صدى نيوز - ذكرت وسائل إعلام عبرية أن المؤسسة الأمنية لدولة الاحتلال تتخوف من حالة الغليان في الضفة الغربية أكثر مخاطر مواجهة إيران أو حزب الله.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، في تقرير نشرته اليوم الأربعاء، أن "هناك مخاوف من أن يتحول هذا الغليان إلى انتفاضة شاملة".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني إسرائيلي كبير قوله إن المواجهات بين الشباب الفلسطيني وقوات الاحتلال التي تشهدها الضفة الغربية تبدو "ظاهرة أصيلة، لا يتم توجيهها من قبل التنظيمات الفلسطينية، بل يحفزها غضب قومي متراكم يكتنز في صدور شباب لم يتعرضوا لمعاناة الانتفاضة الثانية".
وأضاف المسؤول أن التطورات الأمنية التي تشهدها الضفة، وخصوصاً شمالها، "يفرض على المؤسسة الأمنية الإسرائيلية الاستعداد ومحاولة منع تحولها إلى انتفاضة".
وبحسب الصحيفة، فإن "الغليان الفلسطيني يتجسّد في عمليات إطلاق النار المتزايدة وإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة تقريباً في كل ليلة"، لافتة إلى أن "التصعيد يمكن أن يحدث بشكل مفاجئ جراء حدوث تطور بالصدفة، بما يُخرج الأوضاع عن إطار السيطرة"، مثل إطلاق النار الذي استهدف مستوطنين يهود قبل يومين بعد دخولهم نابلس لاقتحام منطقة "قبر يوسيف" بدون تنسيق مع قوات الاحتلال.
وذكرت الصحيفة أن المنطقة التي يمكن أن تفجر الأوضاع تتمثل بالمسجد الأقصى ومحيطه، لا سيما مع اقتراب الأعياد اليهودية، مشيرة إلى أنه في حال انفجرت الأوضاع في الأقصى، فإن هذا "سيفضي إلى موجة عمليات إطلاق نار واسعة في أرجاء الضفة الغربية".
وأبرزت الصحيفة أن أحد مظاهر الغليان الفلسطيني يتمثّل في مقاومة عمليات الاعتقال التي تنفذها قوات الاحتلال في أرجاء الضفة الغربية، باستخدام السلاح.
وأوضحت أن جيش الاحتلال الذي "تمكّن من إحباط العمليات التي تخطط لها كل من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، يجد صعوبة في التصدي لعمليات إطلاق النار وإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة التي تتم بشكل فردي".
وعلى الرغم من أن جهاز المخابرات الداخلية (الشاباك) يتهم حركة حماس بلعب دور في التحريض على شن العمليات في الضفة الغربية، فإنه يرى، في المقابل، أن الغليان الذي تشهده الأخيرة "أصيل" يعبر عن خيبة أمل الشباب الفلسطيني من الواقع السياسي الذي يعيشونه، وليس إحباطاً من الأوضاع الاقتصادية.
وبحسب الصحيفة، فإن الشبان المنتمين تحديداً إلى حركة "فتح" هم الذين يلعبون دوراً مهماً في عمليات إطلاق النار في أرجاء الضفة، لافتة إلى أن "اشتداد حرب الوراثة بين قيادات الحركة أضعف السلطة، وقلّص من قدرتها على إدارة الحكم في الضفة الغربية".
وأكدت الصحيفة أن قادة المؤسسة الأمنية في تل أبيب أوصوا في جلسات مغلقة حكومة يئير لبيد بتحركات دبلوماسية وسياسية لدى الدول العربية وتوظيفها في الجهود الهادفة لمنع انفجار انتفاضة جديدة في الضفة الغربية.
ونظراً لأن المسجد الأقصى هو الساحة التي يخشى قادة الأمن الإسرائيلي من أن تتسبب في انفجار الأوضاع الأمنية، فإنهم يوصون صناع القرار في تل أبيب بمحاولة إقناع كل من مصر والسعودية، ودائرة الأوقاف الإسلامية في القدس والسلطة الفلسطينية بالتوافق مع إسرائيل على قواعد تنظم احترام الوضع القائم في الأقصى.
وقال المسؤول الأمني الإسرائيلي الذي تحدث لـ"يديعوت أحرونوت"، إنه "يتوجب التوصل لتفاهمات حالياً قبل موسم الأعياد اليهودية، حتى لا تنفجر الأوضاع في وجهنا".