صدى نيوز - حالة من الترقب والحذر تبديها الأردن حالياً من المرحلة السياسية المقبلة في إسرائيل، وتحديداً مرحلة ما بعد انتخابات الكنيست التي ستعقد في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني من العام الحالي، مع ازدياد المخاوف من عودة رئيس المعارضة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى رئاسة الحكومة من جديد.
يأتي هذا في وقت تظهر فيه التوقعات داخل الأروقة السياسية الأردنية أنّ الأحزاب المعارضة التي يقودها بنيامين نتنياهو لا تزال تحظى بالفرصة الأفضل للفوز بالأغلبية في انتخابات الكنيست القادمة، وتمكين نتنياهو من تشكيل الحكومة القادمة.
هذا في نظر الأردن سيعيد العملية السياسية إلى مرحلة "التعنت الإسرائيلي" من جديد التي كانت سائدة في حكومة نتنياهو السابقة إبان الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة دونالد ترامب.
ذكر نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية الأسبق جواد العناني" أنّ الأردن يترقب بقلق وحذر شديدين إمكانية وصول بنيامين نتنياهو للحكم من جديد، مشيراً إلى أنّه لم تكن هناك أي مؤشرات لعلاقات إيجابية في فترة تولي نتنياهو لرئاسة الوزراء، بل بقيت هذه العلاقة متوترة طوال فترة حكمه.
أشار إلى أن التوتر كان ناجماً عن إصراره على انتهاج سياسة عدائية وسيئة تجاه الأردن، فلم يكن هناك في فترة حكمه إقبال على الحوار بخلاف حكومة يائير لابيد، التي أبدت مرونة واضحة في التعامل والحوار مع الأردن.
لكنّ العناني يستعبد أن يعود نتنياهو مرة جديدة للحكم، مشدداً على أنّ عودته تعني عدم العودة إلى المحادثات بين الطرفين وضياع فرص السلام، سواء على المستوى الأردني أو الفلسطيني، وأنّ أية حلول سلمية ستكون مستحيلة في المنطقة.
ملفات شائكة حال عودة نتنياهو
ويشدد نائب رئيس الوزراء الأسبق على أنّ عودة نتنياهو لتولي زمام الحكومة الإسرائيلية يعني إعادة مطالبته بضم منطقة غور الأردن وشمال البحر الميت لإسرائيل في حال فوز حزبه "الليكود" بالانتخابات.
ويوضح العناني أنّ نتنياهو لا يعترف بمبدأ حل الدولتين، وأنّ صعوده من جديد للحكم سيؤدي إلى برود العلاقات مع الأردن ودخول في مرحلة سلبية وضياع أي فرصة للتفاهم بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
من جانبه، توقع الخبير العسكري الأردني جلال العبادي، عودة نتنياهو للحكومة من جديد، لكنه يرى أن التوتر سيكون أقل من المراحل السابقة، وذلك بضغط أمريكي على الجانبين وتوحيد جهودهم للعمل ضد الخطر الإيراني والتهديدات المستمرة من المليشيات الإيرانية على الحدود الأردنية – الإسرائيلية.
ويرى العبادي أنّ علاقة الأردن بأي حكومة يرأسها نتنياهو ستكون علاقة باهتة ورسمية وفي أضيق الحدود، حيث من المرجح أن يتوقف التنسيق الأمني، ولن تكون هناك زيارات بين الطرفين، وسيكون التمثيل الدبلوماسي في أدنى مستوى فقط لتصريف الأعمال، مع سعي نتنياهو لزيارة الأردن حيال ترؤسه الحكومة وإجراء محادثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ومحاولة إيجاد تحالف مع دول المنطقة تشمل مصر، والإمارات، والبحرين، والأردن، وإسرائيل ضد التوسع الإيراني في المنطقة.
المصدر: عربي بوست