطورة الحوادث وتأثيرها على حياته.
المفارقة الأكبر هو أن فيديو الكليب لأغنية الراسي تضمّن مشهداً لارتطام سيارته بالحائط، وهي لحظة تُحاكي بشكل فعلي صور الحادث الحقيقي الذي تعرّض له الفنان الشاب، فجر السبت.. إنه القدر، والخسارة كبيرة لا تُعوّض.
وفي ما يلي يلي نصّ المقابلة التي أجرتها جمعية "اليازا" مع الراسي قبل 8 سنوات:
هل تعرضت لحادث سير في السابق؟ وما كانت الأسباب التي أدت له؟
في الحقيقة، تعرضت لعدة حوادث سير في الماضي، وآثارها لا تزال بارزة على وجهي. لكنني الآن أصبحت أعي إلى أنه لا يجوز تعريض حياتي وحياة الآخرين للخطر.. هناك لحظة أقل من ثانية اختبرتها حين تعرضت لحادث سير أعتبرها صحية الموت ” لحظة سكون”، تردد خلالها سؤال في داخلي وهو “ماذا أفعل في حياتي؟”… أتمنى أن لا يمر أحد بهذه التجربة أبداً وأحمد الله على أنني ما زلت موجوداً لأخبر ما حدث!..
أثناء تعرضك للحادث، هل كنت ترتدي حزام الآمان؟
حزام الأمان أنقذ حياتي فلو لم أكن أضعه لكنت الآن بين عداد الأموات.
بناء على تجربتك، ما هي رسالتك للشباب اليوم الذي يقود بسرعة جنونية؟
إنني أعي تماماً حب السرعة إذ أنني من هواتها، لكن مكانها هو داخل الحلبات المخصصة للقيادة السريعة والسيارات تكون مجهزة بوسائل السلامة الخاصة بالسرعة أيضاً. فبالنسبة لنا نحن الشباب القيادة بسرعة جنونية هي نوع من التحدي والعنفوان. التحدي في من يسرع أكثر، من يستطيع القيام بحركات بهلوانية جديدة. يجب أن يدرك الشباب أن حبهم للسيارة بهذه الطريقة هو حبهم للموت بطريقة غير مباشرة وأدعوهم إلى التفكير بأحبائهم وألا يكونوا قساة القلوب، وأن يرحموا عائلاتهم من الشعور بالألم على فراقهم.
بصفتك فنان وكثير السفر، ما هو الفرق بين القيادة في لبنان والخارج؟
من المؤسف أنه بسبب الفساد المستشري في هيئة إدارة السير، فقدت رخصة السوق قيمتها وهيبتها في نظر عدد كبير من دول العالم فلم يعد معترف بها. فأصبح اللبناني يضطر إلى إجراء إمتحان سوق في الخارج للحصول على إجازة سوق.
كما أن نظام السير في الخارج يحترم من قبل جميع مستخدمي الطريق، السائقون والمشاة، من استخدام حزام الأمان إلى التقيد بإشارات المرور، ويجدر الإشارة، إلى إن حركة السير تنظم على جميع الطرق في الخارج من قبل إشارات مرور إلكترونية وليس من قبل شرطي سير، يضطر للوقوف طيلة النهار تحت أشعة الشمس، عوضاً عن الإستفادة منه في مهام أخرى.
كيف تصف مشاركتك مع اليازا؟
انا سعيد جداً لأن اليازا أخترتني كأول وجه فني ممثل لها في الشرق الأوسط، ونحن نعمل الآن على تحضير عمل ثان خاص باليازا.
ما دفعني الى الإنتماء الى اليازا هو تقديري لرسالتها الصادقة التي ما زالت وفية لها منذ تأسسها ألا وهي نشر التوعية حول السلامة العامة في المجتمع هذا من جهة، ومن جهة أخرى، إن الخلل الذي يفتك بالمجتمع الناتج عن استهتار بعض المواطنين بسلامتهم وسلامة الآخرين، هو بلا شك حافز يدفع الى العمل لوضع حد لهذه الكارثة من خلال المساهمة مع اليازا في توعية الجيل الجديد في المدارس والجامعات ولكي لا يخسر أحد حياته بالطريقة العبثية هذه. فلماذا لا نحلم بمستقبل مشرق مع شباب مليىء بالحياة بدل أن يكون فريسة الحوادث المؤلمة؟
ما هو دور الفنانين في نشر ثقافة السلامة المرورية بين المواطنين وخاصة الشباب منهم؟
كما لكل عمل رسالة، للعمل الفني رسالة أيضاً، فرسالتي للشباب كانت من خلال كليب أغنية “أنت الحب” التي صورتها بالمشاركة مع اليازا التي تركز على شعار “ما تشرب وتسوق”.
إن أعين الشباب خاصة المراهقين تكون موجهة نحو الفنانين اللذين يشكلون مثالهم الأعلى. لذلك أتوجه الى زملائي الفنانين للتشدد في عدم إدخال مشاهد تخل بالسلامة العامة في أعمالهم الفنية مما يدفع الشباب إلى التمثل بهم.